دراسة: ارتفاع معدلات الانتحار بين الأطفال والشباب من السود بأمريكا

الأحد، 24 يوليو 2016 06:46 ص
دراسة: ارتفاع معدلات الانتحار بين الأطفال والشباب من السود بأمريكا

خلصت أحدث الأبحاث الطبية إلى زيادة حالات الانتحار بين الأطفال والشباب الأمريكي من السود في السنوات الأخيرة ، في مقابل تدنى معدلات الانتحار بين الأطفال من البيض.

وأوضح الباحثون أن احتمالات إقدام الأطفال في الفئة العمرية ما بين 5 و11 سنة لاتخاذ قرار بإنهاء حياتهم تظل منخفضة، إلا أن هذه الاحتمالات ما تزال مرتفعة بين الصغار من السود بمعدلات تفوق ثلاث مرات عما هي عليه بين الصغار من البيض.

وقال الدكتور جيفرى بريدج، في تصريح له لمعهد الأبحاث التابع لمستشفى الوطني للطفولة في مدينة "كولوبوس" بولاية " أوهايو" الأمريكة ، في الوقت الذي ظلت فيه معدلات الانتحار بين الأطفال الأمريكيين من البيض الذين تقل أعمارهم عن 12 عاما فى الولايات المتحدة ثابتة خلال الفترة من 1993 -2012 ، إلا أن هناك زيادة كبيرة فى معدلات الانتحار بين الأطفال الأمريكيين من السود، وذلك في مقابل انخفاض ملحوظ في نسب الانتحار بين الأطفال البيض.

وأضاف " بريدج" هناك عوامل كثيرة تؤثر على الشباب السود ، بما فى ذلك زيادة التعرض مبكرا للعنف والصدمة سنوات قبل البلوغ ، إلا أن التأثير المحدد لكل هذه المخاطر ما يزال غير واضحا.

وتكشف البيانات – المنشورة فى العدد الأخير من مجلة " جاما: لطب الأطفال " على الإنترنت - إلى أن وسائل الانتحار خاصة الشنق ، الخنق تعد فى مقدمة وسائل الانتحار بين الأطفال والشباب الأمريكي من السود ، لتمثل نحو ثلاثة أرباع حالات الانتحار ، فى مقابل نحو 20 % للأسلحة النارية خاصة البنادق.

وفى محاولة لاستكشاف الاتجاهات في الانتحار بين الأطفال والشباب الأمريكي من السود، استعرض الباحثون البيانات المسجلة من قبل " مركز الوقاية ومقاومة الأمراض" الأمريكي على مدى 20 عاما.

وقد وجد الباحثون أن ما يقرب من 33% من الفتيان والفتيات الذين تتراوح أعمارهم ما بين 5 إلى 11 عاما يلقون حتفهم منتحرين ، وهو يترجم إلى استقرار معدلات الانتحار ليصل إلى طفل من بين كل مليون طفل أمريكي سنويا.

يأتي ذلك فى الوقت الذي أكد فيه الباحثون أنه فى حال الأخذ في الاعتبار الأسس العنصرية لهذه الظاهرة ، فإن صورة جرائم الانتحار ستبدو أكثر تعقيدا . فعلى سبيل المثال ، فى الوقت الذي انخفض فيه معدل الانتحار بين الأطفال والشباب من البيض من 1,14 كل مليون فى عام 1993 ، إلى 0,77 لكل مليون فى عام 2012، لترتفع نفس التقديرات بين الأطفال الأمريكيين من السود من 1,36 لكل مليون إلى 2,54 لكل مليون.

ويعتقد الخبراء أن هذا الاتجاه يبدو مدفوعا إلى حد كبير بين الفتيان ، الذين يشكلون 84% من حالات الانتحار بين الشباب بشكل عام ، ليتضاعف معدل الانتحار بين الفتيان السود إلى من 1.78 إلى 3,47 لكل مليون خلال فترة الدرسة ، فى حين انخفضت بين الفتيان من البيض من 1,96 إلى 1,31 لكل مليون ، مشيرين إلى أن البحوث المستقبلية تحتاج إلى مواصلة تتبع الاتجاهات ، على أمل فهم أفضل للعوامل الكامنة في ظاهرة الانتحار بين الأطفال والشباب الأمريكي.

وفى هذا الصدد ، شدد الباحثون على أن الدور الحيوي والهام الذي يلعبه الآباء والأمهات ومقدمي الرعاية الصحية وأهمية إدراكهم أن الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 12 عاما قد يفكرون بصورة جدية فى الإقدام على الانتحار فهو ليس بمنأى عن تفكيرهم ، فمن المهم أن نسأل الأطفال بصورة بمباشرة عن رأئهم ونظرتهم للانتحار في حال ارتياب أولياء الأمور في الحالة النفسية للطفل.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق