بالأسماء.. مصريون أفرج عنهم «المعزول» قُتلوا بسوريا.. أبرزهم قاتل فرج فودة وصديق الظواهري

الخميس، 23 مارس 2017 12:15 ص
بالأسماء.. مصريون أفرج عنهم «المعزول» قُتلوا بسوريا.. أبرزهم قاتل فرج فودة وصديق الظواهري
داعش
كتب - محمد حجاج

ما بين حين وآخر تعلن الجماعات المسلحة، أو الائتلاف الدولي لمحاربة داعش في سوريا والعراق، عن مقتل أحد القيادات الخطيرة، والمشكّلة للأجنحة الرئيسية للتنظيمات الإرهابية فى سوريا والعراق، وبعد ذلك يتم الكشف عن المعلومات الكاملة لهذه الشخصيات، ونكتشف أنهم مصريون، وبالبحث عن تاريخهم فى العمل الجهادى، نجد كوارث، وأبرز هذه الكوارث؛ إما يكون هذا القيادي كان منضما لتنظيم القاعدة وكان أحد مساعدي أسامة بن لادن، أو الظواهري القائد الحالي لتنظيم القاعدة، أو تم الإفراج عنه بعد ثورة 25 يناير على أيدي الرئيس المعزول محمد مرسى، وهو ما يؤكد أن المعزول مرسي تورط في مقتلهم بشكل غير مباشر.

ومن خلال رصد «صوت الأمة»، لآخر الإرهابيين المصريين الذين سافروا إلى سوريا والعراق، خلال الـ6 سنوات الأخيرة، نجد أن القائمة تضم أبرز العناصر الخطرة، والتى لها تاريخ حافل فى الإرهاب، فمعظمهم كانوا قيادات فى تنظيم القاعدة، وكانوا متهمين فى قضايا إرهاب، فمنهم من كان متهمًا فى قتل الرئيس الراحل أنور السادات، والمفكر فرج فودة، أو من ضمن الموضوعين على قوائم الترقب والوصول، وكذلك المعروفون بالقضية الشهيرة «العائدون من أفغانستان».

ومن ضمن أبرز العناصر الإرهابية الخطيرة الذين تم استهدافهم فى سوريا خلال الفترة الأخيرة، قاتل فرج فودة في سوريا، «أبو العلا محمد عبد ربه»، بعد مقتله في سوريا منذ ساعات ليتساقط آخر أخطر التكفيريين المصريين، الذين سقطوا خلال المعارك العسكرية، بعد أبو الفرج المصري (أحمد سلامة مبروك) ورفاعي طه، رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية السابق، ومن قبلهم أبو الخير المصري، كيميائى القاعدة.

فـ«أبو العلا عبد ربه»، شارك في قتل الدكتور فرج فودة عام 1992 وصدر حكمان ضده، أحدهما بالمؤبد، والثاني خمسة عشر عامًا، كما اتهم بقتل 4 جنود في السكة الحديد بمنطقة السبتية ببولاق أبو العلا واستولى على سلاحهم، لكنه خرج من السجن بموجب عفو رئاسى صادر من الرئيس المعزول محمد مرسي، بعد ذلك أعلن استقالته من الجماعة الإسلامية ثم هرب إلى سوريا.

وأكدت مصادر، أنه كان قريبا من جبهة النصرة، وانضم لفترة إلى تنظيم «أحرار الشام»، لكن تقارير إعلامية كانت قد أشارت في وقت سابق إلى أنه كان أحد عناصر «داعش».

وسبق أبو العلا، «أبو هاني المصري»، أحد القيادات المصرية، حيث أعلنت حركة «أحرار الشام» المسلحة التابعة لتنظيم القاعدة، عن مقتل القيادي المصري، أحد قيادات الجناح العسكرى، بغارة للتحالف الدولي استهدفت سيارته شمال محافظة إدلب فى سوريا.

وفى سياق متصل أكدت مصادر مطلعة، أن «أبو هاني المصري»، هو أحد قادة حركة «أحرار الشام» العسكريين، وعمل خلال الفترة الماضية مع الحركة، حيث يعد أبو هاني من قادة تنظيم القاعدة الأوائل، الذين قاتلوا في أفغانستان وعدة مناطق أخرى، بل إنه رافق أسامة بن لادن خلال فترة كبيرة من قتاله مع تنظيم القاعدة.

وأكدت المصادر أن أبو هاني تم استهدافه من قبل طائرة من دون طيار على طريق سرمدا في ريف إدلب الشمالي، ويعتبر من القلة التي بقيت مع أحرار الشام، ولكن لم تعلن انضمامها لهيئة تحرير الشام، التي تهيمن عليها جبهة النصرة.

وقالت المصادر: «أنه كان من المتوقع أن ينضم أبو هاني المصري إلى الهيئة كخطوة منطقية، خصوصا أن أغلب القادة والدعاة غير السوريين تخلوا عن حيادهم أو عن انتماءاتهم السابقة، وانحازوا إلى الهيئة (السعوديان مصلح العلياني وعبد الله المحيسني، ومن مصر أبو الفتح الفرغلي، وأبو يقظان المصري، وأبو شعيب المصري).

وتضم «حركة أحرار الشام» في صفوفها العديد من الأجانب العرب وغيرهم، ومن أبرزهم «كتيبة الإمام البخاري»، التي شاركت في حصار نبل والزهراء قبل أن يفك الحصار عنها قبل عام، وتعد «أحرار الشام» من أوائل من استقدم أجانب إلى سوريا، قبل دخول «جبهة النصرة» إلى البلاد، بحكم تبعية قادتها المؤسسين لتنظيم القاعدة العالمي.

وأشارت المصادر، إلى أن «أبو هاني المصري» نفسه شارك أيضًا في الحرب الشيشانية ضد روسيا وفي حرب البوسنة، والتحق بحركة أحرار الشام في بداية الأحداث في سوريا عام 2011، بعد أن أطلق سراحه من السجون المصرية، عقب ثورة 25 يناير.

ومن ضمن الإرهابيين الذين تم قتلهم في سوريا، القيادي المصري في تنظيم القاعدة، والذي أصبح عضوا بارزا في جبهة النصرة فرع التنظيم في سوريا قُتل في هجوم بطائرة بدون طيار، «أبو الفرج المصري» الذي أمضى سنوات في السجون المصرية بتهم التواطؤ مع الجماعات الإسلامية الأصولية، غادر بعدها إلى أفغانستان.

«أبو الفرج المصري»، يبلغ من العمر (60 عاما) واسمه الحقيقي الشيخ أحمد سلامة مبروك، كان واحدا من المرافقين البارزين لزعيم القاعدة أيمن الظواهري، خلال وجوده في أفغانستان في أواخر الثمانينات، وكان المصري واحدا من أوائل قيادات حركة الجهاد الإسلامي المتشددة في مصر، وأُلقي القبض عليه بعد اغتيال الرئيس المصري الأسبق أنور السادات عام 1981 وقضى سبعة أعوام في السجن، كما احتجزته وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.آي.إيه) بعد القبض عليه في أذربيجان عام 1998، وانضم إلى جبهة النصرة بعد إطلاق سراحه من سجن مصري، في عهد الرئيس المخلوع محمد مرسي.

ومن ضمن المصريين، الذين قتلوا فى سوريا، رفاعى طه، أحد قيادات الجماعة الإسلامية، الذى سافر إلى تركيا عقب عزل محمد مرسى مباشرة، وتواجد فى مدينة اسطنبول، حيث مركز تواجد القيادات الإسلامية الهاربة، وظهر على بعض قنوات الإخوان.

و«رفاعي أحمد طه» من مواليد 1953م ولد بأسوان وانتظم بكلية التجارة فى جامعة أسيوط، حيث عاصر بزوغ الجماعة الإسلامية فى جامعات الوجه القبلى الممتدة من بنى سويف وحتى أسيوط وقنا، وينتمى «رفاعي طه» للجيل الأول الذي لعب دورا هاما فى تأسيس الجماعة الإسلامية المصرية قبل أن تصبح تنظيما.

وعلم «رفاعي طه» بتحول الجماعة الإسلامية إلى تنظيم، فى يناير عام 1980 م وانضم إليها وكان أحد الذين شملتهم قرارات 3 سبتمبر عام 1981م التى أصدرها الرئيس الراحل أنور السادات وقضت بالقبض على 1536 معارضا من كافة الاتجاهات السياسية المصرية، من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، وأغلبهم كان من الإسلاميين فى هذا الوقت.

تولى «رفاعي طه» منصب رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية بالخارج ومسؤول الجناح العسكرى بالجماعة، وشارك فى تأسيس تنظيم القاعدة، كما ينسب له إصدار البيان الخاص بعملية تفجير المدمرة كول قرب السواحل اليمنية عام 2000، بالإضافة إلى كتاب «إماطة اللثام عن بعض أحكام ذروة سنام الإسلام»، والذى تضمن اعترافا وتبريرا لمذبحة الأقصر عام 1997 والتى تعد أبرز حادث عنف ضد السائحين فى تاريخ مصر الحديث.

وعن علاقاته بأسامة بن لادن، قال فى أحد الحوارات الصحفية: «عند خروجى من مصر لم يكن إلى أفغانستان مباشرة، بل غادرت أرض الوطن إلى السعودية لتأدية فريضة الحج ثم إلى أفغانستان، والحقيقة أنه ليس كل السنوات التى قضيتها خارج مصر كانت فى أفغانستان، بل كانت زياراتى إلى أفغانستان قليلة، فكنت متجولاً بين عدة دول عربية.. أما طبيعة العلاقة بين الجماعة وأسامة بن لادن فكانت علاقة ود واحترام، حيث إن الجماعة كانت حريصة على أن تكون منفتحة على جميع التوجهات ومختلف الفصائل الإسلامية أو حتى غير إسلامية، ومن هنا جاءت العلاقة بين الجماعة وأسامة بن لادن».

وقد صدر ضده حكم بالإعدام، لكن تم الإفراج عنه عقب ثورة يناير ثم اختفى بعد فض اعتصام رابعة وتواترت أنباء عن هروبه إلى تركيا برفقة محمد شوقى الإسلامبولى وهو الأمر الذى ثبت صحته فيما بعد.

ومن ضمن الذين قُتلوا في سوريا، «أبو محمد المصري»، لكن  لا معلومات كثيرة عن المدعو «محمد المصري» الموجود في سوريا بحسب آخر الأنباء، وهو نجل القيادي البارز في جبهة النصرة «أبو خباب المصري» (كيميائي القاعدة). والأخير كان المسؤول عن برنامج الأسلحة الكيماوية السامة في تنظيم القاعدة، وقتل في قصف أمريكي عام 2008، في منطقة القبائل على الحدود بين باكستان وأفغانستان.

قائمة الإرهابيين فى سوريا لم تنته، فـ«أحمد الدروي»، ضابط مصري سابق، أعلن «داعش» عن مقتله، في عملية استشهادية لم يعلن عن تفاصيلها، بعد انضمامه إلى التنظيم بعد سفره لتركيا في يوليو 2013 ، الدروي الذي كان أحد الأفراد القريبين من الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، رئيس حزب مصر القوية، وقت الانتخابات الرئاسية عام 2012، وترك جهاز الشرطة قبل ثورة يناير والتحق للعمل بإحدى شركات الاتصالات، وفوجئت أسرته بمواقع إلكترونية تتبع الجيش العراقي تعلن أن الجيش النظامي قتل شقيقه أثناء مواجهة مع عدد من عناصر تنظيم «داعش».

أما «مروان سلام شحاتة»، عضو الهيئة التنسيقية، لما يسمى «الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح»، الذي لقي مصرعه في سوريا، في إطار المواجهات مع قوات النظام السوري في ريف حماة، كان سافر إلى سوريا بعد مقتل شقيقه مهند أثناء فض اعتصام أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، في ميدانى رابعة العدوية ونهضة مصر.

ويعد مروان أحد أبرز نشطاء الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح، كما شارك أيضا في بعض فعاليات ما يسمى «التحالف الوطني لدعم الشرعية»، الذي تتزعمه جماعة الإخوان في منطقة مدينة نصر قبيل سفره إلى سوريا، والتحق «مروان» بكتائب أحرار الشام بعد سفره إلى سوريا، باعتبارها الفصيل الأقرب له من الناحية الفكرية، حيث يتبين من التدوينات التي كتبها عبر صفحته الشخصية أنه لم يلتحق بتنظيم «داعش»، لكنه في الوقت نفسه كان يدعو إلى عدم الهجوم عليه.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق