سكان أحياء التوتسي في بوجمبورا يهربون من العاصمة

السبت، 21 نوفمبر 2015 09:41 ص
سكان أحياء التوتسي في بوجمبورا يهربون من العاصمة
العاصمة الرواندية بوجمبورا

تواصلت أعمال العنف في العاصمة الرواندية بوجمبورا على مدار الأيام الماضية مخلفة حالة من الفرار الجماعي لأبناء عرقية التوتسي من مناطق سكناهم في العاصمة البوروندية.

ويقول المراقبون إن أحداث العنف قد اندلعت في 9 نوفمبر الجاري ولا تزال مستمرة بل ومرشحة للتصاعد، ففي مساء 7 نوفمبر لقى تسعة أشخاص مصرعهم في هجوم على حانة داخل حي يقع جنوبي العاصمة بوجمبورا يقطنه معارضون لنظام الحكم في بوروندي، في سيناريو يدعو إلى الاعتقاد بأنه عملية إعدام جماعي، وكان هذا الحادث بمثابة البداية لسلسة من أعمال العنف في هذا البلد الذي يعد أحد دول حوض النيل.

وقالت صحيفة "لوموند" الفرنسية إن هذا الهجوم وقع قبل ساعات قليلة من عملية كبيرة تهدف إلى تجريد المنشقين من أسلحتهم حيث بدأ سكان الأحياء الواقعة شمالي العاصمة - والتي تشهد احتجاجات واسعة ضد السلطات البوروندية - الرحيل عنها في أعقاب انتهاء مهلة الإنذار التي منحت للمنشقين.

وكان الرئيس بيير نكورونزيزا قد أمهل معارضيه حتى مساء 7 نوفمبر من أجل "تسليم أسلحتهم" مقابل العفو عنهم، وإلا يمكن أن "تستخدم الشرطة كافة الوسائل". إذ تسعى الرئاسة البوروندية إلى طمأنة المجتمع الدولي الذي يخشى وقوع أعمال عنف عرقية على نطاق واسع.

وعلى إثر ذلك، قام المئات من رجال الشرطة فجر 8 نوفمبر بتطويق حي موتاكورا شمالي بوجمبورا حيث أجروا عمليات تفتيش لجميع المنازل في الحي، وفقا لشهادات بعض السكان الذين استطاعت الصحيفة الفرنسية الاتصال بهم هاتفيا. وكان سكان الأحياء التي تقطنها غالبية من التوتسي في شمالي العاصمة قد هربوا إلى المناطق المجاورة أو إلى مناطق أخرى أكثر هدوء.

وأكد ويلي نياميتوي، وهو مستشار إعلامي، قائلا "لن تحدث حرب ولا إبادة جماعية (في بوروندي). لن نسمح بعودة البلاد مرة أخرى إلى ذكرياتها الأليمة. تعرض المجتمع الدولي للخداع لأنه وقع في فخ نصبته له معارضة لم تكف قط عن ترديد وقوع إبادة جماعية ونشر ترجمات مغلوطة لبعض أحاديث المسئولين البورونديين جرى تفسيرها على نحو خاطيء".

وكان رئيس مجلس الشيوخ ريفيريان نديكوريون قد هدد في نهاية أكتوبر الماضي "بتدمير أحياء" الحركة الاحتجاجية في بوجمبورا، مستخدما كلمة "يعملوا" التي تعيد إلى الأذهان الإبادة الجماعية التي شهدتها رواندا المجاورة عام 1994 وقتل فيها 800 ألف شخص خلال ثلاثة أشهر حيث كان المقاتلون الهوتو الذين أرسلوا لقتل التوتسي يلقون تشجيعا على "العمل" بشكل جيد.

وانتقد رئيس رواندا بول كاجامي، في كلمة ألقاها يوم 6 نوفمبر، بشدة السلطات البوروندية متهما إياها "بقتل" الشعب البوروندي "ليل نهار".

وذكر وزير الأمن الداخلي آلان-جيوم بونيوني، الرجل الثاني فعليا في النظام، سكان الأحياء المحتجة، وهم غالبا من التوتسي، بأنهم يشكلون أقلية أمام المزارعين الهوتو الموالين للرئيس نكورونزيزا. وقال "إذا أخفقت قوات الأمن، فلدينا تسعة ملايين مواطن يكفي أن نقول لهم: إفعلوا شيئا ما".

وأعربت الأمم المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا، تباعا عن قلقها من خطر حدوث أعمال عنف عرقية على نطاق واسع في بوروندي بسبب الخطب "النارية" التي يلقيها أنصار الرئيس نكورونزيزا الذي يرغب بوقف حركة الاحتجاج التي تعصف بالبلاد منذ الربيع الماضي.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق