رؤساء تنبأوا بسقوط الجيوش العربية.. «ستعدمكم شعوبكم» رسالة «صدام» للحكام قبل شنقه.. ونبوءة «القذافي» للعرب «الدور جاي عليكم كلكم».. توقعات تتحقق.. وإسرائيل «تنتظر»
الأربعاء، 20 يناير 2016 03:25 م
جاءت تصريحات أحمد قذاف الدم، المسؤول السياسي لجبهة النضال الوطني الليبي، لتثير جدلًا واسعًا حول مصير الجيوش العربية التى ربما لم يتبقى منها سوى الجيش المصرى صامدًا فى وجه الارهاب، حيث ذكر أن الجيوش العربية انهارت في سوريا واليمن وليبيا، في إطار خطة غربية تستهدف إسقاط الوطن العربي، مشيرًا إلى أن معظم الدول المحيطة بإسرائيل تنهار، وبقيت تل أبيب آمنة، موضحًا أن الرئيس الليبى الراحل معمر القذافى كان قد تنبأ بذلك، قائلًا: «إن الدور على كل العرب»، والآن يتحقق كلامه فى أننا نرى.
مخاوف من تكرار سيناريو صدام حسين
ويبدو أن العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، قد استوعب جيدًا درس الغزو الأميركي للعراق عام 2003 وأدرك أن دوامة سقوط العروش في المنطقة قد بدأت وذهب بعيدًا في تنبؤاته عندما خاطب القادة العرب المشاركين في قمة دمشق في مارس 2008 بالقول إنه بعد إعدام الرئيس العراقي «صدام حسين» أصبح «الدور جاي عليكم كلكم».
أسلحة الدمار الشامل
وجاء رده خلال شهور قليلة من احتلال العراق، حيث اقتنع القذافي بأن عليه فتح صفحة جديدة مع الغرب وخاصة الولايات المتحدة بتسوية كافة الملفات العالقة وعلى رأسها قضية «لوكربي» وملف «أسلحة الدمار الشامل» وذلك من أجل إنهاء الحصار الدولي الذى فرض على ليبيا منذ عدة سنوات، وتفادي تدخل عسكري على غرار ما حدث في العراق.
مشاهد إعدام صدام حسين
وكان القذافى قد أقر في قمة دمشق، فى الوقت الذى كانت فيه مشاهد إعدام «صدام حسين» وما رافقها من جدل لا تزال ماثلة في أذهان العالم بأن «الولايات المتحدة قد توافق على شنقنا جميعا» رغم أن القادة العرب أصدقاء للولايات المتحدة، على حد تعبيره.
الشرق الأوسط الكبير
وجاءت تصريحات القذافي في ما يشبه الرد على مشروع «الشرق الأوسط الكبير» الذي أطلقه الرئيس الامريكى، جورج بوش، من أجل ديموقراطية المنطقة بعد أن تبين زيف الإدعاءات التي ساقتها واشنطن لتبرير غزو العراق بذريعة امتلاكه برنامجا لتطوير أسلحة دمار شامل.
حبل مشنقة أمريكا
وتوحي كل تحركات القذافي منذ عام 2003 أنه فعلا ظل يسعى جاهدًا لتجنب أن يأتي الدور عليه ويجد نفسه في حبل مشنقة أمريكا، لكنه لم يتوقع أن تنطلق رياح التغيير من داخل بلاده على غرار ما حدث في تونس ومصر، حيث ظل يعيش حالة إنكار تجاه الثورتين التونسية والمصرية وكال لهما انتقادات لاذعة.
مقتل القذافى
وتشير الوثائق التي تم العثور عليها بعد سقوط العاصمة الليبية «طرابلس» بأيدي الثوار إلى أن القذافي ظل يعتقد أن مصيره يتحدد في واشنطن حيث بقي على اتصال مع الولايات المتحدة لتفادي السقوط جراء الثورة التي اندلعت في فبراير الماضي للمطالبة برحيله بعد أن ظل جاثما على صدور الليبيين منذ أزيد من أربعة عقود.
تحقيق النبوءة
وهكذا تكون نبوءة «القذافي» قد صدقت وبشكل من الأشكال في حقه قبل غيره، إذ أن رحيل الرئيسين المصري حسني مبارك والتونسي زين العابدين بن علي تم بأدوات داخلية صرفة، تحت ضغط الشارع الثائر ودون الاستعانة بأي قوة عسكرية خارجية، في حين كان للعامل الخارجي دور كبير في سقوط نظام القذافي.
وقد تجلي صدق جزء من نبوءة القذافي في دخول حلف شمال الأطلسي (ناتو) على خط الثورة الليبية لحماية المدنيين وتأييد الثوار في وجه النظام الليبي الذي كان يزحف بكتائبه ودباباته لسحق المحتجين في معقل الثورة بمدينة بنغازي شرقي البلاد.
نبوءة صدام حسين
كما عرفت نبوءة أخرى للرئيس الراحل صدام حسين، الذى لطالما وقف فى وجه طموحات الدولة الصهيونية، حيث أكد على أنه سيتم إعدامه من قبل الولايات المتحدة، بينما القادة العرب الآخرين ستعدمهم شعوبهم، وبالفعل تحقق جزء كبير من هذه النبوءة، ولا نستبعد أن يصدق ما تبقى منها اذا استمرت الاوضاع الحالية على حالها أو تصاعدت أكثر حيث باتت الجماعات الاسلامية المتشددة هي اللاعب الأكبر على الأرض.
فعندما وقف الرئيس العراقي، أمام حبل المشنقة شامخًا مرفوع الرأس دون أي خوف أو رهبة، ورافضًا إغماء عينية، على حد وصف الدكتور «موفق باقر الربيعي» مستشار الأمن القومي العراقي الذي حضر عملية تنفيذ الإعدام، صرخ بأعلى صوته «تحيا الامة العربية وعاشت فلسطين عربية حرة»، وهي كلمات تلخص الأسباب التي أدت إلى إعدامه، وتمزيق العراق وسوريا ومعظم الدول الأخرى الفاعلة في المنطقة، وتتنبأ بالحال الراهن الذي وصلت إليه المنطقة بفعل التدخلات الأمريكية المباشرة أو غير المباشرة في المنطقة.