«الساونا» تقلل خطر الإصابة بالخرف والزهايمر
السبت، 24 ديسمبر 2016 02:50 ص
توصلت دراسة حديثة إلى أن استخدام حمام البخار (الساونا) بشكل منتظم يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بالخرف ومرض الزهايمر.
كشفت الدراسة -وهي الأولى من نوعها- والتي قام بها باحثون في جامعة شرق فنلندا، أن هناك ارتباطًا بين كثرة تعرض الجسم للحرارة باستخدام حمامات البخار (الساونا) على مدار الأسبوع، وبين انخفاض خطر الإصابة بالخرف ومرض الزهايمر.
كانت الدراسة، التي نشرت نتائجها في عدد ديسمبر 2016 من الدورية البحثية "جورنال إيدج أند إيدجينج"، عمدت إلى تقييم الأشخاص المعتادين على أخذ حمامات البخار الساخن (ساونا) أسبوعيًا، تم تقسيم المشاركين في الدراسة إلى 3 مجموعات: الذين يأخذون حمام ساونا لمدة 15 دقيقة من 4 إلى 7 مرات في الأسبوع، الذين يستخدمون حمام الساونا مرتين إلى 3 مرات في الأسبوع، الذين يستخدمون حمام الساونا مرة واحدة في الأسبوع.
اكتشف الباحثون ارتباط أنماط الاستجابة بين عدد مرات التردد على حمام البخار (الساونا) أسبوعيًا وخطر الإصابة بالخرف، فكلما زاد استخدام الشخص لحمامات الساونا كل أسبوع، كلما انخفضت مخاطر الإصابة بالخرف، على سبيل المثال، الذين اعتادوا أخذ حمام ساونا من 4 إلى 7 مرات في الأسبوع، انخفض خطر إصابتهم بأي شكل من أشكال الخرف بنسبة 66%، كما انخفض خطر إصابتهم بمرض الزهايمر بنسبة 65%، مقارنة بالذين اعتادوا أخذ حمام ساونا مرة واحدة فقط في الأسبوع.
واستغرق إجراء هذه الدراسة حول استخدام حمام البخار (الساونا)، أكثر من عقدين كاملين كجزء من دراسة عن مرض انسداد شرايين القلب، التي شملت حوالي 3 آلاف رجلًا سليمًا تتراوح أعمارهم بين 42 إلى 60 عامًا في الفترة بين 1984 إلى 1989.
وحلل الباحثون بيانات العمر، مؤشر كتلة الجسم، ضغط الدم الانقباضي، حالة التدخين واستهلاك الكحول، مرض السكري من النوع الثاني، حالة عضلة القلب، معدل ضربات القلب، ومستوى الكوليسترول في الدم.
ووجدت الأبحاث السابقة أن الرجال الذين استخدموا الأسلوب الفنلندي، وهو أخذ حمام بخار جاف (ساونا) بدرجة حرارة 79 درجة مئوية (175 درجة فهرنهايت) بمعدل 14 دقيقة لكل مرة من 4 إلى7 أيام أسبوعيًا، كانت معدلات الوفاة بينهم من أمراض القلب والأوعية الدموية والسكتة الدماغية أقل كثيرًا من أولئك الذين ارتادوا حمامات الساونا مرة واحدة فقط في الأسبوع.
وقال كريستوفر بيرجلاند، الرياضي العالمي في رياضات التحمل البدني وحامل الرقم القياسي العالمي بموسوعة جينيس :"ليس من المستغرب أن أول دراسة حول فوائد حمامات البخار (الساونا) للأعصاب والقلب والأوعية الدموية، تأتي من فنلندا.. فكلمة "ساونا" في حد ذاتها كلمة فنلندية.. حيث كانت حمامات البخار لفترة طويلة جزءا لا يتجزأ من الثقافة الفنلندية والهوية الوطنية".
كما تشير التقديرات إلى أن فنلندا ،التي يبلغ عدد سكانها حوالي 5.4 مليون مواطن، لديها أكثر من 3 ملايين حمام من حمامات البخار العامة والخاصة، ويعد استخدام حمامات الساونا على مدار السنة استخدام الساونا عادة ونمط حياة سائد في فنلندا للناس من جميع الأعمار.
ووفقًا للبروفيسور جاري لوكانين، الذي قاد فريق البحث في دراسة فوائد حمامات الساونا، فإن كثرة التعرض للحرارة أثناء حمامات الساونا تحمي القلب والذاكرة.
وقال في تصريح لجامعة شرق فنلندا: "ومع ذلك، فمن المعروف أن صحة القلب والأوعية الدموية تؤثر على العقل أيضًا، ولذلك فإن الشعور بالاستجمام والاسترخاء الذي يختبره الشخص خلال حمام الساونا يلعب دورًا هامًا في سلامة العقل".
كما توصلت الأبحاث إلى أن إفراز العرق عن طريق التمارين الرياضية وحمامات الساونا يسهم في تحفيز إنتاج عامل التغذية العصبية المشتق من الدماغ، الذي يعمل مثل الأسمدة ويحفز تكوين الخلايا العصبية، التي تساعد على الربط الوظيفي بين مناطق الدماغ من مرحلة الشباب إلى الشيخوخة.