مخطط افشال العلاقة بين القاهرة وموسكو عبر سوريا وإيران
الجمعة، 20 نوفمبر 2015 12:40 م
شهدت العلاقات المصرية الروسية، تطورًا ملموسًا في الفترة الأخيرة، بعد تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي منصب رئيس الجمهورية، والذي عمل على إعادة مجرى العلاقات بين مصر وعدد من الدول الأوروبية الكبرى، كانت روسيا في مقدمتها، والتي رحب بها عدد كبير من القوى الوطنية، لإعادة التوازن في العلاقات الدولية، وعدم الاعتماد على دولة واحدة خاصة في مصادر السلاح.
اعتبرت زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمصر، خطوة هامة في تعزيز قوة العلاقات المصرية الروسية، خاصة وأن هذه هي الزيارة الأولى التي يقوم بها «بوتين» إلى مصر منذ 10 سنوات، كما أعطى اهتمامه بزيارة مصر ومشروع قناة السويس الجديدة، رسالة للعالم بمدى الترابط والتعاون بين البلدين.
استمرت العلاقات المصرية الروسية في التطور بشكل كبير، خاصة في المجال التجاري والاقتصادي، وارتفع حجم التبادل التجاري بين البلدين بنسبة 86%، حسب التقرير الذي أصدره جهاز التمثيل التجاري بوزارة الصناعة والتجارة، هذا بالإضافة إلى الجانب السياحي، باعتبار روسيا أكبر مصدر سياحي في مصر، والتي يصل نسبة زائريها سنوياُ، إلى 50% من نسبة السائحين في مصر.
وبعد صفقات الأسلحة التي أبرمتها مصر مع روسيا، والاتفاق على تزويدها بمروحيات من طراز "كا -52 تمساح"، من "النسخة البحرية"، ذات قدرة على الإقلاع والهبوط على سطح السفن، والتي تتميز بأنها ثنائية المقاعد للجيل الجديد، وتعتبر نسخة مطورة لمروحية "كا – 50 القرش الأسود"، وتستخدم لتدمير الأهداف الأرضية والأهداف الجوية البطيئة، وذلك بعد مساعدة روسيا لمصر في الحصول على حاملتي مروحيات فرنسيتين من طراز "ميسترال".
ربما لم تحظى عودة العلاقات المصرية الروسية على رضا بعض الدول والحكومات، التي استنكرت خروج مصر من كنفها، وبدأت مخططات إفساد هذه العلاقة، والتي استهدفت عدة جوانب أهمها السياحة وعلاقات مصر بالدول العربية الأخرى.
الطائرة الروسية المنكوبة
كانت أحداث سقوط الطائرة الروسية فوق سماء سيناء، أخر محاولات افساد العلاقات بين مصر وروسيا، وراح ضحيتها ركاب الطائرة بالكامل، والذين بلغ عددهم 227 بالإضافة لأفراد طائم الطائرة، وبالفعل أثرت الحادثة بشكل كبير على العلاقات بين البلدين، وبدأت بإجلاء السياح الروس من مدينة شرم الشيخ، وتعليق الطيران بين البلدين لحين أستكمال التحقيق، والوقوف على ملابسات الحادث، والذي أثر على قطاع السياحة بشكل سلبي، خاصة مع إجلاء أكثر من دولة رعاياها من مصر.
الأزمة السورية
ساعد تفاقم الأزمة السورية، وموقف المملكة السعودية الصارم من ضرورة رحيل بشار الأسد، في مقابل الموقف الروسي الذي يصر على بقاء بشار الأسد، من زيادة صعوبة وضع مصر بين البلدين، وعدم قدرتها على اتخاذ جانب على حساب الأخر، بسبب العلاقات التي تجمعها بين البلدين، في الوقت الذي يزيد فيه إصرار السعودية على رحيل بشار وتأليف مجلس انتقالي لمساعدة سوريا على الانتقال الى مرحلة جديدة، خاصة بعد وقوف إيران بجانب النظام السوري، ترى روسيا أن ووجود بشار الأسد أمر ضروري وتستمر في امداداتها للأسد عبر المجال الجوي الإيراني، وتظل مصر بين رحايا الدولتين.
رفض مصر للسياحة الإيرانية بمصر
بعد حالة الركود التي اجتاحت القطاع السياحي في مدينة شرم الشيخ، وضرب الموسم السياحي الأساسي، عرضت إيران إرسال وفود سياحية، لزيارة بعض الأماكن الدينية والأضرحة بمصر، لتقليل حالة الركود السياحي، ولكن جاء موقف مصر بالرفض صارمًا، خوفًا من انتشار المذهب الشيعي في مصر، خاصة بعد وجود تنسيق بين السعودية، والتي هي في صدام شديد مع روسيا، وبين مصر لمنع الوفود الإيرانية للتصدي «للمد الشيعي».