فيريرا تفوق على نفسه.. مدرب الطوارئ جعل الدوري في حالة طوارئ

السبت، 06 أغسطس 2022 10:00 م
فيريرا تفوق على نفسه.. مدرب الطوارئ جعل الدوري في حالة طوارئ
إسلام ناجى

- فيريرا يتفوق على نفسه ويزاحم جوزيه على لقب الأفضل في تاريخ مدربي الأندية المصرية 

- البرتغالى انتشل الزمالك من عثراته ووفر له أموالاً طائلة بالاعتماد على الشباب.. لم يقف طويلاً أمام تمرد الكبار وجعل الملكي بمن حضر 
 
عاد البروفسير البرتغالي جيسوالدو فيريرا لتدريب الفريق الأول لكرة القدم بنادي الزمالك في توقيت حرج، ووقت طارئ في منتصف الموسم الجاري من الدوري المصري الممتاز بعد رحيل الديك الفرنسي باتريك كارتيرون، لكنه سريعاً استطاع أن يمسك بزمام أمور الفريق ويقلب الدوري المصري رأساً على عقب، ويجعل الجميع يشعرون بالرعب من ملاقاته.
 
قبل التطرق إلى النتائج التي حققها البروفسير فيريرا يجب التنويه إلى المشاكل التي كانت تواجه نادي الزمالك قبل قدومه، سواء على مستوى النتائج المتردية وخسارة النقاط المتتالية، أو على مستوى المشاكل الداخلية للفريق بتمرد بعض الكبار كطارق حامد ومحمد أبو جبل وبن شرقي ورحيل بعض اللاعبين المميزين في الفريق للاحتراف الخارجي كمصطفى محمد ومصطفى فتحي وفرجاني ساسي.
 
ما حققه فيريرا يشبه المعجزة الكروية، ففريق يخسر قوامه الرئيسي ويقرر الاعتماد على الناشئين الذين يشاركون لأول في الدوري المصري، وبين لحظة وضحاها يتحولون لنجوم صف أول بفضل خبير يقف على الخط وقادر على ترويضهم وجعلهم ينفذون تعليماته كما هي دون زيادة أو نقصان.
 
تفوق فيريرا جاء على الكبار في الدوري المصري بما فيهم النادي الأهلي الذي واجهه مرتين بعد العودة، تعادل في الأولى بفريق كان قوامه الرئيسي كله من الشباب، وكسب الثانية بجدارة مستحقة، وكان بإمكانه أن يحقق نتيجة تاريخية لولا الدفعة التي استمدها لاعبو الأهلي من فانلتهم التي يرتدونها، وإحرازهم لهدف حفظ ماء الوجه في الشوط الثاني.
 
لك أن تتخيل أنه بعد هذه المباراة خرج العجوز الماكر ليعتذر لجماهير النادي عن خطأ ارتكبه في بعض التبديلات، ويقرر أنه لولا هذه الأخطاء لكان بإمكان النادي أن يحقق نتيجة أكبر.
 
أداء فيريرا في التدريب وحديثه مع اللاعبين قبل المباريات وشحنهم معنوياً وتجهيزهم نفسياً على كل مباراة بشكل مختلف عن ما يسبقها وما يلحق بها، ذكر الجميع بالداهية البرتغالي أيضاً مانويل جوزيه الذي يعد الأفضل في تاريخ الدوري المصري بالأرقام، وما كان يفعله مع الشياطين الحمر، فالرجل لم يكن يكتفي بأي غلة من الأهداف في شباك الفريق المنافس.
 
قاد البرتغالي الفريق في أول مباراة له بتاريخ السادس من أبريل للعام الحالي، وقبل أن يتولى المسئولية كان قد حصد الأهلي 28 نقطة من 10 مباريات، وحصد بيراميدز 26 نقطة من 11 مباراة، وحصد الزمالك 25 نقطة من 11 مباراة، وكان الأقوى هجوميًّا ودفاعيًّا الأهلي حيث برصيد 30 هدف سجلهم في 10 مباريات، واستقبلت شباكه 8 أهداف فقط كأقل الفرق استقبالاً للأهداف خلال أقل عدد من المباريات، يأتي بعده بيراميدز الذي سجل 20 هدف، واستقبلت شباكه 8 أهداف فقط هو الآخر، وكان في المركز الثالث الزمالك، الذي سجل 22 هدف، واستقبلت شباكه 12 هدف وهو الأضعف دفاعيًّا من بين الفرق الثلاث.
 
قبل فيريرا كان الأهلي قد فاز بـ9 مباريات وتعادل وحيد، ولم يخسر، وفاز بيراميدز بـ8 مباريات وتعادل مبارتان، وخسر مباراة واحدة، أما الزمالك فحقق 8 مباريات فوز، وخسر مبارتان، وتعادل مباراة واحدة.
 
هذا ما قبل قدوم الداهية البرتغالي، أما بعده فتغير الحال تماماً، فأصبح الزمالك في المركز الأول بفارق 5 نقاط عن الأهلي حتى بعد فوزه بكل مبارياته ومؤجلاته حال فوز الزمالك بما يتبقى من مباريات، وخلفه بيراميدز وخلفهم الأهلي المتعثر منذ فترة ليست قصيرة.
 
لم ينجح نادي الزمالك في بداية الأمر، حينما كان يعتمد على مدربين لم يتمكنوا من تخطي الأزمات الفنية والعقبات، الأمر الذي دفع إدارة القلعة البيضاء، للتعاقد مع البرتغالي جيسفالدو فيريرا، وبالفعل عندما جاء فيريرا تغيرت معه العديد من الأمور المهمة، ونجح في إعادة الفريق إلى الطريق الصحيح، بعد فترة من التخبطات والأزمات الفنية وأيضًا النتائج غير المُرضية.
 
ما حققه فيريرا للزمالك لا يمكن حصره في النطاق الكروي والفني فقط، فالرجل وفر للنادي أموال طائلة بتصعيده مجموعة من الشباب الذين يمكن الاعتماد عليهم بدلاً من استقدام أجانب يكبدون خزينة النادي أموالاً طائلة، فأصبح الفريق يعتمد بشكل أساسي على كل من يوسف أسامة نبيه وسيف فاروق جعفر وحسام عبد المجيد وأحمد سيد نيمار، فضلاً عن التطور الملحوظ في مستوى كل من إمام عاشور لاعب خط الوسط، وأحمد سيد زيزو على يد فيريرا، وخاصة أن الأخير أصبح هداف الدوري المصري، بل وأفضل لاعبيه على الإطلاق، ويعيش حالة من التوهج الفني تبشر بقدرته على حمل لواء تمثيل منتخب مصر والاعتماد عليه بشكل أساسي في أي من المناسبات المقبلة.
 
وسبق لفيريرا تدريب الفريق الأبيض، حيث قاد الفريق الأبيض فى ولاية سابقة عام 2015، ولكنه ارتبط فيها بلاعبي وجماهير القلعة البيضاء.
بدأ فيريرا مشواره مع الزمالك بمواجهة الداخلية فى بطولة الدوري الممتاز يوم 30/3/2015 وفاز الزمالك 2/0 ، وآخر مباراة قادها فيريرا كانت بتاريخ 15/10/2015 أمام الأهلى بالسوبر المحلى وخسرها الزمالك 2/3.
 
فى ولايته الأولي خلال تلك الفترة، لعب الزمالك معه 36 مباراة، فاز في 26 وتعادل في 4، وخسر 6، سجل الزمالك 68 هدفًا، واستقبلت شباكه، 26 هدفًا.
قاد فيريرا الزمالك للتتويج بالدوري والكأس، فيما خسر السوبر المحلى أمام الأهلي، وتوقفت مسيرة الزمالك الإفريقية تحت قيادته بالهزيمة أمام النجم الساحلي، بنصف نهائي الكونفدرالية.
 
المنتخب مستفيد 
 
ما يقدمه الزمالك تحت قيادة فيريرا يصب في صالح المنتخب الأول، خاصة بعدما استطاع المدرب البرتغالى أن يعيد اكتشاف عدد من النجوم في اماكن جديدة، فضلاً عن منحه الثقة لعدد من اللاعبين الدوليين وإعادتهم إلى مستواهم المعهود، خاصة محمود حمدى الونش وأحمد سيد زيزو واحمد فتوح وامام عاشور، بالإضافة إلى الحارس «محمد عواد»، صاحب الكلين شيت في أخر 7 مباريات خاضها الزمالك، وكان له دور كبير في تحقيق القلعة البيضاء الفوز بعدد من المباريات، كما ان فيريرا باعتماده على عدد من اللاعبين صغار السن أمثال سيد عبد الله نيمار وحسام عبد المجيد ويوسف أسامه نبيه، وهو ما سيغزى قائمة الفراعنة بلاعبين قادرين على تقديم أداء قوى مع المنتخب خلال الفترة المقبلة، وهنا يعود الفضل لفيريرا الذى لم يقلب طاولة الدورى فقط، وإنما شكل الكرة المصرية بالكامل.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق