بالفيديو.. فشل زراعة القطن فى دمياط يكشف المؤامرة على الذهب الأبيض

مصر تشتهر بزراعة القطن جملة تعودنا سماعها فى مراحل تعليمنا الأولى، والتي أكدت في وجدان كل مصري أن عيد «القطن» الذي بدأ في ستينيات القرن الماضي كعيد رسمي للفلاح إنما هو دلالة عن جودة القطن ، وغزارة إنتاجه التي ميزت مصر عالميا.

غير إن واقعة فشل محصول القطن في مصر ومنها محافظة دمياط تلقى بظلال سيئة على أوضاع الفلاحين الاقتصادية، حيث أثبتت بذور القطن« 87 الايطالية» التي تعاقدت محافظة دمياط على استيرادها من ايطاليا فشلها الزريع.

ولعل الآثار السيئة المترتبة على فشل محصول القطن فى محافظة دمياط سوف يتعدى مشكلات الفلاح التى تمثلت فى انهيار اقتصادي للفلاحين الذين استدانوا لبنك التنمية والائتمان الزراعي، كما تأثرت أوضاعهم المعيشية بسبب فشل المحصول.

ولعل مما يثير القلق ما وصفه مراقبون بـ«بالمؤامرة» بعد قرار رئيس الوزراء السابق المهندس إبراهيم محلب بإلغاء قرار وزير الزراعي الأسبق بحظر استيراد القطن، ليفتح بذلك استيراد القطن في يوليو الماضي، وذلك في إشارة كما يرى خبراء الزراعة والاقتصاد إلى عدم أهمية المنتج المحلى الذي ضرب في مقتل.

يقول مجدي البسطويسى نقيب الفلاحين بمحافظة دمياط: لقد تعرضنا لخدعة اسمها المشروع الإيطالي لإنتاج القطن بدون مواد عضوية ولكن الحقيقة فشل وخداع فمن يدفع فاتورة الخسارة المرة.

وأضاف البسطويسى، لقد خربت بيوتنا فالفاحين لأكثر من ثمانية أشهر يزرعون وينتظرون الحصاد ولكن ضاع الزرع وضاع تعبهم ومجهودهم، حيث لم تتفتح الزهرة واصبحنا فى مشكلة كبيرة خاصة والمناخ لم يعد صالحا للاستمرار فى بقاء الزرع فى الأرض.

ولعل عامل الوقت ما كان عاملا كبيرا فى خسارة الفلاحين الذين اصبحوا ما بين مشكلتين كبيرتين، فالمناح لم يعد مناسبا لبقاء المحصول حيث تغير الطقس، والأخرى إن غامر الفلاح واستبقى الزرع بالارض فلن يتمكن من زراعة الموسم الذى يليه فى موعده المحدد مما جعل خسارة الفلاحين مزدوجة .

وفى ذلك يقول نقيب الفلاحين: نحن نرفع شكوانا الى الرئيس عبد الفتاح السيسى لانقاذنا مما وقع لنا، ونطالبه أولا بالتحقيق مع المتسبب فى ذلك، وثانيا بتعويض الفلاحين الذين ضاع تعبهم واستدانوا.

لم يجد عدد كبير من فلاحى القرى التى زرعت القطن الايطالى 87 ، الا أن يقتعلوا زراعات القطن والاستفادة منها بتقديمها كغذاء إلى «الماشية».

ولا شك أن الصناعة التى ستقوم على الاقطان سوف تتأثر هذا العام بسبب هذا الفشل الزريع فى زراعة القطن بدمياط خلال هذا العام.