«وادي خريط» و«خور عواضة» مستودعات توريد «السلاح والمخدرات» بأسوان
الخميس، 26 نوفمبر 2015 07:04 م
طوال سنوات عديدة تمكنت محافظة أسوان من الحفاظ على مكانتها، كواحدة من أقل محافظات مصر في نسبة الحوادث وحيازة المخدرات، إلا أنه خلال أقل من 5 سنوات تمكنت من أن تتربع مع عدد من المحافظات على عرش المحافظات الدموية والأكثر ترويجا للمخدرات وتهريبا للسلاح.
المخدرات والسلاح
تعد مراكز كوم امبو وأسوان ونصر النوبة من أشهر مراكز المحافظة تواجدًا لتجارة وحيازة السلاح والمخدرات، وتشتهر عدد من المناطق والقرى بها بأنها بؤرًا لهذه التجارة.
كوم امبو
تشتهر مدينة كوم امبو بأنها الأكثر عشوائية ضمن مراكز المحافظة، ولبعدها عن مدينة أسوان السياحية فقد قلت الحملات والسيطرة الامنية عليها طوال فترة الانفلات الامني عقب ثورة يناير، مما جعلها موطنًا لتجار المخدرات.
وتمركزت تجارة المخدرات في كوم امبو بكل من قرية الضما وعزبة حجاجي والإصلاح، فهي الأشهر بوجود بائعي المواد المخدرة، وقد وقع العديد منهم في قبضة الامن طوال الأشهر الماضية.
أما بالنسبة للسلاح فعملية حيازته جاءت بكثرة عن التجارة به بكوم امبو، وأشتهرت عدة مناطق بكل من قرى الضما وعزبة حجاجي بانتشار السلاح وانضمت لهم مؤخرًا قرية سبيل العرب، عزبة مخيمر والرغامة بعد كثرة تواجد البلطجية بها.
أسوان
تضم مدينة أسوان عدد من الأماكن التى لم يستطع الأمن القضاء على كافة الخارجين عن القانون بها، ومن أشهرها على الإطلاق خورعواضة والربع الخراب والسيل وغرب أسوان والكوبانية، وبالرغم من تكرارالحملات الأمنية والقبض على أغلب التجار فى تلك المناطق حاليًا إلا إنها لا تزال مستنقعًا لتجارة وحيازة السلاح والمخدرات.
فتعد منطقة «خور عواضة» بؤرة مشهورة بمدينة أسوان، ويكثر بها تجار المخدرات بعدد تجار الاسماك والخضروات، كما أظهرت عدد من المشاجرات بين القبائل بها عن ظهور أنواع نادرة وكثيرة من السلاح، خاصة بأحداث بني هلال والدابودية الأخيرة، مما ثبت أنها مركزا كبيرًا لتواجد مخازن للسلاح.
أما «الربع الخراب» فقد أشتهر أهلها بممارسة البلطجة وبيع المواد المخدرة، وخلال الفترة الأخيرة شن قوات الأمن حملات بها وتم ضبط أكبر تجار المخدرات بالمنطقة ولكنها مازالت تضم عدد من البلطجية والخارجين عن القانون.
نصر النوبة
وعلى غير المتوقع انضمت نصر النوبة إلى هذه القائمة، فقد أشتهرت منطقة بها تسمي «وادي خريط» بكثرة تواجد السلاح، ويعود السبب إلى أن قاطني هذة المنطقة ليسوا من أهالي النوبة، بل هم مجموعة من المغتربين من المحافظات الأخرى، سيطروا على الأراضي هناك عن طريق وضع اليد، ولجئوا للأسلحة لحماية ممتلكاتهم.
وعلى مدار السنوات أصبحت وادي خريط منطقة خطرة للعديد من الأشخاص، خاصة مع انتشار الاسلحة بيد معظم قاطنيها.
الخصومات الثأرية
مثلها كمثل محافظات الصعيد تميزت أسوان بنظام القبلية، إلا أن عملية الثأر كانت من أكثر النتائج السلبية لنظام القبلية داخل قري ومدن المحافظة.
وخلال عشرات السنوات أشتهرت عدد من المناطق بكثرة حوادث الثأر، ومن الممكن أن تعود بعضها إلى نحو 15 عام.
وتعد مدينة كوم امبو من أكبر بؤرة لعملية الثأر، ولا يمر عام إلا ويسقط ضحايا من بين أبناؤها نتيجة لثأر بين أثنين من عائلاتها.
وتعد أشهر الخصومات الثارية بها، تلك التي بين قبيلتي العبسيين والسمطا والتي راح ضحيتها 13 شخصًا بعد اشتباكات نارية بينهم خلافًا على قطعة أرض، كما ذاع صيت عائلتى آل مغيربى وآل رسلان بقرية سلمون بالعتمور قبلي، حيث استمرت عملية الكر والفر والقتل بينهما لمدة عامين ونصف.
أما مدينة ادفو فقد شهدت أطول خصومة ثأرية بالمحافظة والتي استمرت لمدة 15 عامًا بين كل من عائلتى «عبد الحليم الشخورى» وأحمد حامد بقرية نجع السايح بمدينة البصيلية بمركز إدفو.
ولعل اشتهار ادفو بالخصومات الثأرية يرجع إلى انها أكثر مراكز المحافظة تمسكًا بالقبلية والعادات والتقاليد لكل قبيله، كما أن للمركز شيوخ وعراقل كثرة، تخصصوا في المرور بين القبائل لمحاولة غنهاء الخصومات الثأرية بينهم.
أما بأسوان فقد كانت حادثة بني هلال والدابودية حادثة جديدة على المجتمع الاسواني ككل، إلا أنها انتهت سريعا ولم تتحول لثأر بين أبناء القبيلتين، خاصة وانهم تكاتفوا معا بعد اتمام الصلح، لمحاولة التعاون في إخراج أبناء القبيلتين المحبوسين على ذمة القضية.