الوعد المكذوب.. لا فرق بين الحشاشين والإخوان (الحلقة الثالثة)

الأحد، 31 مارس 2024 01:00 ص
الوعد المكذوب.. لا فرق بين الحشاشين والإخوان (الحلقة الثالثة)
محمد الشرقاوي

- مفتاح الجنة.. اللعبة المفضلة لتجار الدين فى غسيل عقول الشباب

- أحفاد «حسن الصباح والبنا» عاشوا مرحلة مسخ العقول وتغييب للبصيرة وطمس الهوية والطريق للوعد الكاذب

- الطائفة والجماعة اتفقوا على عقيدة الخوارج بأن الإمام خليفة الله في أرضه يدخل الجنة من يشاء ويمنعها عن من يشاء

- صناعة الموت أمر مترسخ لدى تجار الدين فمنفذوها وصلوا لمرحلة «يهود الماسادا» الذين نجحوا في إيهام البسطاء تارة بالجنة وتارة بالسيف 
 
داخل كل منا دافع للحب، يصدقه، ويكذبه، ويعلو به في السماء، ويخسف به الأرض، يجعله هائماً، وتارة نائماً، وأخرى كالذي يتخبطه الشيطان من المس، في غياب تام للعقل البشري، فبين الصدق والتصديق شعرة، وعليك أن تسأل نفسك يا صديقي دائمًا: هل يصدق الحب والسيف مشهر؟
 
جلست أنا والرفاق ذات ليلة نتحدث عن الصدق والتصديق، فقال أحدنا: بينهما يا صديقي شعرة، فصدق الحب غير التصديق، فالتصديق لنا والصدق لهم، فالله هو الصادق العظيم، ونبينا الصادق الأمين، وصحابته تجسد فيهم التصديق: بالله، وبأنبيائه، وكتبه، والآخرة، وما دون ذلك يا صاحبي قابل للشك.
 
يا صاحبي: كل ما في هذه الحياة دون الله ورسالاته قابل للشك، ولكن عليك أن تؤمن بما وهبك الله من عقل، لا تغيبه لشخص، ولا تجعله مستساغاً لبشر، ولا لجماعة، فلا أحد يملك مفاتيح الجنة، ولا صكوك الغفران، وحده الله صاحب الحقيقة التامة، خلق الجنة والنار، ويعلم من يسكنهما ومن فيهما خالداً، ومن على «الأعراف» واقف.
 
بكلمات للشاعر التونسي آدم فتحي، من قصيدته، أكمل صاحبي حديثه: "تعلّمت يا صاحبي أن أضيع على هذه الأرض مثل الحقيقة.. تعلّمت يا صاحبي أن أنام لعلّي أرى في منامي السلام.. لعلّي أرى الحلم أهنا وأكبر.. أحبّك يا صاحبي غير أنّي أعيش على هذه الأرض فانظر.. لعلّك تعذرني حين أصحو وفي القلب شيء من الحلم يُكسر».
 
إن هم كالأنعام.. بل هم أضل
 
في هذه الحلقة نحن على موعد جديد مع جماعة «الحشاشين»، وأحفادها من الإخوان، في مسخ العقول، وتغييب للبصيرة، وطمس الهوية، والطريق للوعد المكذوب، فكم من صك غفران تفتت بالحقيقة، وكم من مفتاح جنة اختفى بالبصيرة، فاللهم أنر بصيرتنا جميعاً. 
 
أتذكر في عامي الأول من التعليم الجامعي، ورحلتي إلى القاهرة، قال لي والدي: «لا علاقة لك بالإخوان يا بني، يبيعون كل شيء، حتى ملابسهم الداخلية لمصلحتهم»، ولأني وعدت والدي كنت دائماً متحفزاً ضدهم، ولكن لوهلة قررت إعمال العقل، فتحفزت أكتر.
 
في سبتمبر 2017، كتب المفكر المصري الدكتور توفيق حميد، عضو الجماعة الإسلامية في مصر السابق، في مقال له بعنوان: "صناعة عقل الإرهابي": (لم أزل أتذكر أول خطوة تمت معي وكانت إحباط قدرتي -أو نهيي عن - "التفكير النقدي"، وكان ذلك في أول يوم ذهبت فيه للصلاة في مسجد الجماعة الإسلامية حينذاك في الكلية، حين قال لي من دعاني للانضمام لتلك الجماعة وبالنص الصريح "الفكر كفر"، وساق لي مثالا وهو أنه لو كان لدي دابة استخدمتها للوصول إلى قصر السلطان)، أو الدين (فهل إذا دخلت القصر سآخذ دابتي) أو عقلي! (معي أم أنني سأدخل بدونها لأقابل السلطان. وكان بذلك يرمي إلى أنني علي أن أنحي عقلي جانبا إن أردت أتباع الدين. وللأسف نجح في إقناعي بأن ألغي عقلي وأتبع ما يقولونه لي بدون تفكير).
 
للجماعات المتطرفة نهج متشابه في غسل الدماغ إلى الدرجة التي تدفعك لقتل نفسك، أو قتل من بجوارك دون أن تشعر، حتى تصبح كيهود «الماسادا»، الذين قتلوا أنفسهم بدلاً من الاستسلام، وهي الرواية التي أكدت صحتها الموسوعة اليهودية للراحل عبد الوهاب المسيري.
 
يقال إنه في عام 72 بعد الميلاد سار الحاكم الروماني "فلافيوس سيلفا" إلى قلعة "ماسادا" على رأس الفرقة العاشرة وبعض القطعات المساعدة، وآلاف من أسرى الحرب اليهود، وبعد حصار طويل فتح سيلفا ثغرة في سور ماسادا، وبدأ إليعازر بن يائير يقنع أتباعه بأن ينتحروا فيقتل بعضهم بعضاً وهكذا حتى يفنوا جميعاً، فذلك خير من أن يقعوا في أيدي الرومان، وألقى فيهم خطبته الحماسية العصماء حثّهم فيها على الموت الجماعي بدل الاستسلام والسقوط في مهانة الأسر وقال في مطلعها: "لن نكون أبداً خدماً للرومان ولا لأي أحد غيرهم سوى الله نفسه .. فهو الحق والعدل .. وهو ربّ البشرية".
 
ماذا يقول العلم عن غسيل الدماغ؟ 
 
يقول الكاتب العراقي الدكتور ناهض موسى طلفاح، في أطروحة نشرتها لجنة مكافحة التطرف العنيف، بعنوان: "Brain Wishing غسيل الدماغ عند الجماعات الدينية المتطرفة"، إن غسيل الدماغ أسلوبا من أساليب الحرب النفسية يستخدم لتغيير اتجاهات الأفراد متبعاً وسيلة تقنية محددة وذلك عن طريق الإقناع القسري المقنن أو بعض العمليات القسرية أو الإجبارية لإكراه الأفراد لتغيير اتجاهاتهم وتعديل أفكارهم أو معتقداتهم والتحول عنها. 
 
وأضاف أن آلية عمل غسيل الدماغ تتطلب مرحلتين، الأولى: مرحلة التذويب أو مرحلة التخلي عن الأفكار القديمة غير المرغوب فيها، وتهدف إلى وضع الفرد في وضع يشك معه في القيم التي يحملها لدرجة يميل إلى تغييرها، والثانية: مرحلة التغيير أو مرحلة التحلي بالأفكار الجديدة المرغوب فيها بالعمل على إعادة تعليم الفرد الأسير بالمعتقدات والأفكار التي يراد أن يكون عليها، وتعتمد هذه العملية على بعض الأسس النفسية المعروفة؛ كالإذلال وإنهاك الفرد فكرياً ونفسيا وجسديا لدرجة التعب والإعياء وضعف القدرات الفكرية، والقدرة على الانتباه والتركيز، وفي هذه المرحلة يصبح الفرد في حالة تشتت وضياع، فضلاً عن الإيحاء النفسي والتأثير على الجوانب النفسية والعقلية والسلوكية، إذ تتحرك الإيحاءات في اتجاه واحد مركز بفعل الضغط الجسدي والنفسي الكبيرين، فتضعف لديه القدرة على التمييز العقلي بين أفعاله وأفكاره، وبين ما يوحي إليه عن طريق مستجوبيه، وبالتالي مع تنمية الإحساس بالذنب لديه في أن يطلب منه مراجعة تاريخ حياته السابقة وتبرير أفعاله السياسية والشخصية والأخطاء التي قام بها مما يثير لديه الإحساس بالذنب والخطأ وبالتالي كراهية الذات، والإحساس بالدونية والضعف، وعدم الثقة بالنفس، مما يجعله يتقبل آراء الآخرين وأفكارهم ويخدم مصالحهم.
 
وأكد استخدام الجماعات الإرهابية ومنظماتها لأساليب مدروسة من تغيير الاتجاهات وتغيير السلوك مشابه إلى حد ما من عمليات غسيل دماغ، وبإرادة من المستهدفين او المنتمين إلى هذه الجماعات باستخدام الإقناع أو الجهد المنظم للتأثير على آراء الآخرين وأفكارهم، بحيث يجعلهم يقبلون ويوافقون على وجهة النظر المطلوبة، فهناك ما يعرف بحالات الإغواء القهري بأن تعمد جماعات أو منظمات الارهاب إلى عملية التعرية أو التجريد مع أفرادها، فيتم مهاجمة هوية العضو الجديد ويتم عملية خيانة الذات وينتهي الفرد إلى الحد الفاصل... ثم المرحلة التالية عملية غرس المعتقدات بقمع وعقاب الهوية السابقة الاولى، وإثابة الهوية الجديدة. وتكون المرحلة النهائية متمثلة في موت الذات القديمة وإعادة ميلاد الذات الجديدة كونه عضوا في جماعة جديدة.
 
وما علاقة الحشاشين والإخوان؟
 
في أحد المشاهد التي تناولها مسلسل "الحشاشين"، انتحر واحد من أتباع حسن الصباح من أعلى نقطة في سور قلعة "ألموت" بمجرد نظرة من القائد، لإثبات الولاء أمام المندوب أو الرسول الفرنسي، وبيان مدى تصديق الأتباع، وللحصول على الوعد المنشود بالجنة ونعيمها. وذلك بديهي من قبل إمام متمايز، يجمع في شخصه بين ناسوت طبيعي، وناسوت خاص ولاهوت. يقول الدكتور محمد عثمان الخشت فى كتابه "حركة الحشاشين – تاريخ وعقائد أخطر فرقة سرية في العالم الإسلامي، والصادر عن دار ابن سينا للنشر والتوزيع، بتاريخ 10 يوليو 1988: "تكشف مصادر الحركة المذهبية عن أنها تؤمن بأن طبيعة الإمام ليست بشرية خالصة، بل هي طبيعة متمايزة وسامية، أما الناسوت الطبيعي فهو جسد البشري، والناسوت الخاص جسد لطيف لا تدركه الأبصار، وليس كبقية أجساد الناس".
 
وتعتبر حركة الحشاشين الإمام ممثل الله في الأرض «ظل الله»، وفق كتاب الدكتور محمد عثمان الخشت، يضيف: "ليس غريباً يعتقدون في الإمام مثل هذا الاعتقاد التأليهي، أن يعتبروا ذلك الإمام هو (المولى الذي بإرادته يصبح المعدوم موجوداً وبقبوله يصبح الممتنع واجباً!! ]التصورات للطوسي: ص 88[. وبالتالي من البديهي أن يقول: «أنا صاحب مفتاح الجنة».
 
التصديق التام لابد له من ترغيب وترهيب، وهي الخطوة التي تحدث عنها توفيق حميد، بقوله: «كانت الخطوة الثانية هي استخدام عذاب جهنم لإحباط أي تفكير في الاعتراض على ما يدرسونه لي. فكلما تساءل عقلي عن - أو اعترض على - ما يقولونه لي في الدين استحضرت آيات العذاب مثل "فالذين كفروا قطعتْ لهمْ ثِيابٌ من نَّارٍ يصبُّ مِن فوْقِ رءوسِهِم الْحمِيم يصْهر بِهِ ما فِي بطونِهِمْ والْجلود ولهم مَّقامِع مِنْ حدِيدٍ كلَّما أرادوا أن يخْرجوا مِنْها مِنْ غم أعِيدوا فِيها وذوقوا عذاب الْحرِيقِ" أو " كلَّما نضِجتْ جلودهم بدَّلْناهمْ جلودًا غيْرها لِيذوقوا الْعذاب"، فأستغفر الله حتى عن محاولة التفكير في ما يقولون. وتكون النتيجة أن اتبعهم في كل ما يلقنونه لي أو يضعونه في عقلي. وكنت كلما تذكرت المشاكل التي كانت يعاني منها بلدي الأم مصر في ذاك الوقت من زحام وضعف اقتصادي، تذكرت شعارهم ألا وهو أن "الإسلام هو الحل"، فكنت أظن أن تطبيق الشريعة بمفهومِهم سوف يحل كل مشاكلنا الاقتصادية في لمح البصر، وبصورةٍ سحرية. للأسف لم يكن فشل الشريعة الإسلامية في جلب الرخاء للشعوب واضحا كما نراه اليوم في داعش وأفغانستان والسودان وغيرها من الدول، ولذا كان من السهل عليهم إقناعنا بهذا المبدأ الوهمي».
 
الكل كافر في شرعية الإخوان 
 
ترفع جماعة الإخوان شعار «الحاكمية»، أي أنه لا حكم إلا لله من وجه نظرهم، وبالتالي فإن أي حاكم من غير جلدتهم فهو كافر، مثلهم مثل الخوارج الذين قتلوا علي بن أبي طالب، يوم قالوا: «لا حكم إلّا لله» مكفرين بهذا من ارتضى التحكيم البشري في قضية سياسية، حينها، ردّ عليهم عليّ بن أبي طالب، بلسان الإسلام ووسطيته: «إنّها كلمة كلمة حقّ يراد بها باطل.. نعم، إنّه لا حكم إلّا لله، ولكن هؤلاء يقولون لا إمرة إلّا لله.. وإنّه لا بدّ للناس من أمير برّ أوّ فاجر».
الحاكمية في مفهوم الخوارج الجدد هو فكرة حديثة ابتدعها سيد قطب، وبالقياس على ما رسخ له قطب فإن كل ما هو دون الإخوان كافر، واعتبار أرض الإسلام دار حرب، وهو اعتقاد راسخ لدى كافة الجماعات المتطرفة، سواء داعش والقاعدة، وجميعها أذرع للجماعة تختلف سماتها باختلاف مكانها فتميل في تونس للتفتح وفي غيرها للتشدد والغلو، حسب ما تقضيه المصلحة.
 
في يونيو 2021، فند الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية «فكرة الحاكمية» التي أسس لها سيد قطب ومنه أخذت الجماعات الإرهابية وقادتها على مستوى العالم، بقوله إن نظرة سيد قطب لفكرة الحاكمية التي تقول إن المجتمعات في جاهلية أشد منها في وقت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهذه الجاهلية تحتاج أن تزال من وجهة نظر سيد قطب، حيث يرى أن الإسلام ليس حاكمًا في هذه الحالة باعتباره شريعة إلهية جاءت من عند الله، وبناء على ذلك طرحت فكرة الحاكمية على نحو كبير.
 
وأكد المفتي أن الدعوة لفكرة الحاكمية ما زالت موجودة بأسماء أخرى، مثل الدعوة إلى إيجاد النص الإلهي مرة ثانية، والدعوة إلى تطبيق الشريعة الإسلامية على اعتبار أنها غائبة في المجتمع بحسب زعم الجماعات الإرهابية، قائلًا: "هذا كله كلام ملتبس وغير واقعي».
 
وأشار شوقي علام إلى أن المسألة ليست مسألة مخالفة، بل هناك خطأ في عرضها، فلا يمكن أن ينكر أحد أن الحكم لله سبحانه وتعالى، وأن التشريع لله وأن النص الكريم لله سبحانه وتعالى، والقرآن الكريم نفسه هو الذي يتحدث ويقول: {شرع لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ}.
 
من يُدِخل «مفتاح الجنة» الجنة؟
 
في أول إعمال للعقل يتبادر إلى الذهن هذا السؤال، فإن كان حسن الصباح مفتاح الجنة، من يدخله الجنة إن مات، وهو سؤال منطقي إن كان العقل يعمل، ولكن صناعة الموت تتطلب تغييب العقل بشكل كامل. 
 
وورد في كتاب «أسطورة الفردوس» لماركو بولو، وصف جنة الحشاشين: "كانت فيها (أي في القلعة) حديقة كبيرة ملأى بأشجار الفاكهة، وفيها قصور وجداول تفيض بالخمر واللبن والعسل والماء، وبنات جميلات يغنين ويرقصن ويعزفن الموسيقى، حتى يوهم شيخ الجبل لأتباعه أن تلك الحديقة هي الجنة، وقد كان ممنوعاً على أيّ فرد أن يدخلها، وكان دخولها مقصوراً فقط على من تقرّر أنهم سينضمون لجماعة الحشاشين. كان شيخ الجبل يُدخِلهم القلعة في مجموعات، ثم يُشرِبهم مخدّر الحشيش، ثم يتركهم نياماً، ثم بعد ذلك كان يأمر بأن يُحملوا ويوضعوا في الحديقة، وعندما يستيقظون فإنهم سوف يعتقدون بأنهم قد ذهبوا إلى الجنة، وبعدما يُشبعون شهواتهم من المباهج كانوا يُخدَّرون مرة أخرى، ثم يخرجون من الحدائق ويتم إرسالهم عند شيخ الجبل، فيركعون أمامه، ثم يسألهم من أين أتوا؟، فيردون: «من الجنة»، بعدها يرسلهم الشيخ ليغتالوا الأشخاص المطلوبين؛ ويعدهم أنهم إذا نجحوا في مهماتهم فإنه سوف يُعيدهم إلى الجنة مرة أخرى، وإذا قُتلوا أثناء تأدية مهماتهم فسوف تأتي إليهم ملائكة تأخذهم إلى الجنة».
 
يقول الكاتب المغربي رشيد سعدي، الباحث في مسائل التصوف والفكر الديني، إن الارتباط بين صناعة الموت وصناعة فكرة الجنة، متجذِّر في التاريخ. فقد كان «حسن الصباح» زعيم طائفة الحشَّاشين الإسماعيلية، يدرِّب أتباعه (الفِدائيِّين) على الطاعة العمياء، وتنفيذ عمليات الاغتيال لخصومهم. 
 
وفق سعدي، فإن الصباح لم يكتف بوعد أتباعه بالجنة، بل صَنع في قلعة «أَلَمَوت» جنة اصطناعية مَلْأَى بالملذات، يضع فيها أتباعه في حالة تخدير من خلال مخدر «الحشيش» وعندما يَصحون يبدأون بالتبشير بالجنة التي عاشوها بحواسِّهم، معتقدين أنها كانت حُلمًا وبُشرى في انتظارهم. هكذا، أصبحت التضحية بالنفس من أجل القضية «المقدَّسة»، طريقًا إلى دخول الجنة.
 
ويفسر تزايد عمليات الانتحار والتفجير الذاتي خلال العقدين الماضيين من قبل تنظيمات الدم، أن صناعة الموت أمر مترسخ لدى تجار الدين، فمنفذوها وصلوا لمرحلة «يهود الماسادا»، وتلك الجماعات قد نجحت في صناعة الوهم، وبالتالي لا تزال صناعة الجنة وإيهام البسطاء تارة بالجنة وتارة بالسيف على أن لديهم مفتاحها قائمة، مهما مرت السنوات وتزايد أو تراجع العنف.  
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق