دار الهدايا للمسنات.. ظاهرها «رحمة» وباطنها «عذاب» (صور)

الجمعة، 13 يناير 2017 12:00 م
دار الهدايا للمسنات.. ظاهرها «رحمة» وباطنها «عذاب» (صور)
أحمد مرجان

تعذيب.. قلة طعام.. إهمال، جرائم وشائعات عدة لاحقت دار الهدايا للمسنات في محافظة الإسكندرية، بعد انتشار شائعات حول تعذيب الدار للمسنات على مواقع الانترنت، ما جعل الكثير من المواطنين يتعاطفون مع نزيلات الدار ويحاولون الاستغاثة بالمسؤولين لإنقاذ من تبقوا في جحيمه، أيامٍ قليلة وانتشرت جملة «أنقذوا مسنين دار الهدايا» كالنار في الهشيم.

انتقلت بوابة «صوت الأمة» إلي دار الهدايا للمسنات؛ لرصد الحقيقة عن قرب، كما تجولت داخل الدار وتحدثت مع النزلاء؛ لمعرفة معانتهم عن قرب.

في البداية، نفى نزيلات الدار المسنات تعرضهن لحالات تعذيب من جانب العاملين بالدار والمشرفين، قائلين إن معانتهن الحقيقية تتمثل في عدم إعطائهم وجبات طعام تسد جوعهم، فكمية الأطعمة التي تتسلمها كل مسنة بالدار قليلة جدًا، في وجبات الإفطار والغذاء والعشاء كافة.

شكاوى عديدة قدمتها المسنات في الدار إلى مديرية التضامن الاجتماعي؛ نظرًا لسوء معاملة مديرة الدار لهن، لكن لا أذن تسمع أيًا من هذه الشكاوى.

لم تكن قلة كمية الطعام التي تقدم للمسنات هي الشكوى الوحيدة منهن، فعدم وجود نظافة كافية بالمكان ظلّ أمرًا تعاني منه جميع المسنات في الدار منذ دخولهم له وحتى الآن، كما أن معاملة مديرة الدار لهن «قاسية» -بحسب وصف ابنة المسنات-.

أثارت الحاجة سعاد جدلا كبيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي؛ حيث تم تداول قصتها عبر «الفيس بوك» والتي قالت فيها إنها تتعرض للتعذيب بشكل دوري في الدار، كما اتهمت الدار بحرق ذراعيها، إلا أنه في الحقيقة لم تحدث مثل هذه القصة، فتبين أنها مريضة نفسية ولا يوجد بذراعيها أي آثار للحرق، كما أنها تروي قصة غير حقيقة لكل من يزورها عن تعرضها للحرق وهي صغيرة من قبل أحد أقربائها.

وفي محاولة للرد على الشائعات التي طالت الدار في الآونة الأخيرة، نفت نشوى جمال، أخصائية اجتماعية بقسم المسنات بالدار، ما تردد عن وجود حالات تعذيب للمسنات أو حالات إهمال وسوء معاملة داخل الدار، مضيفة أن الدار تتبع وزارة التضامن الاجتماعي، وأن هناك تفتيش على الدار شهريًا من جانب إدارة الأسرة والطفولة، والتي يتبعها القسم المجاني والقسم غير المجاني بالدار، وإدارة الدفاع الاجتماعي أيضًا، والتي يتبعها قسم «المتسولين» المجاني بالدار، والجهتان تتبعان وزارة التضامن الاجتماعي.

وأضافت الأخصائية الاجتماعية، أن كل مكان به السلبيات والإيجابيات، فالدار تباشر عملها في حدود الإمكانات المتاحة، كما أن وزارة التضامن الاجتماعي هي من تحدد معايير وجبات المسنين، لذلك يتم تنفيذ مقررات الطعام طبقًا لتعليمات الوزارة، فالمتسولين والمسنات يتم إطعامهم على حد سواء.

في السياق ذاته، قالت هبة حسن، أخصائية اجتماعية بالدار، إن الدار مكونة من 3 مبانٍ؛ الأول مجاني ويضم مسنات بالمجان ويطلق عليه اسم مبنى «النخيل»، والمبنى الثاني يضم مسنات بمقابل أجر ولكن بشكل رمزي، وبعض المسنات اللاتي يحتجن إلى رعاية خاصة، ويطلق عليه مبنى «النخيل»، أما الثالث فيضم مسنات قادرات على خدمة أنفسهن، ويطلق عليه مبنى «الضيافة».

وكشفت معاينة وزارة التضامن الاجتماعي لدار الهدايا بالرأس السوداء في الإسكندرية، عن وجود حالات تعذيب ومخالفات عديدة ووقائع إهمال في النظافة خاصة، وهذا ما أكدته سحر الدسوقي، وكيل وزارة التضامن الاجتماعي بالمحافظة، والتي أكدت أنه بمعاينة مخازن الدار تبين وجود تكدس بالمخازن لعدة مفروشات وملابس وكراسي متحركة جديدة، لم يتم استعمالها، كان قد تبرع بها بعض الأشخاص للدار ولم تُصرف للنزلاء، قائلة إنه تم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد الدار.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة