موسكو تنافس واشنطن وبكين في التعاون مع دول "آسيان"

تستعد روسيا لاستضافة قمة زعماء دول "اتحاد دول جنوب شرق آسيا (آسيان)"، لأول مرة يومي 19 و20 مايو الحالي، في ظل جهودها لتعزيز نفوذها، بالتوازي مع القوى العالمية الأخرى في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، التي تسعى واشنطن لرفع مستوى التعاون والتأثير فيها خلال الأعوام الأخيرة.

وتركّز الكرملين على تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية مع دول آسيان ذات المكانة الهامة في الساحة الدولية، بحجم اقتصادها الذي يصل إلى 2.6 ترليون دولار، وعدد سكانها البالغ نحو 620 مليون نسمة، حتى لا تترك زمام المبادرة في هذا الدول بيد منافستيها الصين والولايات المتحدة الأمريكية.

وتأتي أهمية قمة "روسيا – آسيان"، كونها تعقب قمة "الولايات المتحدة الأمريكية – آسيان" التي انعقدت في فبراير/ شباط الماضي، فيما تجمع آراء الخبراء على أن أولوية التعاون الروسي مع دول آسيان لا تقتصر على الناحية الاقتصادية بمفردها، وإنما تسعى موسكو إلى عدم خسارة سباق المنافسة على هذه المنطقة مع بكين وواشنطن.

وتدعي روسيا اتباع سياسة "المسافة المتساوية" في منطقة آسيان، إلا أنها تبذل جهدًا كبيرًا من أجل منع اختلال التوازن من حيث السياسة العالمية، وتهدف لتعزيز العلاقات السياسية مع دول المنطقة، وأن تكون صاحبة تأثير فيما يتعلق بمسائل الاستقرار والأمن، في ظل المساعي الأمريكية المتزايدة في الأعوام الأخيرة من أجل زيادة التعاون مع الدول ذاتها.

وتعاني موسكو، منذ مدة طويلة، صعوبات اقتصادية، جراء العلاقات المتأزمة مع الدول الغربية، والعقوبات المفروضة عليها بسبب الأزمة الأوكرانية والضم غير الشرعي لشبه جزيرة القرم، وتأتي القمة المقررة بمثابة بحث عن "آفاق جديدة" في المجالات السياسية والاقتصادية.

وتنطلق أعمال قمة "روسيا – آسيان" يوم غد الخميس، في مدينة سوتشي الروسية تحت شعار "روسيا - آسيان نحو شراكة استراتيجية متبادلة المنفعة"، وستتناول العلاقات بين الجانبين على مدى 20 عاما، ومن المنتظر أن تشهد توقيع خطة عمل للتعاون بينهما خلال الفترة 2016 – 2020.

تجدر الإشارة أن اتحاد دول جنوب شرق آسيا، المعروف اختصاراً باسم "آسيان"، هو منظمة اقتصادية، تضم 10 دول في جنوب شرق آسيا، هي كمبوديا ولاوس وبروناي وإندونيسيا والفلبين وسنغافورة وميانمار وماليزيا وتايلند وفيتنام، وتم تأسيسه في 8 أغسطس عام 1967، بالعاصمة التايلاندية بانكوك.