الدول العربية على حافة الانهيار.. اشتباكات متواصلة في ليبيا وسوريا تواصل السقوط.. اليمن في مرمى نيران الحوثيين.. ودول الغرب تتأهب لساعة الصفر

الإثنين، 11 يناير 2016 10:58 م
الدول العربية على حافة الانهيار.. اشتباكات متواصلة في ليبيا وسوريا تواصل السقوط.. اليمن في مرمى نيران الحوثيين.. ودول الغرب تتأهب لساعة الصفر
ثورات الربيع العربي
سارة وحيد

منذ ندلاع ثورات الربيع العربي، شهدت دول المنطقة العربية صراعات مع بعضها البعض، إما لتحرير أبناء الدولة من سيطرة فصيل معين، أو محاربة دولة لأخرى للسيطرة على أراضيها، أو ظهور فصيل إرهابي يسيطر على دول المنطقة العربية واحدة تلو الأخرى، بمساعدة بعض القوى الخارجية.. هذه الأحداث أشعلت المنطقة العربية بأكملها، ولفتت أنظار ودفعت الدول الغربية الطامعة فى السيطرة على خيراتها للتدخل في الشأن العربي بحجة المساعدة في حل الأمور، وكل هذه الأحداث التي تدور بالمنطقة العربية، دعتنا للتساؤل هل من الممكن أن يتم احتلالها من قبل أحد الدول الغربية وعلى الأخص أمريكا.. وترصد «صوت الأمة» أبرز الأحداث التي تشهدها بعض الدول العربية وهل من الممكن أن يتم احتلال دول المنطقة من قبل دول الغرب.

سيطرة الحوثيون على ليبيا ومواجهة السعودية

في 21 سبتمبر 2014، بدأت جماعة الحوثيين الاستحواذ على القرار السياسي في اليمن بعد طردهم السلطات الحكومية، حيث بدأت باحتجاجات مفتعلة على قرارٍ للحكومة اليمنية يقضي برفع الدعم عن المشتقات النفطية، وتحولت إلى إشتباكات بين الحوثيين، قوات علي عبد الله صالح، وميليشيات حزب التجمع اليمني للإصلاح وعلي محسن الأحمر.

واقتحم الحوثيون مقر الفرقة الأولى مدرع التي يقودها علي محسن الأحمر وجامعة الإيمان الإصلاحية بعد أربعة أيام من الاشتباكات مع الفرقة الأولى مدرع.

وبناء على سيطرة الحوثيون على الحكم، لم تقف الدول العربية مكتوفة الأيدي، بل أنطلقت «عاصفة الحزم» والتي أعتبرت إعلان بداية العمليات العسكرية بقيادة السعودية في اليمن، وتم فيها السيطرة على أجواء اليمن وتدمير الدفاعات الجوية ونظم الاتصالات العسكرية خلال الساعة الأولى من العملية، وأعلنت السعودية بأن الأجواء اليمنية منطقة محظورة، وحذرت من الاقتراب من الموانئ اليمنية.

وتقدم الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي برسالة بتاريخ 24 مارس 2015م، إلى قادة دول مجلس التعاون الخليجي، موضحًا فيها التدهور الشديد وبالغ الخطورة للأوضاع الأمنية في الجمهورية اليمنية جراء الأعمال العدوانية للحوثيون، والمدعومة أيضًا من قوى إقليمية هدفها بسط هيمنتها على هذه البلاد وجعلها قاعدة لنفوذها في المنطقة.

وناشد الدول الخليجية للوقوف إلى جانب الشعب اليمني لحمايته، وطلب منها، استنادًا إلى مبدأ الدفاع عن النفس المنصوص عليه في المادة (51) من ميثاق الأمم المتحدة، واستنادًا إلى ميثاق جامعة الدول العربية ومعاهدة الدفاع العربي المشترك، تقديم المساندة الفورية بكافة الوسائل والتدابير اللازمة بما في ذلك التدخل العسكري لحماية اليمن وشعبه من العدوان الحوثي المستمر وردع الهجوم المتوقع حدوثه في أي ساعة على مدينة عدن وبقية مناطق الجنوب، ومساعدة اليمن في مواجهة القاعدة وداعش.

ولهذا استجابت الدول العربية طلب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، بردع عدوان ميليشيات الحوثي وتنظيمي القاعدة وداعش على البلاد، وصدر بيان لدول السعودية والإمارات والبحرين وقطر والكويت ماعدا عمان وقالت الدول الخليجية" قررت دولنا الإستجابة لطلب الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية اليمنية لحماية اليمن وشعبه العزيز من عدوان الميليشيات الحوثية التي كانت ولا تزال أداة في يد قوى خارجية لم تكف عن العبث بأمن واستقرار اليمن الشقيق.

سيطرة داعش على ليبيا

وعلى غرار أحتلال الحوثيون للسلطة في اليمن،بدأت أنظار قيادات تنظيم داعش الإرهابي تتوجه إلى دولة أخرى بخلاف سوريا والعراق يتخذوا منها مركزًا يتواجدوا فيه للاستمرار في شن هجماتهم الإرهابية، وتحقيق حلم الدولة الذي يراودهم، والمخطط الإجرامي لإشعال المنطقة العربية والسيطرة على الشمال الإفريقي خاصة مصر والجزائر وتونس والمغرب، فوجد ليبيا هي الملاذ الآمن له فعمل على التوطن فيه لتحقيق أهدافه.

بدأ مخطط التنظيم الإرهابي بالسيطرة على عدة مدن ساحلية ليبية وأهمها "سرت، ودرنة، وطرابلس"، وكشف خلال اليومين الماضيين عن وجود عدد من قياداته في ليبيا ممن تولوا زمام التنظيم ورئاسته في سوريا والعراق، مشيرًا إلى أنهم سافروا منذ فترة في ليبيا لمساعدة من وصفهم بـ"المجاهدين" لتنفيذ مخططهم عبر مدن ليبيا خاصة بعد سيطرته على "سرت" ومحاولات وضع يده على "مصراتة" بعد الاستيلاء على جزء منها، الأمر الذي يتيح له جعل ليبيا المركز الجديد له.

وشنت القوات الجوية المصرية غارات جوية على مواقع تنظيم داعش في ليبيا. بعد أن أصدر تنظيم داعش في ليبيا فيديو بتاريخ 15 فبراير يصور قطع رؤوس 21 من المسيحيين الأقباط المصريين، وخلال ساعات،ردت القوات الجوية المصرية مع ضربات الجوية ضد هدف محدد انتقاما للعمال المصريين. الطائرات الحربية عملت بالتنسيق مع الحكومة الليبية الرسمية.

وأفيد أن الجولة الأولى من الضربات الجوية المصرية قتلت 64 من مقاتلي داعش، بينهم ثلاثة من القيادة، في المدن الساحلية في درنة وسرت. وقالت تقارير وصلت إلى تونس 35 اخرين على الاقل من المصريين كان قد اعتقلوا من قبل تنظيم داعش ردا على الغارات الجوية، ولكن هذا لم تؤكده مصر.

سوريا على خط ساخن مع نظام بشار

في مارس 2011 اندلعت احتجاجات ضد الحكم القائم كجزء من الربيع العربي، وسرعان ما توسعت أفقيًا وعموديًا لتشمل معظم محافظات البلاد،وقد ردت عليها السلطة بانتهاكات مختلفة لحقوق الإنسان بما فيها التعذيب وإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين، وزج الجيش السوري فيها لقمعها،وهو ما أفضى فعليًا منذ 2012 لنشوء مقاومة مسلّحة غير مركزية التنظيم دعيت الجيش السوري الحر، من منشقين عن الجيش النظامي ومتطوعين مدنيين، وبنتيجتها تعسكرت الاحتجاجات، وتحولت إلى حرب مدن، ومعارك تستخدم فيها الأسلحة الثقيلة، وبمشاركة مقاتلين ومنظمات أجنبية - مثل حزب الله، في حين أقرت الحكومة سلسلة إصلاحات من طرفها مثل دستور 2012 الذي ألغى نظريًا "قيادة البعث للدولة والمجتمع.

وفي ظل فشل المحاولات الدبلوماسية لحلها،وعدم تحقيق حسم عسكري، أفضت الأزمة منذ اندلاعها، إلى دمار واسع في البنية التحتية لعدد وافر من المدن السورية، وبروز أزمة اللاجئين السوريين في الداخل وفي الخارج، وإتلاف مواقع أثرية، وشبه انهيار في الاقتصاد، سوى الأعداد المرتفعة باستمرار للقتلى، والجرحى، والمعاقين، والمعتقلين، والمخطوفين.

ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان، مقتل ومصرع 210060 شخصًا، منذ انطلاقة الازمة السورية في الـ 18 من شهر مارس عام 2011، وقد توزعوا على الشكل التاليالشهداء المدنيون:100973، بينهم 10664 طفلًا، و6783 أنثى فوق سن الثامنة عشر، و35827 من مقاتلي الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية. قتلی المنشقون المقاتلون 2498.

وحول هذه التدخلات، قال كامل عبد الله، خبير بمركز الدراسات السياسية والشؤون الاستراتيجية، إن المشاكل الداخلية التي تعاني منها الدول لها تأثير كبير في توجيه مصطلح "الاحتلال"، فمن الممكن أن تلجأ بعض القوى المعارضة إلى وصف عملية التعاون مع القوى الدولية الكبرى في الولايات المتحدة وغيرها من الدول أو التعاون الأقتصادي بمثابة أحتلال.

وأضاف في تصريحات لـ«صوت الأمة»، أن التهديدات الأمنية في الدول بمنطقة الشرق الأوسط، تجعل مسألة التدخل أمر متعلق بالأطراف المحلية أكثر من القوى الدولية.

وأشار إلى أنه من الممكن أن نشهد إحتلال أمريكا للدول العربية، حيث أن التأثيرات الدولية بدت واضحة أكثر مما مضى وتخضع لعدة مواقف دولية أكثر من المواقف المحلية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق