معرض القاهرة للدولى للكتاب يجمع الأسر تحت شعار "قراءة وفسحة وتكنولوجيا حديثة"

السبت، 05 فبراير 2022 11:00 م
معرض القاهرة للدولى للكتاب يجمع الأسر تحت شعار "قراءة وفسحة وتكنولوجيا حديثة"
محمد أبو ليلة

ظهور شخصية الأديب يحيى حقى بتقنية الهولوجرام تجذب الشباب.. وأقبال على مشروع الكتاب الرقمى 
5 توصيات لـ"انتصار الهوية" ابرزها الدعوة لعقد مؤتمر دولي يناقش علاقة الإرهاب بالخطاب الديني المتطرف.. وتحديث قواعد بيانات الجماعات الإرهابية
 
 
 
على مدار 10 أيام، حولت الأسر المصرية معرض القاهرة الدولى للكتاب في دورته الـ53 من مجرد سوق كبير لشراء الكتب، إلى "فسحة" تجتمع فيها الأسرة للاستمتاع بالأجواء المبهجة التى يوفرها المعرض لزواره، من مسارح موسيقية وعروض ترفيهية للسيرك والاستعراضات الشعبية، وكان لافتاً الأقبال الشديد من المصريين بمختلف انتماءاتهم الفكرية والفئات العمرية، وهو ما يؤكد التقرير الذى سبق ونشرته صحيفة إندبندنت البريطانية، حينما حلت مصر في المركز الخامس عالميا في معدلات القراءة، حيث يقرأ المصريين في الأسبوع 700 مليون ساعة.
 
وقال الدكتور هيثم الحاج علي، رئيس الهيئة العامة للكتاب أن "الشعب المصرى يقرأ أكثر من دول أوروبية كنا نعتقد أنهم يقرأون كثيرا، لكن في الحقيقة تظهر لديهم عادة القراءة في المواصلات، وهو ما لا نفعله، والأهم أننا لدينا جيل من الشباب يقرأ ويكتب بقوة.. عندنا شباب عملوا ماكينة قراءة قوية"، موضحاً أن متوسط عدد الزائرين في تزايد مستمر.
 
ورغم انخفاض درجات الحرارة وسقوط الأمطار في بعض الأيام، الا ان الحضور المصرى للمعرض يشهد تزايد، فعلى سبيل المثال رصدت الأرقام زيارة 70 ألف زائر، في اليوم الثانى للمعرض، كان الأطفال والشباب أكثرهم بنسبة وصلت إلى 75%، وفى اليوم الثالث وصل الزائرين إلى 50 ألف، وفى اليوم الخامس ارتفع الزوار إلى 127 ألف زائر.
 
وتصف الأسر المصرية أجواء معرض القاهرة الدولى للكتاب، بأنه ملتقى للبهجة، ففى كل ركن من أركان المعرض تجد مظهر من مظاهر السعادة، الأطفال يلعبون ويتثقفون، وفى معرض كتاب الطفل الذى تم تخصيص قاعة كاملة له كل وسائل التعلم والتثقيف والترفيه مجتمعة، وكأنه قاعدة لبناء وتأسيس جيل جديد وعى بعيد عن طريقة الحفظ والتلقين.
 
وبأحدث التقنيات التكنولوجية الحديثة، ظهر معرض الكتاب فى دورته الجديدة، بتقنية الرقمنة والتحول التكنولوجى فضلاً عن تقنيات حديثة م استخدامها كوسيلة لاتصال الأجيال، فأجيال كاملة لم تستطيع حضور الكاتب الكبير يحيى حقى "شخصية العام" فى الدورة الحالية من معرض الكتاب، لكنها في المعرض استطاعت مشاهدته والاستماع إلى أفكاره من خلال تقنية الهولوجرام، بعدما مكن المعرض الزوار أن يجروا حوارا مع "حقى" بعد 30 عاما على رحيله، حيث يظهر الكاتب الكبير يحيى حقي، جالسا بتقنية الهولجرام ليجيب بصوته على أسئلة جمهور المعرض ضمن الاحتفاء بالكاتب الراحل كشخصية المعرض، حيث يجيب على 10 أسئلة من خلال الضغط على زر شاشة إلكترونية تضم أسئلة عن كتابات يحيى حقي، وما الذى يضحك الأديب يحيى حقي، وهل يوجد فى مصر أدب فكاهة، وهل العامية لهجة أم لغة، وإلى أى جيل من الأجيال ينتمى، ولماذا استهوت الباحثين الغربيين رواية قنديل أم هاشم، وما الذى يضايقك عندما تذهب للدكتور؟.
 
الدورة الثالثة والخمسين من معرض القاهرة الدولى للكتاب التى تقام للعام الرابع على التوالى بمركز مصر للمعارض الدولية بعد نقله من مقره التاريخي بأرض المعارض بمدينة نصر، وتحت شعار "هوية مصر.. الثقافة وسؤال المستقبل" جاءت معبرة تماما عن الهوية المصرية والتركيبة الحضارية الفريدة التى تمتاز بها المحروسة، ليس هذا بالشعار أو الإصدارات فقط، ولكن بالحالة التى ظهر بها المعرض هذا العام، وقالت الدكتورة إيناس عبد الدايم، أن اختيار "الهوية" كشعار للدورة الـ53 يأتى فى إطار خطة الدولة المصرية للتنمية المستدامة "رؤية مصر 2030"، التى يمثل بناء الإنسان أحد محاورها، وتعمل عليه الوزارة في إطار توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، حينما أعلن أن مصر الفرعونية القبطية العربية الإسلامية ترتبط بحدود آسيوية وإفريقية وأوروبية.
 
وأشارت الدكتورة إيناس إن شعار الهوية يؤكد أن الشعوب التي تعرف هويتها هي القادرة على بناء حاضرها ومستقبلها، وأن وزارة الثقافة تنفذ العديد من المشروعات والمبادرات التي من شأنها الحفاظ على الهوية المصرية؛ منها ما تم إطلاقه بالفعل مثل مشروع "عاش هنا"، و"حكاية شارع"، و"حكاية مدينة"، ومشروع "أهل مصر لدمج أبناء المناطق الحدودية مع أبناء القاهرة"، والمبادرة الرئاسية "صنايعية مصر" لتدريب وخلق جيل جديد من الحرفيين الذين يمثلون جزء أصيل في الحفاظ على الهوية المصرية.
 
وأكدت وزيرة الثقافة أن الرهان على جمهور معرض الكتاب كان دومًا رابحًا منذ قرار نقل المعرض من أرض المعارض في مدينة نصر، إلى مركز مصر للمعارض والمؤتمرات بالتجمع الخامس، مشيدة بحجم الإقبال المضاعف على صالات وأروقة المعرض خلال الدورة الحالية، ومعتبرة أنها كان يمكن أن تكون أكبر لولا الجائحة وموجة الطقس السيئ، مشددة على أن الثقافة تعد أحد أذرع الدبلوماسية المصرية وقوتها الناعمة في الوصول إلى شعوب العالم، وتعكسه مظاهر استقبال الفرق المصرية في المحافل العالمية.
 
وخلال جلسات المعرض، تم عقد مؤتمر "انتصار الهوية.. دراسة وتوثيق جرائم الإخوان" وتضمنت توصياته الدعوة إلى مؤتمر دولي تستضيفه مصر يناقش علاقة الإرهاب بالخطاب الديني المتطرف في كل الديانات، تحديث قواعد البيانات الخاصة المرتبطة بالجماعات المتطرفة وأفكارها، تأسيس متحف قومي لتوثيق وعرض جرائم جماعة الإخوان المتطرفة تنبثق منه معارض تنتشر في ربوع مصر للتوعية بجرائم الجماعات المتطرفة، دعوة الباحثين والمفكرين من الدول العربية للمشاركة في النسخة القادمة من المؤتمر، إطلاق الجهات المنظمة مشروعا بحثيا لاختيار أفضل كتب مخطوطة في الدراسات المتعلقة بالجماعات المتطرفة وأفكارها يتم الاعلان عن شروطه وتفاصيله خلال مارس المقبل.
 
وقدم المركز القومى لثقافة الطفل مجموعة متنوعة من الأنشطة الثقافية والفنية بجناح الطفل ضمن أنشطة المعرض، بدأت بحفل توقيع كتاب "آسر يتحدى غروره" للكاتب والناقد الأدبى مصطفى غنايم، رسوم الفنان جلال الدين جمال وأدار اللقاء السيناريست وليد كمال، وقد تفاعل الأطفال مع القصة التي تدور حول رفض فكرة تبرير الهزائم المتكررة والتمثيل المشرف، وعدم الاعتراف بالخطأ، كما تدعو الطفل إلى التحدى وقهر الغرور وأن يأخذ بالأسباب دائمًا، وأن يترك التراخى بل تحفيزه على السعى، الدائم للتفوق وتحقيق الفوز المشرف، ولاقت الورشة تفاعلا كبيرًا من الأطفال حيث أدار الكاتب حوارًا معهم حول فكرة العمل ومدى وصول رسالته وما تضمنه من مفاهيم كالغرور وكيف يمكن للإنسان أن يتحداه ويقهره لتحقيق الفوز المشرف وألا يبرر الإنسان خسارته بدعوى الهزيمة المشرفة وأن يعترف بأخطائه ويقدر قيمة المنافس وان يتحلى بالثقة بالنفس الممزوحة بالحذر، كما تفاعل الأطفال كذلك مع الرسام جلال الدين جمال الذى أخذ يعلم الأطفال كيفية رسم الشخصيات ومقاييس الرسم، وكذا نسب وجه الإنسان بالسنتيمترات مقارنة بجسمه إضافة إلى كيفية التعبير بالصورة عن الانفعالات حيث تناول ذلك بشكل عملى على قصة (آسر يتحدى غروره). 
 
كما استطاع أطفال قادرون باختلاف ضمن فريق برنامج إدراك لذوى الهمم بمتحف الطفل لفت انتباه زوار الصالة رقم 5 المقام فيها ورش عمل المتحف بما حققوه من تفوق فى ألعاب الذكاء التى تهدف إلى تنمية إدراكهم الفكرى والحسى، وتضمن برنامج إدراك لذوى الهمم العديد من الفعاليات من بينها الرعاية الذاتية، مهارات التدريب الذهنى والتركيز، المهارات الاجتماعية، مهارات الإعداد التأهيلى، المهارات المعرفية، المهارات الفنية، المهارات التواصلية، مهارات الإدراك والنمو الحسى والمهارات السلوكية التهذيبية.
 
بدأ معرض القاهرة الدولي للكتاب استقبال زواره منذ الجمعة الماضي الـ 28 من يناير في دورته الـ 53، بعدد كبير من الفعاليات الثقافية، ضمن البرنامج الثقافى والفنى للمعرض، وحتى اليوم  الثاني من فعاليات المعرض فقط كان عدد الحاضرين أكثر من 91 ألف زائر، كانت الأسر المصرية حاضرة برفقة أبنائها الصغار، إلى جانب حضور الشباب من مختلف الأعمار، في مشهد حضارى عكس اهتمام الأسر والشباب بالقراءة، وحجم الإقبال الذى من المتوقع أن يزيد عن حجم الإقبال فى اليوم الأول.
 
وداخل المعرض، يبحث كل زائر عن ضالته من الكتب المفضلة كل عام، لكن على مدار التاريخ الفكرى وخاصة فى العصر الحديث، كانت هناك العديد من الأعمال الادبية التى أثارت الجدل التي تُباع الان في معرض القاهرة الدولي للكتاب، وسببت لأصحابها العديد من الأزمات، ولم تسلم روايات أديب نوبل العالمي نجيب محفوظ من هذه الحالة من الجدل، فغالبية رواياته متواجدة داخل أجنحة دور النشر المختلفة، لكن عدد من هذه الروايات أثارت جدلاً كبيراً فور نشرها أول مرة، بل والبعض منها امتد الجدل حول حتى سنوات قليلة، وكانت رواية "اولاد حارتنا" هي الأكثر جدلا لأديب نوبل، والتى تسببت فى تعرضه للاغتيال مطلع التسعينيات من القرن الماضى، وتسبب موضوعها الذى يعتقد أنه تناول فيها الأنبياء والذات الآلهية، جدلاً واسعاً لا يزال صداه مستمرا إلى اليوم، تباع بجناح دار الشروق للنشر، وهناك بعض النسخ القديمة بسور الأزبكية.
 
وأيضاً من بين الكتب التي تعرضت لجدل واسع خلال معارض الكتاب المختلفة في القاهرة كانت كُتب الراحل الدكتور نصر حامد أبو زيد، فلديه عدة إصدارات مهمة تسبب الكثير منها فى حالة من الجدل وقت صدورها منها "الاتجاه العقلى فى التفسير (دراسة فى قضية المجاز فى القرآن عند المعتزلة) وكانت رسالته للماجستير"، وأيضاً فلسفة التأويل (دراسة فى تأويل القرآن عند محيى الدين بن عربي) وكانت رسالته للدكتوراه، فى كلية الآداب جامعة القاهرة قسم اللغة العربية، مفهوم النص دراسة فى علوم القرآن.
 
أيضاً أعمال المفكر الفارسى ابن الراوندى، المعروف بتشكيكه بالإسلام وناقد للدين بشكل عام، واحدة من أكثر الأعمال التى تقدمها دار منشورات الجمل فى سنوات سابقة، لكن تلك الإصدارات ليس لها وجود سواء فى الدار سالفة الذكر التى ارتكزت إصداراتها على كتب الأدب، ولا يوجد منها فى سور الأزبكية.
ويشارك فى معرض القاهرة للكتاب هذا العام 1063 ناشرًا مصريًا وعربيًا وأجنبيًا وتوكيلا من 51 دولة تم توزيعهم على 5 قاعات للعرض، ويبلغ عدد الأجنحة 879 جناحًا، فيما يبلغ عدد الناشرين المصريين (نشر عام) 292 دار نشر، وعدد الناشرين المصريين (كتاب أجنبي) 43 ناشرًا، وعدد الناشرين المصريين (كتاب الأطفال، ووسائل تعليمية، وكتاب تعليمى مدرسي) 89 دار نشر، وعدد الناشرين المصريين (كتاب إسلامى وتراث) 97 دار نشر، وعدد مكتبات سور الأزبكية 49 مكتبة، وعدد الناشرين المصريين (كتاب أكاديمي) 49 ناشرًا، وعدد الناشرين العرب 298 ناشرًا عربيًا، وعدد الناشرين (كتاب صوتي) كتاب واحد، وعدد المشاركين من ذوى القدرات الخاصة 2، وعدد المؤسسات الصحفية 7 مؤسسات، وعدد التوكيلات 95 توكيلا مصريًا و45 توكيلا عربيًا. 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة