«نيويورك تايمز»: رغم حفاوة استقبال مودي في باكستان.. ما زال التحدي قائما
السبت، 02 يناير 2016 03:26 م
رصدت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية التقارب الذي ظهر على العلاقات بين باكستان والهند، والذي جسده البعض في الزيارة الأخيرة المفاجئة التي قام بها رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إلى باكستان، في مشهد بدا فيه زعيما البلدين كصديقين وثيقين، على عكس حقيقة العلاقات المتوترة بين البلدين منذ فترة طويلة والتي كانت تشكل تهديدا لاستقرار المنطقة.
ولفتت الصحيفة -في سياق افتتاحيتها التي أوردتها على موقعها الإلكتروني اليوم السبت- إلى أنه رغم الترحيب الشديد الذي أبداه رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف لنظيره الهندي تمهيدا لإجراء محادثات حساسة متوقفة بين البلدين، إلا أن التحدي لا يزال قائما كما هو الحال دائما بين البلدين، حيث أن الزعيمين يواجهان عقبات وتحديات داخلية كبيرة.
وأوضحت أن رئيس الوزراء الباكستاني مارس ضغوطا شديدة للتعاطي مع الهند؛ في حين أن نظيره الهندي قوبل بمعارضة ضخمة في بلاده.. لافتة إلى أن ثمة قيود داخلية تحجم الزعيمين، وخاصة رئيس الوزراء الباكستاني الذي يحجب سلطته جيش يسيطر على برنامج الأسلحة النووية الأسرع نموا في العالم، وهو الجيش الذي مارس لفترة طويلة لعبة مزدوجة تتمثل في أخذ المساعدات الأمريكية من جهة وتقديم الدعم لحركة طالبان أفغانستان من جهة أخرى، فضلا عن دعمه للنشطاء المعارضين في الهند، على حد قول الصحيفة.
واتهمت الصحيفة الأمريكية الجيش باستغلال التوتر القائم مع الهند لتعزيز نفوذه في باكستان.. لافتة إلى أنه من غير الواضح ما إذا كان جنرالات الجيش الباكستاني يدعمون التواصل الجديد الذي ألمح إليه شريف مع الهند أم لا، رغم أنه يبدو جليا أن الاتصال بين البلدين المسلحين نوويا يعطي حتمية لوجود العديد من نقاط الاحتكاك بينهما، بما في ذلك قضيتا أفغانستان وكشمير.
وأضافت بقولها "يبدو أن مودي خلُص في النهاية إلى أن تحسين العلاقات مع باكستان ليس ضروريا فحسب، بل يتطلب تدخله الشخصي. وربما يكون قد خلص أيضا إلى أن تحسن العلاقات مع إسلام أباد يمكن أن يساعده على تحقيق طموحاته المحلية، التي تشمل تحويل الهند إلى قوة اقتصادية".
ورأت الصحيفة أن أحد الاختبارات الرئيسية للعلاقة بين مودي وشريف سيتجلى في ما إذا تمكن الجانبان من العمل سويا لتعزيز محادثات السلام بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان التي تحقق مكاسب على أرض المعركة، إذ أن باكستان تقدم المساعدة وتعد ملاذا لحركة طالبان الأفغانية كأداة تحوط ضد الهند، بينما تدعم نيودلهي الحكومة الأفغانية وتقدم لها مساعدات عسكرية.
ويقول مسؤولون أمريكيون إنهم يعتقدون أن الجيش الباكستاني أصبح أكثر جدية في محاربة طالبان وتشجيع محادثات السلام لأن جنرالات الجيش قلقين على نحو متزايد من أن انتصار طالبان يمكن أن يجعل أفغانستان نقطة أكثر جاذبية لمسلحي داعش والمتطرفين الآخرين الذين يمكنهم تهديد باكستان، في حين يشكك آخرون في هذا الأمر.
واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول: إن التواصل القوي بين مودي وشريف يمكن أن يساهم بشكل فعّال في إيجاد ثقة حقيقية وتعاون في مثل هذه القضايا.. ولكن علينا أن ننتظر لنرى ثمرة هذا التعاون".