هي فين؟!.. التقليد الأعمى يقود «دويتشه فيله» إلى مستنقع غياب مهنية «CNN»

الأحد، 21 أبريل 2019 04:00 م
هي فين؟!.. التقليد الأعمى يقود «دويتشه فيله» إلى مستنقع غياب مهنية «CNN»
شيريهان المنيري

سياسات إعلامية أقرب للفشل أصبحت واضحة للعلن وللغير متخصص كنظيره من المتخصصين في مجال الإعلام تنتهجها عدد من وسائل الإعلام الغربية التي طالما تغنت حكومات بلادها بالمهنية وأهمية حرية الرأي والتعبير.

وعلى الرغم من تاريخ تلك الوسائل الغربية وأسماءها الفاعلة في مجال الإعلام إلا أنها بدأت في فقد مصداقيتها في الأوساط العالمية وبالأخص المنطقة العربية وخاصة منذ أحداث ثوارت الربيع العربي في عام 2011 وحتى الآن، فعملها بات على قدّم وثاق مع نهج الأذرع الإعلامية الإخوانية والتابعة لتنظيم الحمدين (حكومة قطر) وكل ما يصب في صالح توجهاتهم.

اقرأ أيضًا: «نعم» للتعديلات الدستورية تنتصر على أكاذيب CNN وحشود «الإخوان الإرهابية»

على طريقة CNN

وفي لافتة أثارت الانتباه خلال الأيام القليلة الماضية، دشنّ الحساب الرسمي لموقع CNN عبر موقع التدوينات القصيرة، تويتر والناطق باللغة العربية استطلاعًا للرأي حول التعديلات الدستورية في مصر بصياغة موجهة تحمل تدخلًا في السياسة المصرية الداخلية. وعلى الرغم من تفاعل عدد من العناصر الإخوانية المعروفة واللجان الإليكترونية المُوجهة إلا أن نتيجة التصويت جاءت في صالح الإدارة المصرية، وهو الأمر الذي ربما لم يروق لإدارة الشبكة الأمريكية ما وضعها في موقف مُحرج، حيث انتبه عديد من المتابعين للأمر مع نشر ماهيته عبر مواقع إخبارية أو صفحات شخصية على السوشيال ميديا.

cnn
 

 

الانتشار على حساب المهنية

يبدو أن دويتشه فيله انتبهت لذلك الاستطلاع وما حققه من انتشار دون النظر إلى كونه سلبيًا، فقررت أن تُدشنّ استطلاعًا مماثلًا بعد CNN بأيام قليلة، وفي الوقت الذي تنشر فيه مقالات قائمة على الفكرة ذاتها، مع استضافة المعارضين للسياسات المصرية وذوي التوجهات التآمرية في أحيان كثيرة، دون أن تُتيح المساحة نفسها للمؤيدين أو ذوي وجهات النظر المتزنة تجاه مصر وقيادتها.

poll
 

اقرأ أيضًا: «دويتشه فيله» إذاعة مُوجهة شاء السفير أم أبى.. وخبراء: يجب مواجهة أكاذيبها

السوشيال ميديا ساحة للمنافسة

فلماذا تنتهج هذه الوسائل الإعلامية الشهيرة سياسات تعمل على تشويه تاريخها وتنسف مصداقيتها؟! ربما يتعلق الأمر باقتصاديات المجال الإعلامي التي أصبحت مهددة في ظل التطور التكنولوجي الهائل وتغوّل السوشيال ميديا وحصادها الكبير من المساحات الإعلامية على حساب وسائل الإعلام التقليدية أو حتى المواقع الإليكترونية.

اقرأ أيضًا: دويتشه فيله «عملت الصح».. الشبكة الألمانية تصوت بـ«نعم» في الاستفتاء

الشرق الأوسط منقذ أخير

أيضًا باتت تلك الوسائل في بلدانها أقل تأثيرًا، في ظل انتقادات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المستمرة لسياسات عديد من وسائل الإعلام الأمريكية ومن أبرزها CNN، وتوجه دويتشه فيله المتوافق مع الحكومة الألمانية حيث تمويلها. ولعل هذه الوسائل وجدت ضالتها فيما تشهده منطقة الشرق الأوسط من أحداث، لتكون قناة جديدة لها للبقاء والعودة إلى شهرتها، فهي جعلت من نفسها عمودًا في الحرب الإعلامية الدائرة وربما هي تتبع من يدفع لها أكثر أو يُقدم عروضًا إعلانية تصب في صالحها!!.

اقرأ أيضًا: حافظ الميرازي.. الإعلامي الذي كان قدوتي

دويتشه فيلله والإخوان يد واحده

ويُعد توجه دويتشه فيله تجاه مصر أكثر وضوحًا منذ ثورة 30 يونيو من عام 2013، ويبدو منطقيًا في ظل أن ألمانيا تحوي تكتل إخواني كبير وله تأثيره على المجال الإعلامي وهو ما ينعكس على أداء منصاتها الإعلامية.

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق