عبد العزيز: "صعيدي رايح جاي" كان بداية انحدار السينما المصرية(حوار)

الخميس، 17 سبتمبر 2015 12:00 ص
عبد العزيز: "صعيدي رايح جاي" كان بداية انحدار السينما المصرية(حوار)

عند الحديث عن مخرجي الكوميديا في السينما المصرية، يتبادر إلي الذهن سريعا بعد فطين عبد الوهاب إسم المخرج محمد عبد العزيز الذي أصبح علامة كبيرة من علامات الكوميديا الراقية وذلك من خلال رصيد كبير من الأفلام وصل الي 67 فيلما و3 مسرحيات اضافة الي 20 مسلسل ، لذلك لم يكن غريبا أن يختاره مهرجان الإسكندرية لتكريمه نظرا لعطائه ومشواره الطويل الذي ما زال مستمرا ومازالنا نتظر منه المزيد.

- بداية ، تم تكريمك قبل ذلك من مهرجان القاهرة برئاسة حسين فهمي ، فهل يقلل ذلك من فرحتك بالتكريم هذه المرة؟

علي العكس تماما، فتكرار التكريم يؤكد لأي فنان أن مسيرته الفنية والمجهود والإخلاص خلال مشواره الفني لم يذهب هباء ، وانه محل تقدير

- لماذا ربط كثير من النقاد بينك وبين فطين عبد الوهاب وشبهوك به خاصة في بداية مشوارك الفني، وهل اسعدك هذا التشبيه؟

فطين عبد الوهاب كان متربعا علي عرش الكوميدا الراقية ،بعد وفاته افتقدنا هذا النوع من الكوميدا لفترة طويلة ، وعندما قدمت افلاما كوميدية كان راي النقاد والمهتمين انني عوضت هذا الغياب ، وقد اسعدني هذا التشبية بالتأكيد، الا انني كنت حريص علي ان يكون لي اسلوبي الخاص ، وموضوعاتي الخاصة ، حيث كان فطين يقدم الكوميديا الاجتماعية التي تعتمد علي الصراع بين الرجل والمرأة ، اما أنا فحرصت علي تقديم قضايا مختلفة في افلامي مثل سيادة القانون واثار الانفتاح الاقتصادي وغيرها من القضايا

- قدمت في بداية مشوارك فيلمين تراجيدين هما صور ممنوعة و إمرأة من القاهرة ، الا انك قررت بعد ذلك الاتجاه الي الكوميديا فما هي اسباب هذا التحول؟

عندما كنت في المعهد كان عدد كبير من اساتذتي ومنهم المخرج الكبير حلمي حليم يؤكدون انني يجب ان أتجه الي إخراج الأفلام الكوميدية وساحقق نجاحا كبيرا في هذا المجال ، وعندما بدأت بتقيدم فيلمي صور ممنوعة و امراة من القاهرة لم يحققا اي نجاح جماهيري رغم الاشادة النقدية ، ثم طلبت مني ماجدة الخطيب إخراج عمل كوميدي معروض عليها، فتذكرت كلام اساتذتي وبالفعل اخرجت فيلم في الصيف لازم نحب ، الذي حقق نجاحا ساحقا فقررت بعدها تقديم افلام كوميدية

- كونت ثنائيا رائعا مع الفنان عادل امام حيث قدمتما معه 18 فيلما ، حدثنا عن هذه التجربة

بدأت علاقتي بعادل إمام في بداياته عندما كنت مخرجا مساعدا لمحمد سالم في في فيلم تليفزيوني وكان يبحث عن ممثل لتجسيد شخصية شاب صغير ورشحت له عادل امام وبالفعل شارك في الفيلم ونشأت بيننا صداقة قوية، وبعد نجاح فيلم دقة قلب اتصل بي وابدي اعجابه الشديد بالكوميدا التي اقدمها واتفقنا علي العمل سويا ، وبالفعل قدمنا فيلم جنس ناعم للكاتب الكبير علي الزرقاني ، وحقق نجاحا مدويا وكان الشرارة الاولي لانطلاق عادل امام، ونشأت بيننا كيميا خاصة مكنتنا من تقديم 18 فيلم حققوا جميعا نجاحا كبيرا

هل كان التعامل مع عادل امام في بداياته ، مختلفا عن التعامل معه بعد النجومية الكبيرة التي حققها ، خاصة ان المعروف عنه التدخل في جميع عناصر الفيلم؟

عادل إمام كان دائما ملتزم ويعرف جيدا دوره كممثل ولا يتدخل في عمل المخرج، الا ان نجوميته الكبيرة حملته مسئولية كبيرة، حيث اصبح مهتما بجميع العناصر ، وحدثت بيننا بعض الصدامات خاصة حول اختيار الممثلين في افلامنا الاخيرة سويا مثل عصابة حمادة وتوتو، الا ان هذا الخلاف كان ينتهي سريعا، بالنقاش فانا أؤمن بالنقاش مع الممثل اذا كان يمتلك ثقافة ووعي درامي مثل عادل امام او محمود ياسين او نور الشريف او مديحة كامل

- هل كانت هذه الخلافات سبب توقفكما عن العمل معا؟

الخلافات كانت تنتهي بسرعة ، الا ان السبب في توقفنا عن العمل معا هو اتجاهه نحو الافلام السياسية وابتعاده عن الافلام الكوميدية ، كما انني انشغلت بعد ذلك بافلام مختلفة ثم بالمسرح وبعد ذلك التليفزون

- من النادر ان يتجه مخرج سينمائي للاخراج المسرحي ، الا انك قدمت ثلاث مسرحيات ناجحة هي شارع محمد علي وبهلول في اسطنبول وعفروتو ، فكيف اتجهت الي المسرح؟

بعد تخرجي مباشرة عملت في ادارة خشبة المسرح بالتليفزيون وتكونت لدي دراية كبيرة بالاخراج المسرحي واختزنت هذه الخبرة، الا ان عرض علي اخراج مسرحية شارع محمد علي وقررت تقديمها بشكل مبهر يليق بعودة شيريهان بعد غياب طويل في هذه الفترة واستمر التحضير 11 شهرا، واعجبتني التجربة وقررتها بعد ذلك مرتين وكل مرة كانت ناجحة بشكل كبير

اتجهت بعد ذلك الي التلفزيون وقدمت 20 مسلسلا ، وتوقفت تماما عن الاخراج السينمائي ، ما اسباب ذلك؟

مع بداية التسعينات تغير حال السينما، وكان فيلم اسماعيلية رايح جاي هو بداية الانحدار في السينما المصرية ، حيث بدأ تقديم الكوميديا السطحية ثم تحولت الي الفارس الصريح بعد ذلك وصولا الي افلام البلطجة والرقص المتواصل وهي انواع لا تناسبني ولا يمكن ان اقدمها، كما ان منظومة العمل السينمائي اختلفت تماما،فاصبحت الغلبة للبطل الذي يفرض رأيه علي الجميع ، كما تحول الانتاج السينمائي الي نظام الاحتكار بعد صدور القانون المشبوه عام 93 الذي نص علي ان الا يقل راس مال الكيانات الانتاجية عن 200 مليون جنيه فاغلقت الكيانات الصغيرة ونشات كيانات كبيرة احتكرت السوق السينمائي من انتاج وتوزيع وعرض ، ولم تعد هناك اي مساحة لمن هو خارج هذه الكيانات وهو ما ساهم في تدمير صناعة السينما

- هل يعني هذا انك لن تقدم سينما مرة اخري؟

لا اعتقد ذلك في ظل الظروف الراهنة، الا انني حاليا اعكف علي قراءات عدد من سيناريوهات المسلسلاات لتقديم احدها في رمضان بعد القادم

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق