بالصور.. «المياه الجوفية» جحيم يطارد اهالي كوم امبو.. انهيار منازل قرية فارس شبه يومية..الاهالي: التنقيب عن البترول السبب.. «يحي» طفل عمره 9 سنوات اول الضحايا..والمسئولين ودن من طين واخرى من عجين
الأحد، 10 يناير 2016 11:49 ص
جدد أهالي قرية فارس، التابعة لمركز كوم أمبو بمحافظة أسوان، إستغاثاتهم بالمسئولين لإيجاد حلول جذرية تنقذهم من جحيم المياه الجوفية، التي دمرت القرية وذلك بعد مصرع طفل إثر إنهيار جدار منزله عليه، حيث لقي الطفل محمود حسين عامر 9 سنوات طالب بالصف الرابع الإبتدائي مصرعه، مساء الجمعة بعد أن سقط جدار منزله عليه، بسبب تصدع الجدارن من المياه الجوفية.
ويقول يحيي عامر إبراهيم عم الطفل المتوفي بأن محمود من المتفوقين بالمدرسة وترتيبة الثالث، وهو من حفظة القرأن الكريم، ونحمل الحكومة موت محمود، فلقد عانينا الأمرين من إهمال المسئولين لشكوانا من المياة الجوفية، وقالوا «هنعمل مصرف ولم نري حتي الأن إلا اللامبالاه والإستهتار بحياة أهالي فارس فاليوم مات الطفل ويا عالم مين هيموت بكرة والدورعلي بيت مين هيقع».
وتابع بأن سبب المياة الجوفية في قرية فارس هو عمليات التنقيب علي البترول «وعمرنا ما اشتكينا من مياة جوفية»إلا بعد التنقيب عن البترول في القرية،وقال لا نريد تعويضات ولكن نريد حل جذري لهذا الدمار لأنه من الصعب أن يموت طفل في مكان المفترض به أنه آمن مكان وهو منزله.
وعلي الجانب الأخر ساد الحزن القرية بعد أن أحالت المياة الجوفية الحياة بها إلي جحيم لا يطاق بعد أن حصلت القرية علي أحسن قرية نموذجية علي محافظة أسوان عام 2006،والأن أصبحت القرية عبارة عن أطلالًا شردت المياه الجوفية أكثر من 600 أسرة بعضهم يعيش في العراء، وهاجر البعض الأخر من منازلهم بعد أن أصبحوا مهددين بسقوط وإنهيار مساكنهم عليهم في أي وقت من الليل أو النهار، فهناك مدرستين أغلقت أبوابها وبعضها تفتح أبوابها وسط طوفان من البعوض والناموس والحشرات الزاحفة، ناهيك عن تلوث مياه الشرب واختلاطها بالمياة الجوفية الملوثة، وإنتشار الديدان والطحالب في محابس مياه الشرب وإنتشار الأمراض الجلدية والفشل الكلوي والكبد الوبائي بين أهالي القرية.
ونتعجب من المسئولين الذين لا يرون في فارس إلا ثرواتها غاضين الطرف عن المأساة التي يعيشها الأهالي بصدور قرار بإنشاء محطة كهرباء بالطاقة الشمسية علي أرض فارس،كما أنها تضم في أعماقها أبار من الذهب الأسود لم يقف أحد علي كمياته حتى الأن وهو سبب الكارثة التي تعاني منها القرية وأنشئت من أجله شركة كبري قابضة أطلق عليها أسم جنوب الوادي القابضة للبترول.
ويقول الحاج أبو القاسم عبد الشكورعمدة قرية فارس بأن المياة الجوفية دمرت أكثر من ألف فدان من أجود الزراعات من المانجو والبلح والدوم والخسارة كل يوم في زيادة، «وزاد الطين بله» فشل المصرف المغطي، بسبب سوء التخطيط والتنفيذ بعد تكلفة أكثر من مليون جنيه علي كاهل المزارع والتي سيتم تحصيلها من المزارع عن طريق الضرائب العقارية والحجز الإداري.
وأضاف بخصوص المصرف القاطع وهو المطلب الجماهيري لأهالي فارس لتضررهم من ارتفاع منسوب المياه الجوفية، خصوصًا وأنه لا يوجد صرف صحي بالقرية أو أي مصارف أخري تم تكليف معهد بحوث الصرف التابع للمركز القومي للبحوث بوزارة الموارد المائية والري لدراسة معالجة الرشح بقرية فارس، وتم إسناد أعمال الدراسة للمعهد من الهيئة المصرية العامة لمشروعات الصرف بتاريخ 20-1-2014 وصدر أمر تشغيل بتاريخ بدء فعلي 12-2-2014 ومدة الدراسة كانت 12 شهر، موضحًا بأن الإدارة العامة للصرف بالمحافظة قامت بتحديد مسار المصرف القاطع بطول6،300 كيلو متر للقضاء علي مشكلة المياه الجوفية ولم يتم التنفيذ حتي الأن.
قال عادل حسين عبدالرحيم مدير مدرسة السلطان عبدالسلام بفارس، بأن المدرسة عائمة في مياة الرشح وتحيط بها من كل جانب وتم ردم المياه من قبل لكن دون جدوي، فالمياه مازالت في إزدياد بالرغم من إحضارنا موتور بالجهود الذاتية من أولياء الأمور وبالتعاون مع عمدة فارس لرفع المياة من المدرسة للشارع،وأضاف بأنه تم غلق مدرستين هما مدرسة حسن فتحي الإبتدائية، وتحويل التلاميذ لمدرسة العقاد الإعدادية فترة مسائية وغلق مدرسة الفنية الثانوية بنات وإلحاق الطالبات بمدرسة السلطان عبد السلام وضم المدارس فترتين يؤثر علي العملية التعليمية من ناحية إستيعاب التلاميذ.
وتابع بأن البداية كانت المياه عبارة عن رشح في فصول الدور الأرضي، أما الأن غرقت بالكامل بالمياه وتم غلق الفصول خوفًا علي التلاميذ من إنهيار الفصول عليهم،والمدرسة مازالت مفتوحة لعدم وجود مدارس أخري بالقرية وتم تحذير التلاميذ من السير في الشوارع التي بها حوائط متصدعة وآيلة للسقوط خوفًا من إنهيارها عليهم.
والقرية تعاني من موضوع المياة الجوفية، وتم التقدم بشكاوي للمحافظ ومديرية التربية والتعليم بأسوان، وإدارة كوم أمبو التعليمية وجميع الجهات المختصة تم إبلاغها ولديهم علم بذلك ولم يتم التحرك حتي الأن، لافتًا إلي أن المدرسة بها 13 فصل فقط وأصبحت ذات كثافة عالية بسبب غلق بعض الفصول التي غمرتها المياة الجوفية.
وقال الحاج عبدالله مرسي حامد علي المعاش تهدم منزلي بسبب المياه، وأنام أنا وأسرتي في الشارع وقمت بعمل بلاغ بقسم شرطة كوم أمبو لإثبات ذلك وقام القسم بتحويلي لمجلس القرية والذي قام بدوره بعمل معاينة للمنزل وقد ثبت تهدم المنزل وهناك أجزاء أيله للسقوط.
وتابع بأن خط مياة الشرب الرئيسي المغذي للقرية من المرشح عن طريق المحابس مختلط بالمياة الجوفية وتقدمنا بشكوي لهيئة مياة الشرب والصرف الصحي بكوم امبو وتم المعاينة وكانت حجتهم بأنه لا يوجد لديهم محابس، وطالب عبدالله سعد عبد الغفور رئيس رابطة المزارعين بفارس بسرعة تنفيذ المصرف القاطع لإنقاذ ماتبقي من قرية فارس.