كليات المستقبل تزيح كليات القمة

السبت، 13 أغسطس 2022 07:49 م
كليات المستقبل تزيح كليات القمة

كليات الفضاء والذكاء الاصطناعي تحل محل هندسة وعلوم.. الكليات التقليدية خريجوها يواجهون صعوبات في الالتحاق بمجالات التحول الرقمي

 

في ظل تحول الجمهورية الجديدة بأسرها نحو رقمنة كافة أركان الدولة، كان لزاماً على الجامعات الخاصة والحكومية أن تضيف تخصصات جديدة، تحتاج إليها الدولة خلال الفترة الراهنة، ومحل جذب للطلاب وأولياء الأمور.

ومن هذا المنطلق توسعت الجامعات والكليات في إضافة تخصصات الذكاء الاصطناعي، ممما عد من العام الماضي نقطة تحول فاصلة في اتجاهات تنسيق الجامعات، ولا سيما في ظل توافر فرص عمل كبيرة ناتجة عن خطة الحكومة نحو التحول الرقمى وتنفيذ الاستراتيجية القومية للذكاء الاصطناعى.

كانت وزارتا التعليم العالى والاتصالات والتكنولوجيا أعدتا بناءً على تكليف رئاسى الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعى 2019 – 2024، والتى تعتمد على محورين أولهما يتمثل فى بناء القدرات وتحديد المهارات المطلوبة وتدريبها، بينما يستهدف المحور الثانى التركيز على التخصصات والتطبيقات التى تركز على استراتيجية الذكاء الاصطناعى ومنها مجال التشخيص والرعاية الصحية والزراعة عن بعد.

وحرصت الجامعات، خلال العام الدراسي الماضي، على إضافة تخصّصات علمية مستحدثة، الأمر الذي وصل إلى إنشاء كليات ببرامج مستحدثة، مثل كلية الذكاء الاصطناعي بجامعة كفر الشيخ، و«الملاحة وتكنولوجيا الفضاء» بجامعة بني سويف، حيث غيّرت مفهوم كليات القمة والقاع إلى كليات المستقبل، لأنها تؤهل الخريج لسوق العمل، ليست المحلية فقط، بل الدولية أيضاً.

الجمهورية الجديدة بحاجة ماسة إلى دخول عصر الفضاء، ولا سيما بعد إنشاء وكالة فضاء مصرية، واستضافة المقر الرئيسي لوكالة الفضاء الأفريقية، كل هذه الأمور تتطلب امتلاك علوم وتكنولوجيا الفضاء بإعداد كوادر بشرية مؤهلة دون الحاجة إلى إعادة تأهيل خريجي الهندسة والعلوم، الذين يعد حصولهم على فرص عمل في مجال الفضاء أمر ليس بهين، فهم يحتاجون إلى تأهيل من جديد، لذلك تم افتتاح كلية الملاحة وتكنولوجيا الفضاء.

أما كلية الذكاء الاصطناعي بجامعة كفر الشيخ، فتتضمن برنامجين، أولهما: عام، وهو الذكاء الاصطناعي، وثانيهما: مميز، هو الذكاء الاصطناعي الحيوي، حيث يتم تدريب الطالب، ثم تكليفه بتصميم «روبوت آلي» على المقرر الدراسي كنوع من التدريب، ولتأهيله لمشروع التخرج، ومن ثم سوق العمل، والدراسة تشمل اللغتين العربية والإنجليزية، وأغلبها بالإنجليزية، خاصة في البرنامج المميز، ولديها شراكات مختلفة مع كليات «الطب، الهندسة، الصيدلة، العلوم»، لدراسة بعض المقررات التي ترتبط بمجال التخصّص.

وهناك أيضاً الكلية المصرية الصينية للتكنولوجيا التطبيقية، التي تساعد في توفير فرص عمل للطلاب ‏فور ‏تخرجهم في المشروعات القومية للدولة، بالتعاون مع ‏الحكومة ‏الصينية.

وتم إنشاء هذه الكلية تماشيًا مع تخطيط القيادة السياسية بضرورة تعظيم دور التعليم التقني والتكنولوجي في خدمة الصناعة والاقتصاد القومي، والمساهمة في ‏تحقيق التنمية الشاملة، وربط التخصصات الموجودة بسوق العمل بشكل كلي: «الاتصالات‏، الميكاترونيكس، الإلكترونيات»، حيث تنفّذ الحكومة الصينية عدة مشروعات بمنطقة ‏السخنة، والتي تتيح فرصاً لتدريب الطلاب، ونجح عدد منهم في الحصول على ‏عروض للعمل، وتم اختيار بعضهم في السنة النهائية ‏لحضور تدريبات بالشركة حتى تسلم شهادة التخرج، وإنهاء إجراءات التعيين.‎

ومع ترقب طلاب الثانوية العامة لتنسيق الجامعات، لاختيار الكليات التي يرغبون في الالتحاق بها، ينصح بالتركيز على الكليات المعنية بوظائف المستقبل التي تحتاجها سوق العمل في السنوات المقبلة كمطورو البرمجيات، الذين يعملون على تطوير البرامج والمواقع، كما يقومون بالتحليل وتنفيذ أعمال صيانة في المنصات الرقمية، إلى جانب إتقانهم لغات البرمجة، وصناع المحتوى وهم مجموعة من الأفراد يكسبون أموالهم من إنتاج المحتوى على شبكة الإنترنت، ويطلق عليهم البعض اسم المؤثرون الرقميون، وهناك مهنة التسويق الرقمي التي أصبح الاعتماد عليها كبيرًا في ظل ما يشهده العالم من تطور كبير، كما أن المهنة دخلت عليها متطلبات كثيرة في ظل التطور التكنولوجي الكبير الذي يشهده العالم.

وهناك وظيفة محلل البيانات، الذي يعمل على تحليل المعلومات والبيانات في مجال معين، ويعتمد عدد كبير من الشركات والمؤسسات عليه بشكل كبير في ظل الكم الكبير من البيانات المتاحة.

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق