«الإقليمي للدراسات»: ٨ أسباب وراء استهداف داعش لباريس
الإثنين، 16 نوفمبر 2015 10:36 ص
أعد المركز الإقليمي للدراسات الاستراتيجية بالقاهرة، دراسة يرصد فيها الهجوم الإرهابي الداعشي على باريس، وأسبابه المُحتملة وتأثيراته على منطقة الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن تأثيرات تلك الأعمال الإرهابية ستتجاوز حدود فرنسا، لتصل إلى منطقة الشرق الأوسط.
رجحت الدراسة، أن تكثف فرنسا فى المرحلة المقبلة من أنشطتها العسكرية فى سوريا لاسيما عمليات القصف الجوي لمواقع داعش، فضلًا عن فرض مزيد من القيود على استقبال اللاجئين،خاصة من سوريا والعراق، بالتزامن مع مزيد من التضييق على اللاجئين الموجودين بالفعل فى الأراضي الفرنسية، مما قد يدفعهم للرحيل لدول أوروبية أخري.
أشارت الدراسة التى أعدتها مجموعة تحليل الأزمات بالمركز الاقليمى، المعنية بمتابعة وتحليل الأزمات التي تقع في الإقليم،في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية، وتحمل عنوان " مشهد متكرر: التفسيرات المحتملة لإعادة استهداف داعش لفرنسا" الى ان هناك ثمانى أسباب وراء استهداف فرنسا من داعش هي:
استغلال التنظيمات الإرهابية لبعض الأحداث التي وقعت في فرنسا ومنها قضية الرسومات الكاريكاتورية المسيئة للرسول فى بعض الصحف الفرنسية.
تغير الموقف الفرنسي تجاه تنظيم داعش، فعلى الرغم من رفض فرنسا الإنضمام للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لمواجهة تنظيم داعش فى سوريا والعراق طيلة الفترة الماضية، إلا أن هذا الموقف تغير مؤخرًا، حيث شنت المقاتلات الفرنسية عدة غارات على بعض المواقع النفطية التابعة لداعش فى شمال شرق سوريا في نوفمبر الجاري.
التقارب بين فرنسا والبلدان التي تحارب الإرهاب فى المنطقة، حيث شهدت الشهور الأخيرة تقاربا شديدا بين فرنسا من جانب، وعدد من البلدان العربية لاسيما تلك التي تقود حربا شرسة ضد التنظيمات الإرهابية من جانب أخر.
تعاظم مشكلات بعض الجاليات فى فرنسا، فعلى سبيل المثال تعتبر الجالية الإسلامية فى فرنسا هي الأكبرعلى مستوي البلدان الأوروبية، حيث يتراوح عددها مابين 5 إلى 6 ملايين شخص، وترفعها تقديرات أخرى إلى 7 ملايين، وعلى الرغم من ضخامتها إلا أنها لا تزال تعاني من المشكلات التي تعوق عملية إندماجها بالشكل الكافي داخل المجتمع الفرنسي.
تزايد معدلات الإنخراط الفرنسي فى قضايا المنطقة، ففرنسا تعد لاعبًا رئيسيًا ومؤثرًا فى مختلف ملفات وقضايا الشرق الأوسط، من سوريا إليى دورها المركزي فى الصراع فى شمال مالي ضد الطوارق، علاوة على دورها فيما يحدث في ليبيا.
تغلغل بعض التيارات والتنظيمات المتشددة فى فرنسا، ذات الخلفيات والأيديولوجيات السياسية التي تسعي للتمدد ونشر أفكارها، وتنتقل من الاعتدال إلى التطرف رويدا رويدا متى تهيئت الظروف الداخلية والدولية.
تزايد أعداد الفرنسيين المنضمين للتنظيمات الإرهابية المسلحة، فوفقًا للبيانات التي أعلن عنها وزير الداخلية الفرنسي خلال تصريحاته فى مايو 2015 أمام لجنة تحقيق فى البرلمان الفرنسي عن مراقبة المتطرفين، فإن عدد الفرنسيين المتورطين مع الجماعات المتطرفة ارتفع من 1683 شخصًا من الفرنسيين المقيمين داخل فرنسا بزيادة تقدر بـ203 % مقارنة بشهر يناير 2014. ذلك فى الوقت الذي أكدت فيه تقديرات وزارة الداخلية الفرنسية عن أن عدد المقاتلين الفرنسيين فى صفوف التنظيمات الإرهابية بلغ 1000 شخص، من بينهم 900 فى سوريا، و100 فى ليبيا.
وفي تقدير آخر لمركز مكافحة الإرهاب فى فرنسا بلغ عددهم 800 إرهابي فى سوريا والعراق من بينهم 450 مازالوا يقاتلون، و108 قتلوا، 260 غادروا سوريا والعراق إلى جهات غير معلومة قد تكون فرنسا أحد تلك الجهات. ولعل التخوف الأكبر من الرؤية الإيجابية للفرنسيين اتجاه داعش فوفقًا لاستطلاع رأي تم أجراؤه من قبل أحد القنوات التلفزيونية على عينة من 1000 شخص فإن 15% منهم لديهم رؤية إيجابية اتجاه تنظيم "داعش".
تزايد أعداد اللاجئين إلى فرنسا، فلا يمكن إعتبار فرنسا من الدول كثيفة إستقبال اللاجئين لاسيما القادمين من سوريا والعراق، إذا ما قورنت بألمانيا والدول الأسكندنافية، حيث يبلغ عدد اللاجئين من دول المنطقة لفرنسا وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة ما يقرب من 6700 لاجئ فقط.
لكن تظل التقارير الاستخباراتية المختلفة تشير إلي إمكانية تسلل بعض العناصر الإرهابية إلى الأراضي الفرنسية وسط مجموعات اللاجئين، وهو ما يجعل فرنسا معرضة بشكل مستمر للإستهداف من قبل التنظيمات الإرهابية.