المطلوب رقم 1 في العالم.. غارة أمريكية تنهي حياة أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة

الثلاثاء، 02 أغسطس 2022 12:31 م
المطلوب رقم 1 في العالم.. غارة أمريكية تنهي حياة أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة
أيمن الظواهري
ريهام عاطف

سنوات غاب فيها الحديث عن زعيم تنظيم القاعدة ، ليعود اليوم أسم أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة ليتصدر المشهد ويحتل صداره مؤشرات البحث جوجل بعد الأعلان عن مقتلة في غارة نفذتها المخابرات الأمريكية على مبنى سكني في العاصمة الأفغانية كابول نجحت خلالها في القضاء على المطلوب رقم 1 في العالم، والذي خصصت له الولايات المتحدة الأمريكية أكبر مكافأة لمن يساعد في القبض عليه بلغت 25 مليون دولار أمريكي.
وقد خلف الظواهري في زعامة تنظيم القاعدة أسامة بن لادن الذي قتل أيضا في عهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما .
وكان زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري قد ظهر عام 2021 في الذكرى العشرين لهجمات 11 سبتمبر في فيديو طرح خلاله مواضيع عدة ليثبت أنه لازال على قيد الحياة بعد شائعات عن وفاته ، منها مهاجمة قواعد روسية في سوريا كما أكد انه  لن يتم تهويد القدس.
الظواهري
الظواهري
تفاصيل الغارة الأمريكية 
كانت الغارة الأمريكية التي تم تنفيذها بطائرة بدون طيار والتي قتلت زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري في العاصمة الأفغانية كابول، الأحد الماضي، كانت نتاج شهور من التخطيط السري للغاية من قبل الرئيس الأمريكي جو بايدن ودائرة ضيقة من كبار مستشاريه، الذين قاموا ببناء نموذج مصغر للمنزل الذي تواجد فيه الظواهري.
وبحسب مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية كشف عن تفاصيل العملية وكيف تم التخطيط لها قال أنه تم إطلاع الرئيس الأمريكي لأول مرة في أبريل الماضي على وجود الظواهري في منزل آمن في كابول، وكان المسؤولون الأمريكيون على علم بشبكة تدعم الزعيم الإرهابي في العاصمة الأفغانية منذ شهور، وقد تعرفوا على زوجته وابنته وأطفالها، من خلال مصادر متعددة للاستخبارات.
بايدن
بايدن
مشيرا إلي أن الظواهري لم يغادر المكان بعد وصوله هذا العام، و مع مرور الوقت ، بدأ المسؤولون الأمريكيون في تحليل المعلومات بشأن المنزل وهيكله بما في ذلك خروج الظواهري بشكل دوري إلى شرفة المنزل لفترات طويلة، مع التركيز على تطوير عملية للقضاء على الهدف الإرهابي رقم 1 في العالم دون المساس بسلامة المبنى.
وأضاف المصدر أنه كان على رأس أولويات بايدن وأعضاء فريقه تجنب مقتل المدنيين، بما في ذلك أفراد عائلة الظواهري الذين كانوا يعيشون في المبنى، مشيرا إلى أن وجود المنزل في وسط مدينة كابول كان يمثل تحديا. 
وأستطرد قائلا إن المسؤولين كانوا مدركين لتخطيطهم والمعلومات التي يجب أن تكون صحيحة قبل تقديم أي خيارات إلى بايدن، وكانوا حذرين للغاية من تسرب المعلومات ومن ثم تم إبلاغ "مجموعة صغيرة جدًا ومختارة" في مجموعة متفرقة من الوكالات الأمنية الرئيسية بالخطط.
الظواهري وبن لادن
الظواهري وبن لادن
وخلال الشهرين الماضيين  كان بايدن على إطلاع دائم بالتطورات، وفي بداية يوليو، جمع كبار مسؤولي الأمن القومي في غرفة العمليات بالبيت الأبيض لتلقي إحاطة بشأن العملية المقترحة، وجلس حول الطاولة مدير وكالة الاستخبارات المركزية ويليام بيرنز، ومديرة المخابرات الوطنية أفريل هينز، ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان ونائبه جون فينر، ومستشارة الأمن الداخلي إليزابيث شيروود راندال.
وقال المسؤول الأمريكي إن بايدن كان "منخرطا بعمق في المعلومات الاستخبارية، ووجه أسئلة مفصلة حول ما عرفناه وكيف عرفناه".
نموذج مصغر لمنزل الظواهري
وأضاف المسئول الأمريكي أنه كان من الأمور ذات الأهمية الخاصة خلال أجتماع بايدن بالمسئولين الامريكيين هو نموذج مصغر لمنزل الظواهري الذي بناه مسؤولو المخابرات ونقلوه إلى البيت الأبيض ليقوم الرئيس بفحصه، وقال المسؤول إن بايدن تساءل كيف تساءل عن تفاصيل متعلقة بالعملية منها ضوء الشمس ونوعية مواد البناء وأي تأثير للطقس على العملية.
وقال المسؤول إن بايدن ركز بشكل خاص على ضمان أن كل خطوة قد تم اتخاذها لضمان أن العملية ستقلل من خطروقوع إصابات في صفوف المدنيين.
وطلب بايدن من فريقه مزيدًا من المعلومات حول خطط المبنى وكيف يمكن أن تؤثر الضربة عليه، وسافر إلى كامب ديفيد في وقت لاحق من بعد ظهر ذلك اليوم، فيما ظل فريقه متأخرا، حيث اجتمع عدة مرات في غرفة العمليات خلال الأسابيع التالية لإكمال التخطيط والإجابة على أسئلة الرئيس الأمريكي والتأكد من أنهم اتخذوا كل الإجراءات لتقليل المخاطرحتي الأجراءات القانونية.
الظواهري بأفغانستان
الظواهري بأفغانستان
وخلال تواجد الرئيس الامريكي بايدن بالعزل الصحي بالبيت الأبيض في 25 يوليو، إثر إصابته بفيروس كورونا المستجد، تلقى بايدن من فريقه إحاطة أخيرة، وقال المسؤول إنه تسائل عن أي خيارات إضافية يمكن أن تقلل من الخسائر في صفوف المدنيين، ودار حول أعضاء فريقه، واستفسر عن رأي كل مسؤول، وفي النهاية، أذن بتنفيذ "ضربة جوية دقيقة للقضاء على الهدف".
وبعد 5 أيام، أُطلق صاروخان من طراز "هيل فاير" على شرفة المنزل الآمن في كابول، وأكدت "مصادر متعددة من الاستخبارات" مقتل الظواهري، وقال المسؤول إن أفراد عائلته، الذين كانوا في أماكن أخرى من المنزل، لم يصابوا بأذى. وتابع أنه تم إبلاغ بايدن، الذي كان لا يزال في العزل الصحي، بوقت بدء العملية ومتى انتهت.
وجاءت تصريحات المسئول العسكري ليكشف عن إن شخصيات بارزة من حركة "حقاني" كانت على علم بوجود الظواهري في المنطقة في "انتهاك واضح لاتفاق الدوحة"، بل واتخذت خطوات لإخفاء وجوده بعد الضربة الناجحة، وتقييد الوصول إلى المنزل الآمن ونقل أفراد من عائلة الظواهري، بما في ذلك ابنته وأطفالها، الذين ظلوا سالمين.
وأوضح المسؤول أن الولايات المتحدة لم تنبه مسؤولي طالبان قبل الغارة، وبعد الضغط عليه، رفض المسؤول الإفصاح عما إذا كانت هناك معلومات استخباراتية تورط الاستخبارات الباكستانية في المساعدة في إخفاء الظواهري.
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية عرضت مكافأة تصل إلى 25 مليون دولار للحصول على معلومات تؤدي مباشرة إلى إلقاء القبض على الظواهري الذي أشار تقرير للأمم المتحدة في يونيو 2021 إلى أنه كان موجودا في مكان ما في المنطقة الحدودية لأفغانستان وباكستان، وأنه ربما كان ضعيفا للغاية.
من هو أيمن الظواهري
يعد زعيم تنظيم القاعدة ايمن الظواهري المطلوب رقم 1 في العالم والذي عملت الولايات المتحدة الأمريكية علي القضاء عليه لأكثر من مرة حتي تم القضاء عليه في غارة أمريكية تم تنفيذها عبر طائرة مسيرة، دون وقوع ضحايا من المدنيين،لتنهي بذلك أسطورة الظواهري الذي يبلغ من العمر71 عاما.
ايمن الظواهري
ايمن الظواهري
ولد زعيم تنظيم القاعدة  أيمن الظواهري  ، في مصر، يوم 19 يونيو 1951، وسط أسرة كانت تصنف ضمن الطبقة المتوسطة، لأبوين من أسرتين مرموقتين ، وقد بدأت عليه علامات التشدد منذ صغر سنه ، فأسس وهو ابن الخامسة عشرة جماعة راهنت على إسقاط الدولة بذريعة إنشاء "حكم إسلامي".
ورغم ميولة المتطرفة ، تابع الظواهري  دراسته، فالتحق بجامعة القاهرة، حيث درس الطب واختص في الجراحة، بينما كان حريصا على مواصلة أنشطته السرية.
ليتخرج الظواهري في سنة 1974، ثم خدم ثلاث سنوات بمثابة طبيب، وبين عامي 1980 و1981، عمل في مجال الإغاثة مع منظمة الهلال الأحمر ببيشاور الباكستانية، حيث عالج المصابين  الذين جرحوا في حرب أفغانستان.
وخلال وجوده بباكستان، استطاع الظواهري أن يعبر الحدود نحو أفغانستان في أكثر من مناسبة وكان شاهدا على ما يدور في ساحة الحرب.
ولدى عوده الظواهري إلى مصر، كان من بين من اعتقلتهم السلطات المصرية على خلفية اغتيال الرئيس المصري، أنور السادات، في سنة 1981 ، حيث أدين الظواهري وقتئذ بالحيازة غير القانونية للسلاح وحكم عليه بثلاث سنوات من السجن، وفي 1984، أطلق سراحه، ومكث لفترة ثم غادر إلى باكستان، وبعدها إلى أفغانستان.
ليصبح الظواهري قريبا من أسامة بن لادن الذي كان في أفغانستان لدعم من يقاتلون الاتحاد السوفياتي، وفي سنة 1988، شهد على تأسيس تنظيم القاعدة.
مقتل ايمن الظواهري
مقتل ايمن الظواهري
وفي بداية التسعينيات، وقف الظواهري وراء تأسيس ما عرف بـ"جماعة الجهاد الإسلامي المصرية"، التي وضعت نصب عينيها اغتيال مسؤولين مصريين، حتى أنها رتبت هجوما على سفارة مصر في باكستان.
وعندما غادر أسامة بن لادن إلى السودان، في 1992،لحق به الظواهري إلى هناك، لكن الخرطوم اضطرت إلى طرد العنصرين الخطيرين تحت ضغط من المجتمع الدولي.
وبمرور الوقت أصبح الظواهري بمثابة المتحدث باسم القاعدة، فكان الناطق الذي أبدى الموقف من الغزو الأميركي للعراق في سنة 2003.
وفي  سنة 2011 بعد مقتل أسامة بن لادن في عملية بباكستان ، تولى الظواهري زعامة المتشددين، فيما كانت السلطات الأميركية تعرض مكافأة سخية من 25 مليون دولار لكل من يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض عليه.
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق