معديات الموت بـ«أسوان» تحصد ألاف الارواح..تحمل البشر والحيوانات والبضائع فى آن واحد..الأهالى: «إحنا عايشين فى يأس شديد ومحدش بيستجيب لنا»..والمحافظ يأمر بتشديد الرقابة على حركة العبارات والمعديات

الإثنين، 18 يناير 2016 11:21 ص
معديات الموت بـ«أسوان» تحصد ألاف الارواح..تحمل البشر والحيوانات والبضائع فى آن واحد..الأهالى: «إحنا عايشين فى يأس شديد ومحدش بيستجيب لنا»..والمحافظ يأمر بتشديد الرقابة على حركة العبارات والمعديات
اسراء عبيدة

فى مشهد يتكرر بشكل مستمر من حين لاخر لحصد ارواح مستقليها بالرغم من اختلاف الاماكن انما المعاناة والنتيجة واحدة نعوش عائمة تهدد حياة مواطنيها فى اى وقت دون سابق انذار، وعلى الرغم من استمرار صراخ وشكاوى المواطنين قبل وقوع المصيبة ولكن دون جدوى فاننا لا نتحرك الا بعد وقوع الضحايا وتنتظر محافظة اسوان دورها لحدوث الكارثة فمعديات المحافظة مصابة بالاهمال وتنتظر وقوع حصد العديد من الارواح فى وقت قريب.


مع ان آخر موعد لها مع غرق العبارات أو اللنشات النهرية منذ نحو 5 أعوام، عقب واقعة غرق لنش نهرى أمام قرية السباعية شمال المحافظة في أكتوبر 2011، والذي أودى بحياة 10 أشخاص فيما تم إنقاذ 6 آخرين.


الأمر الذي جعل البعض يصفها بأنها قنبلة موقوتة، فبمجرد جلوس الراكب يُفاجأ بحمار أو خروف بجواره، دون مراعاة لآدمية الركاب، فالمعديات تحمل البشر والحيوانات والبضائع فى آن واحد، ورغم المآسى التى تشهدها المعديات باسوان فإن الحكومة بعيدة تمامًا عمّا يحدث، وكأن الأمر لا يعنيها.

والتقت عدسة «صوت الامة» مع اهالي اسوان لترصد معاناتهم من معديات الموت.

حالة مزرية
قالت ليلى عبيد، ربة منزل، انا سيدة اعول اسرتى المكونة من خمس ابناء اقيم فى غرب اسوان ووسيلة نقلى الوحيدة للوصول الى مقر عملى للاسف المعديات النيلية، فانها في حالة مزرية للغاية؛ فالقائمين على إدارة المعديات يحملونها بأعداد كثيفة من المواطنين تفوق الحمولة الأساسية المقررة للمعدية مما يجعلنا نشعر بالخوف فى كل مرة ننتقل بها، وبجانب هذا يلجأ الأهالى إلى حمل التكاتك والحمير على ظهر اللنشات المخصصة لنقل المواطنين من شرق النيل إلى الغرب، حيث يتكرر هذا المشهد بشكل يومى نتيجة توقف العبارات وتعطلها باستمرار وكل هذا لا توجد رقابة او ردع لهؤلاء.


يأس شديد
وقال اشرف عبد الفتاح، مواطن مسن، نعيش فى يأس شديد نحن مواطنين نقطن فى غرب اسوان ونلجأ للمعديات بشكل دائم للتنقل الى مصالحنا داخل المحافظة ولكن فى ظل التوقف والأعطال المستمرة للعبارات النيلية التى تنقلنا لم نجد مفرًا من استخدام الوسيلة المتاحة المخصصة لنقل الحيوانات والتكاتك على ظهر اللنش مع المواطنين للوصول إلى منازلنا بالضفة الأخرى للنيل فى مشهد لا يحترم آدمية الإنسان ويمثل خطورة شديدة تنذر بحدوث كارثة إذ قد يتعرض اللنش وحمولته للغرق، كما يحدث فى كثير من المحافظات وكل مرة نخرج لقضاء مصالحنا نلقى الشهادة لاحتمالية عدم رجعونا مرة اخرى.



العبارات المعطلة
ويطالب محمد ابوبكر، موظف، باصلاح العبارات المعطلة وإجراء الصيانة الدورية الكاملة لها حماية لأروحنا مع تشديد الرقابة وإلزام قائدى اللنشات بالحمولة والاجرة المقررة، لافتا الى ان بعض العبارات المعطة يتم تحميلها وجرها بواسطة اللنشات وهذه كارثه تدق ناقوس الخطر، متسائلًا: لماذا نهتم بالمصيبة بعد وقوعها وسقوط الضحايا ؟ يجب التحرك سريعا لانقاذ الارواح والقضاء على اوجه الفساد المتسببة فى الاهمال والتى تتكاسل فى اداء عملها.



زيادة الحمولة
ويقول محمد سليم، أحد اهالى دراو، أن هناك مشكلة في مركز «دراو» تتمثل في تعطل ثلاث عبارات تربط البر الغربى لنهر النيل بالبر الشرقى بين قرية بنبنان ومدينة دراو، وأنه تم الدفع بعبارتين جديدتين منذ سنتين، والثالثة تم عمل صيانة لها منذ عام، إلا أنهما لم يدخلا للعمل حتى الآن، وهناك تكدس كبير بين المواطنين، داعيًا إلى ضرورة التحرك لإنقاذ المواطنين الذين تحملهم الرفثات الصغيرة والتي لا تتحمل زيادة الحمولة، وهى تحمل على ظهرها الأعلى مجموعة توك توك وموتسيكلات محذرا من تكرار كارثة مركب الوراق التي غرقت.



ومن جهة اخرى شدد اللواء مجدى حجازى، محافظ أسوان، الرقابة على حركة العبارات والمعديات النيلية بين ضفتى نهر النيل حيث وجه المسئولين فى المحليات وشرطة المسطحات وهيئة الملاحة النهرية اثناء تفقده عبارة جزيرة الحربياب على وقف الحركة الملاحية لأى عبارة نيلية غير مطابقة لشروط الأمان والسلامة حفاظًا على أرواح المواطنين، مع تكثيف الرقابة من هذه الجهات المختصة على اللنشات الأهلية العشوائية حيث سيتم وقف عمل أى لانشات فى الفترة الليلية والتى تعمل لنقل أهالى قرى غرب النيل بطول المحافظة، لافتًا إلى أن عبارة الحربياب التى تم إنشاؤها بتكلفة 3 مليون جنيه وتصل حمولتها إلي 50 طن وتسع 100 راكب، بجانب 10 سيارات صغيرة ويقودها عدد 2 موتور ويصل طولها إلي 50 متر وعرضها 12 متر وبغاطس 90، وتضم كافة وسائل السلامة المهنية والانقاذ النهري حيث أنها تربط الجزيرة شرقًا بغربًا وتخدم نحو 6 ألاف نسمة من أهالي الحربياب.

وتابع محافظ أسوان بأن ذلك يأتى ضمن أكبر أسطول نهري لخدمة أهالي غرب النيل في إطار منظومة المحافظة لتطوير وإنشاء العبارات النيلية لقرى غرب النيل والتي تشمل 12 عبارة جديدة و5 لنشات كبيرة تم تجديدها وتطويرها وإنشاؤها طبقًا لاشتراطات هيئة النقل النهري بتكلفة إجمالية تجاوزت الـ 45 مليون جنيه.

أيضًا أثناء زيارته الميدانية لمدينة أبو سمبل السياحية شدد علي ضرورة الالتزام بتطبيق اشتراطات الإبحار لعبارة أبو سمبل داخل مسطح بحيرة ناصر، مع الالتزام بالصيانة والتفتيش الدوري لها حفاظًا علي أرواح وسلامة العابرين من المدينة بالجانب الغربي إلي منطقة قسطل الحدودية بالجانب الشرقي، وخاصة أن العبارة تصل حمولتها إلي 100 طن وهي تستوعب 150 فرد و4 أتوبيسات و4 سيارات صغيرة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة