بعد التسليح الأمريكي لسوريا الديمقراطية.. ترامب لـ«أردوغان»: «سيب وأنا سيب»

الأربعاء، 10 مايو 2017 09:52 م
بعد التسليح الأمريكي لسوريا الديمقراطية.. ترامب لـ«أردوغان»: «سيب وأنا سيب»
ترامب و اردوغان
كتب - محمد الشرقاوي

أمس الثلاثاء، وافق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على قرار بتسليح ميليشيات سوريا الديمقراطية، حسبما أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» في بيان لها، قال: «إن التحالف الذي تقوده وحدات حماية الشعب الكردية، سيزود بأسلحة ومعدات للمساعدة في طرد داعش من معقله في الرقة».

وأوضحت المتحدثة باسم البنتاجون «ندرك تمامًا المخاوف الأمنية لتركيا شريكتنا في التحالف، نود طمأنة شعب وحكومة تركيا بأن الولايات المتحدة ملتزمة بمنع أي أخطار أمنية إضافية وبحماية شريكتنا في حلف شمال الأطلسي».

 

التوتر

في 25 أبريل الماضي، كانت أخر الضربات التركية على مواقع تابعة لوحدات حماية الشعب الكردي في منطقة جبل «قرجوخ» شمال سوريا، أسفرت عن مقتل 20 شخص، الأمر ليس بجديد، غير أن الولايات المتحدة أعربت لأنقرة عن قلقها من الضربات الجوية، التي نفذتها تركيا.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكي - آن ذاك - مارك تونر: «إننا نشعر بقلق بالغ من ضربات القوات الجوية التركية على شمال سوريا وكذلك على شمال العراق».

وشدد تونر على أن هذه الغارات «نفذت من دون أي تنسيق مع الولايات المتحدة أو التحالف الدولي، وهذه الضربات لم تتم المصادقة عليها من قبل التحالف، وأدت إلى المقتل المأساوي لشركائنا في محاربة داعش، وبينهم عناصر من قوات البيشمركة الكردية العراقية».

ويأتي هذا التعليق بعد أن زار وفد من الضباط الأمريكيين التابعين للتحالف الدولي ضد "داعش" موقع الضربات التركية في منطقة جبل قرجوخ شمال سوريا، والتي أسفرت عن مقتل 20 مقاتلا من وحدات حماية الشعب الكردية.

الرد الأمريكي لم يقتصر على «القلق» غير أن هناك رد أخر، جاء في 9 مايو بتسليح تلك الميليشيات الكردية، وذلك في ظل استعدادات لزيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للبيت الأبيض وملاقاة دونالد ترامب، الأمر الذي يعد خلافًا لرغبة «أنقرة».

 

الطيران التركي
 

الرسائل التركية

القصف التركي المتكرر لمواقع ميليشيات سوريا الديمقراطية حمل عدة رسائل، أهمها أن تركيا مستعدة للذهاب حتى النهاية لمنع إقامة دولة كردية في المنطقة، وأنها بدأت في تنفيذ استراتيجية استباقية في مواجهة الصعود الكردي، فضلًا عن امتلاكها أوراقًا عديدة تستخدمها في مرحلة شديدة السلبية في العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية.

مركز المستقل للدراسات المتقدمة، في دراسة له، عدّ مجموعة من الرسائل، أولها نفاد الصبر التركي من الدعم الأمريكي لحزب الاتحاد الديمقراطي وجناحه العسكري (وحدات حماية الشعب) وكذلك قوات سوريا الديمقراطية، وأن أنقرة لن تأخذ بعد اليوم بعين الاعتبار التحالف الأمريكي – الكردي الناشئ إذا ما وجدت أن أمنها القومي والوطني بات في خطر في ظل الصعود الكردي على حدودها الجنوبية مع سوريا والعراق، وظهور ملامح دولة كردية على أرض الواقع.

ثانيها، حمل إبلاغ تركيا لكلٍّ من الولايات المتحدة وكردستان بموعد العملية قبل ساعة من القصف، رسالة مزدوجة؛ الأولى لواشنطن مفادها أن أنقرة ماضية في محاربة حزب العمال الكردستاني والتنظيمات التابعة له مهما كلفها الأمر، والثانية لأربيل بأن عليها أن تتحرك في مواجهة صعود نفوذ حزب العمال الكردستاني في كردستان العراق، والتحرك لإخراجه من منطقة سنجار، والذي أصبح يشكل مع قنديل وكراتشوك مثلثًا حيويًّا تحت سيطرة الحزب، ويتطلع إلى الاعتراف به دوليًّا من بوابة الحرب ضد داعش.

زيارة أردوغان لأمريكا الشهر الجاري، ستحمل عدة أجندات هامة، ويبدو أن تركيا أرادت إيصال رسائل من ضرباتها الأخيرة تفيد أن تركيا انتقلت إلى تبني استراتيجية استباقية لفرض أجندة سياستها في الشمال السوري، وأنها لن تسمح للأكراد بنيل شرف تحرير مدينة «الرقة» من سيطرة تنظيم داعش؛ لأن مثل هذا الأمر سينعكس عليها مستقبلا.

إلا أن الرد الأمريكي بتسليح تلك الميليشيات يشير إلى أنه في حال عدم التهدئة من الجانب التركي سيكون لها تداعيات كبيرة أهمها استنزاف الجيش التركي في حربه ضده الأكراد. وهو ما يوحي بأن واشنطن ماضية في دعم حليفها الكردي حتى لو أدى ذلك إلى مزيد من التوتر مع أنقرة.

قوات تركية
 

 

السيناريوهات

حدد المركز البحثي عدة محاور يتناولها لقاء الرئيسين ترامب وأردوغان، والمقرر له الأيام المقبلة، منها الاتفاق مع الإدارة الأمريكية بخصوص مشاركة القوات التركية في معركة تحرير الرقة من داعش مقابل استبعاد الأكراد منها، وهذا السيناريو تفضله أنقرة.

إضافة إلى شن عملية عسكرية مشتركة مع حكومة إقليم كردستان العراق للهجوم على معاقل حزب العمال الكردستاني في سنجار وقنديل، لاسيما بعد أن كشفت الصحافة التركية أن محادثات رئيس حكومة إقليم كردستان «نيجير فان البرزاني» في أنقرة عقب العملية العسكرية التركية بحثت هذه العملية.

سيناريو عملية «درع دجلة»، وهي عملية روجت لها أنقرة كثيرًا في الفترة الأخيرة، ومفادها القيام بعملية عسكرية برية في منطقة سنجار عبر المناطق الواقعة تحت سيطرة قوات الحزب الديمقراطي الكردستاني لضرب حزب العمال الكردستاني في سنجار وإخراجه منها.

 سيناريو عملية «شمس الفرات»، وهي عملية تقول المصادر التركية إن أنقرة حضّرت لها عسكريًّا، وتقوم على تنفيذ عملية عسكرية واسعة بمشاركة الفصائل السورية المسلحة عبر منطقة تل أبيض، وصولا إلى الرقة، وذلك على غرار عملية «درع الفرات».

 

قوات عسكرية
 

 

صورة تعبيرية عن الوضع
 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق