بتوقيع هنا شيحة ونجلاء بدر.. عودة سينما المايوهات

الإثنين، 14 ديسمبر 2015 09:58 م
بتوقيع هنا شيحة ونجلاء بدر.. عودة سينما المايوهات
محمد علي

بعيداً عن الألفاظ الخارجة والمشاهد الساخنة التى أصبحت عليها أغلب الأعمال السينمائية فى الفترة الأخيرة، وما يطلق عليها بسينما المقاولات أو التجارية، ووسط مناداة البعض بالسينما النظيفة، وتأييد البعض الآخر لهذه النوعية من الأعمال التى تضم قدرا كبيرا من القبلات والأحضان والتعرى بهدف إنعاش السينما من جديد، أثار مشهدا جديدا موجات كبيرة من الانتقادات من جانب النقاد والصحافة والجمهور على صفحات «فيس بوك». نتحدث هنا عن مشهد «المايوه» الذى تطل به هنا شيحه فى فيلمها الجديد قبل زحمة الصيف، ونجلاء بدر فى فيلم «قدرات غير عادية» ما أعاد إلى الأذهان تاريخ المايوه فى السينما المصرية، والذى قررنا أن نكشفه فى هذه السطور التالية.
ارتداء المايوه أو الإغراء بشكل عام كان ولا يزال عاملا مشتركا فى عدد كبير من التجارب السينمائية، وهو لا يقتصر على الوجوه الجديدة فقط، بل على فنانات الصف الأول اللاتى ارتدين المايوه قبل ذلك، ومنهن ناهد يسرى وناهد الشريف ونجلاء فتحى وشمس البارودى وسهير رمزى وإغراء، كل هولاء وأخريات ظهرن بالمايوه فى أعمالهن الفنية دون إحراج طوال فترة الأربعينيات والخمسينيات والستينيات أيضاً، ولكن مع بداية التسعينيات، أصبح الظهور بالمايوة خطوة محسوبة على الممثلة، بل وجعلها عرضة لسهام الانتقادات من قبل النقاد والجمهور، وعلى الرغم من أن السينما العربية فى بداياتها لم تكن بتلك الجرأة الإغرائية، إلا أنه لا بد من التأكيد بأن هذه الأفلام من خلال حضور الإغراء أو ارتداء المايوه كانت تقدم على الشاشة، خاصة مع نهاية الأربعينيات على يد هند رستم فى أفلامها، عندما تبناها المخرج حسن الإمام وقدم أدوار إغراء تضم مشاهد ارتدائها للمايوه استمرت فيها حتى منتصف الخمسينيات وأطلق عليها وقتها «نجمة الإغراء فى السينما المصرية» حتى فترة الستينيات، حيث كتب عنها طارق الشناوى «إغراء هند رستم ليس إغراء الجسد، إنما نداؤه».
بعدها وفى فترة حكم عبد الناصر، أصبحت هناك رقابة على السينما، ولكنها لم تمنع ارتداء المايوه فى أغلب الأفلام، التى كان صناعها يسعون وراء الإثارة وبعد هزيمة 1967، وكما تقول اعتدال ممتاز فى كتابها «مذكرات رقيبة سينما»، صدرت تعليمات رئاسية للرقابة على المصنفات الفنية بالسماح بمشاهد الجنس، ومن ضمنها مشاهد المايوه فى الأفلام وعدم حذف أى مشهد منها مهما بلغت درجة جرأته، فى محاولة لإلهاء الناس عن الهزيمة وإحباطاتها.
وهكذا كان حال أغلب الأفلام التى صورتها نجلاء فتحى وشمس البارودى صاحبة النصيب الأكبر فى الظهور بالمايوه، ومن أشهر تلك الأعمال «العاطفة والجسد» لنجلاء فتحى وسعاد حسنى فى «بئر الحرمان» وسهير رمزى فى «المذنبون» وزيزى مصطفى فى «المراهقات» وغيرها من الأعمال.
وفى الوقت الذى كانت هناك رقابة على الأعمال السينمائية فى عام 1972 انطلقت أغلب الفنانات المصريات إلى السينما اللبنانية للتعرى الكامل وليس ارتداء المايوه فقط، وقدمت ميرفت أمين فيلم «أجمل طفل فى العالم»، وأيضا ناهد يسرى فيلم «سيدة الأقمار السوداء»، وقتها أصرت دائرة مراقبة المطبوعات والتسجيلات الفنية على حصر مشاهدة الفيلم للراشدين فى مصر، ومن بعدها تم اللجوء إلى الكويت لتصوير مثل هذه المشاهد بسبب حالة الانفتاح التى كانت موجودة وقتها وقدمت ناهد الشريف أشهر الأفلام هناك، بعد ذلك انحسرت موجة الإغراء السينمائى فى سوريا ولبنان والدول العربية الأخرى، إما بسبب الحرب الأهلية أو بسبب الرقابة وفى مصر ومع اعتزال شمس البارودى، وتراجع نجومية ميرفت وسهير ونجلاء أمام النجوم الرجال، كان السوق السينمائى مهيئاً لظهور نجمة إغراء من طراز مختلف فى ارتداء المايوه مثل نادية الجندى ونبيلة عبيد، وغيرهما من الممثلات، واستمر هذا الوضع حتى فترة التسعينيات وبداية الألفية الجديدة حيث بات ظهور الفنانات بالمايوه يواجه هجوما شرساً من جانب النقاد والجمهور الذين ينادون بالسينما النظيفة، ومن هؤلاء داليا البحيرى التى هوجمت بسبب المايوه الأحمر فى فيلم «كان يوم حبك»، والتى ذهبت لسنغافورة خصيصًا لشرائه، ومن بعده فيلم «محامى خلع»، ومن بعدها ظهرت فنانات أخريات بالمايوه، مثل شريهان وروبى وغادة عبدالرازق وهند صبرى ورانيا يوسف وغيرهن من الفنانات المشهورات على الساحة حالياً، ومع تلك الضجة قرر أغلب الفنانات المصريات عدم الظهور بالمايوه فى الأعمال السينمائية خوفا من الهجوم عليهن، وهو ما دعا المخرجين للاستعانة بالممثلات اللبنانيات، اللاتى قبلن ارتداء المايوه، مثل نور ودوللى شاهين وماريا وغيرهن.
وانقطعت طوال السنوات الماضية الفنانات سواء العرب أو المصريات عن الظهور على الشاشة السينمائية بالمايوه، لتختفى موضة المايوهات من الشاشة، قبل أن تعود مع نهاية عام 2015، وسط مناداة البعض بالسينما النظيفة، وتأكيد الآخرين ومنهم سلوى خطاب على أهمية وجود مشاهد القبلات والأحضان فى السينما من أجل انعاشها، بعدما رأت أنها فسدت منذ ابتعاد القائمين عليها عن تقديم مشاهد القبلات وربما عدم ارتداء المايوهات.
ومع بداية هذا الأسبوع عادت ظاهرة المايوهات فى السينما من جديد بتوقيع هنا شيحه التى ترتدى المايوه لأول مرة فى مشوارها الفنى ضمن أحداث تجربتها» قبل زحمة الصيف» الذى يشاركها بطولته ماجد الكدوانى ولانا مشتاق ومن إخراج محمد خان ويشارك الآن فى مسابقة مهرجان دبى السينمائى، وتدور أحداثه فى إحدى القرى السياحية حول العلاقات بين مجموعة من الشخصيات فى بداية الصيف، وقد أثار العمل الجدل الواسع على صفحات «فيس بوك» بسبب مشاهد المايوه والقبلات والأحضان التى قوبلت بانتقاد شديد، نفس الأمر تكرر مع عرض فيلم «قدرات غير عادية» هذا الأسبوع وارتداء نجلاء بدر المايوه لأول مرة فى أولى تجاربها السينمائية، وهو مايفتح الباب للتأكيد على عودة ظاهرة ارتداء الفنانات للمايوهات من جديد بحجه السياق الدرامى للتجربة، والذى يتطلب هذا الأمر بحسب تأكيدهن.

 

تعليقات (1)
good
بواسطة: sherif
بتاريخ: الأربعاء، 20 أبريل 2016 02:21 م

best actress

اضف تعليق