تفاصيل ثورة القبائل فى إثيوبيا
السبت، 19 ديسمبر 2015 07:29 م
اندلعت احتجاجات جديدة ضد حكومة إثيوبيا التى تهيمن عليها أقلية «وياني»، فى اقليم امهرا بمنطقة غوندر، حيث نادا المتظاهرون بسقوط النظام، مهددين برفع السلاح فى وجه النظام فى حالة رفض الرحيل. فيما اتهم النظام الحاكم فى اثيوبيا المحتجين، بالانتماء الى منظمة «غنبوت ٧» المعارضة.
وذكرت منظمة «هيومن رايتس ووتش» السبت أن 75 شخصا على الأقل قتلوا في إثيوبيا بعد أن أطلقت قوات الأمن النار عليهم خلال تظاهرهم خوفا من مصادرة أراض في منطقة أوروميا الأكثر اكتظاظا بالسكان في البلاد.
وذكرت المنظمة ان لديها شهادات تفيد بأن الشرطة فتحت النار على المتظاهرين وتركت جثثهم في الشوارع في بلدة واليسو. وكانت مصادر حكومية قدمت حصيلة رسمية لضحايا المظاهرات لا تتجاوز خمسة قتلى. وأعلنت المنظمة، المدافعة عن حقوق الإنسان السبت أن قوات الأمن الإثيوبية قتلت 75 شخصا في تظاهرات اندلعت خوفا من مصادرة أراض في منطقة أوروميا.
وقالت المنظمة الحقوقية في بيان إن «الشرطة وقوات الأمن أطلقوا النار على المتظاهرين وقتلوا 75 منهم على الأقل وجرحوا آخرين كما يقول ناشطون». ولم تعلق الحكومة على هذا الإعلان. وكانت الحصيلة الرسمية لضحايا هذه التظاهرات تتحدث عن سقوط خمسة قتلى.
«قبيلة الأورومو»
هى أكبر قبيلة بجمهورية إثيوبيا الفدرالية، يتجاوز تعدادها 25 مليون نسمة، لديها جبهة تحرير«أورومو»، والتي يرأسها حاليا «داود ابسا»، تناضل لنيل حق تقرير المصير لشعب «أورومو» الكبير الذي يصل عدد سكانه إلى 40 مليون نسمة من سكان إثيوبيا البالغ 80 مليونا.
إنضم إليها الفلاحون الأوروميون مطالبين استرداد أراضيهم الزراعية من الإقطاعين والمستوطنين الأمهرا أن ذاك هذه المطالب هى التى شجعت الجيش الاثيوبي بأن يقوم بإنقلابه المعروف سنة ٧٤ ضد الملك هيلا سيلاسي والاطاحة به.
تكونت جبهة تحرير مع الجبهة الشعبية لتحرير ارتريا وكذالك تحالفت مع جبهة تحرير تجراى لاسقاط هذه النظام. وبعد أن اسقطوا النظام الحاكم فى اثيوبيا شكلوا حكومة انتقالية بموتمر رعته الولايات المتحدة الأمريكية. واتفقوا بعد الانتهاء من الفترة الانتقالية للحكم فى إثيوبيا على إجراء انتخابات حرة ونزيهة فى بداية ٩٢ ولكن جبهة تحرير تجراى ايقنت أنه لو أجريت انتخابات حرة ونزيهة ستفوز جبهة تحرير «أورومو» بدون منافس.
ولذلك قامت جبهة تحرير «تجراى» بالاتفاق مع الدول الكبرى بممارسة الضغوط العسكرية والسياسية على جبهة تحرير أورومو التى أجبروها عن الانسحاب من الحكومة الاثيوبية وغادرت الى الغابة ولا زالت تناضل عسكريا النظام الحاكم فى اثيوبيا الى يومنا هذا.
وخلال 24 سنة مضت الشعب الاورومو رفض أن تحكمه هذه الجبهة التي تمثل ٪٣ من سكان اثيوبيا، ولذالك قام الطلاب الأورومو باول انتفاضة هزت كيان هذا النظام بعد أن أعلن نقل عاصمة اوروميا من العاصمة فينفني الى مدينة اداما التى أجبرو فيه النظام التراجع عن قراراته بخصوص العاصمة فيما بعد.
ثم اندلعت انتفاضة أخرى شديدة تحت مسمى انتفاضة ضدد الاستعمار تنفيذا لتوجيهات جبهة تحرير أورومو فى سنة الفين وخمسة ميلادى ٢٠٠٥، التى استمرت الى يومنا هذا بل وبضراوة منذعامين بسبب قرار مصادرة أراضي الفلاحين الأورومين من ضواحى العاصمة الاثيوبية اديس أبابا، وكذالك من أماكن اخرى مختلفة مواصلين لهذه الانتفاضة ضد الاستعمار واصل الطلاب الأوروميون فى جميع انحاء أوروميا بمظاهرة منددة للنظام الحاكم فى اثيوبيا ولكنهم يتعرضون ليل نهار للرصاص الحي من البوليس الفدرالي الاثيوبي.
ولا زالت الاحتجاجات مستمرة حتى الآن من كل الجامعات الاثيوبية تقريبا ماعدا جامعة مقلي فى الشمال الاثيوبي وجامعة بحر دار على الحدود السودانية فى اقليم امهرا. ويتعرضون لمذبحة يوميا من قبل الجيش الاثيوبي فى أوروميا، حيث
اندلعت ثورة جديدة فى اقليم امهرا ضد حكومة أقلية وياني فى اثيوبيا تطالب بسقوط النظام والا رفعواالسلاح وشنوا حربًا.
وقد وجه النظام الى المنتفضين فى اقليم امهرا تهمة الانتماء الى منظمة غنبوت ٧ المعارضة لنظامه كعادته، كما اتهم ثورة الشعب الاورومو بانها ثورة تابعة لجبهة المعارضة لنظامه.
وقام النظام بأرسال الآلاف من البوليس السري للمنازل لتكسير الأطباق اللاقطة للفضايات التلفزيونية من على المنازل مخترقا بذالك القانون الدولي الذى يكفل حرية المواطنين، الذي يرفضها النظام الاثيوبي الدكتاتورى.
قبيلة "الأنواك"
لا تكفي الوعود بالطعام والمياه لتثبيط عزيمة أفراد قبيلة "الأنواك" على الصمود ضد جهود الحكومة الأثيوبية لترحيلهم بالقوة من أرضهم، إذ يفضلون الموت على التهجير.
تصارعت قبيلة الأنواك مع الحكومة الأثيوبية على حق البقاء في أرض أسلافها، وتجبر الحكومة مزارعي قبيلة الأنواك علي الانتقال من مستوطناتهم بحجج واهيه لكى تتمكن من الاستثمارات اراضيها الغنية بالموارد المائية مع شركات أجنبية.
وقال أهالى القبيلة، إن الحكومة أخبرتنا أننا سنجد كثيرا من الأطعمة فى المكان الجديد الذي سننتقل إليه لكنهم لم يوفروا لنا مايكفي لسد الرمق، فلا يكفي حتى لعائلة واحدة. والأرض هى السياسية هى العاطفة هى هويتنا ويقتلوننا ولا نغادر من أراضينا.