أنت تسأل ودار الإفتاء تجيب: للعلاقة بين الزوجين شروط.. وهذا حكم الزوجة التي تنشغل عن زوجها

الثلاثاء، 15 نوفمبر 2022 10:30 م
أنت تسأل ودار الإفتاء تجيب: للعلاقة بين الزوجين شروط.. وهذا حكم الزوجة التي تنشغل عن زوجها
منال القاضي

قالت دار الإفتاء إنه ينبغى على كل من الزوجين عند طلب ممارسة العلاقه الزوجية، أن يراعي كل منهما ظروف الآخر الخاصة وضرورة الحرص كل منهم على اختيار الوقت المناسب.  
 
وأوضحت دار الافتاء عبر صفحتها على فيسبوك، عن العلاقة الزوجية انه لا ينبغى أن يطلب الزوج من زوجته في حال المرض أو التعب أو مع شدة الغضب إلا إذا حصل الرضا، وعن طيب خاطر وتم الفرح والسرور موضحة بأن مرعاة نفسية الآخر تشعره بقيمته فى الحياة الزوجيه وبصفه عامة.
 
واستندت دار إلى قول رسول الله "ص": "إذا جامع احدكم أهلة فليصدقها ثم إذا قضى حاجته قبل أن تقضي حاجتها فلا يجعلها حتى تقضي حاجتها "  والمقصود هنا بقوله فإن سبقها"، في الإنزال وهى ذات شهوة "فلا يعجلها" أي فلا يحملها على أن تعجل فلا تقضي شهوتها بل يمهلها حتى تقضي وطرها كما قضي وطره فلا يتنىحى عنها حتى يتبين له منها قضاء إربها فإن ذلك من حسن المباشرة والاعفاف والمعاملة بمكارم الأخلاق والألطاف.                       
 
وأفادت بأن الزواج حقوق وواجبات مشتركة بين الزوجين، مشيرى إلى أن لكل من الزوجين حقوق على الآخر لذا ينبغى ألا ينشغل أحدهما بما له ويتناسي ما عليه من واجبات لما قال الله تعالى "ولهن مثل الذى عليهن بالمعروف" آية 228 من سورة البقرة؛ منوهة بأن هذا يعني أن للمرأة حق على زوجها، كما للرجل حق على زوجته، فيجب على الزوج تلبية احتياجات زوجته النفسية: كالاحتواء والاحترام والشعور بالأمان والمشاركة في الرأي.
 
وأضافت في تحديد ما هي حقوق الزوجين على بعضهما؟، أنه كذلك يجب على الزوج تلبية الاحتياجات المالية لزوجته من نفقة وكسوة وطعام وشراب وغيرها، وكذا الاحتياجات الاجتماعية، مثل السماح لها بزيارة والديها وأقاربها، كما يجب على المرأة أيضًا أن تراعي حقوق زوجها عليها، كالطاعة وحسن العشرة، وذلك حتى تستقيم الحياة بينهما وينعما بالاستقرار.
 
ولفتت إلى أن علاقة كل من الزوجين مع أهل الآخر المبنية على الإحسان والفضل تعود عليهما بالنجاح والسعادة، مؤكدة أنه ليس التعنت بين الزوجين من الدين في شيء، بل لا بد أن تُبنى العلاقة بينهما على التسامح والفضل، فمتى تعامل أحدكما مع والد زوجه أو والدته أو قريبه بما لا يليق، فإنه حتمًا سيؤذي مشاعره، وقد يدفعه ذلك إلى أن يعامل أقاربه بمثل هذا السوء أو أشد، ومن هنا يحصل الجفاء والنفرة، فالإحسان أساس العلاقة مع أهل الزوجين.
 
وأوضحت دار الإفتاء الحكم الشرعي في انشغال المرآه عن زوجها خلال إجابتها على سؤال يقول صاحبه: هل يجوز للمرأة أن تشتغل بالتعليم والتدريس والإفتاء؟
 
الجواب
سجل التاريخ الإسلامي مشاركة المرأة في العلم؛ فقد كان النساء يَحضُرن مجالس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويَتَعَلَّمن منه، حتى إنه خصهنّ بمجلس وحدهن؛ فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيّ رضي الله عنه: قَالَتِ النِّسَاءُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: غَلَبَنَا عَلَيْكَ الرِّجَالُ، فَاجْعَلْ لَنَا يَوْمًا مِنْ نَفْسِكَ، فَوَعَدَهُنَّ يَوْمًا لَقِيَهُنَّ فِيهِ، فَوَعَظَهُنَّ وَأَمَرَهُنَّ" رواه الشيخان -واللفظ للبخاري-. وكانت عائشة رضي الله تعالى عنها تُفتي المسلمين بحضرة الصحابة، ويُرجَع إليها في المعضلات.
 
قال الإمام ابن القيِّم في "إعلام الموقعين"  [وأما عائشة رضي الله عنها فكانت مُقَدَّمَةً في العلم والفرائض والأحكام والحلال والحرام، وكان مِن الآخذين عنها الذين لا يكادون يتجاوزون قولَها المتفقهين بها: القاسمُ بن محمد بن أبي بكر ابن أخيها، وعروة بن الزبير ابن أختها أسماء.
 
قال مسروق: لقد رأيت مشيخة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يسألونها عن الفرائض.
 
وقال عروة بن الزبير: ما جالست أحدًا قط كان أعلم بقضاء ولا بحديث بالجاهلية ولا أروى للشعر ولا أعلم بفريضة ولا طب- مِن عائشة رضي الله عنها] اهـ.
 
وقد سَجَّل التاريخ أيضًا مِن بعدها عددًا كبيرًا مِن النساء اشتغلن بالعلم وصِرنَ مِن المبَرَّزات في الحديث والفقه وغيرهما مِن علوم الشريعة، حتى إن جمعًا مِن الحفاظ الكبار والمحدثين قديمًا وحديثًا ذكروا في مشيختهم عددًا من الشيخات النساء العالمات ممن تلقوا عنهم العلم ورواية الحديث، منهم: الإمام مالك بن أنس وأحمد بن حنبل والسمعاني وابن عساكر وابن الجوزي وابن حزم وابن القيم والذهبي والمنذري وابن حجر العسقلاني.
 
ومن هؤلاء النسوة مَن لُقِّبَت بمُسنِدة الوقت، ومنهن مَن لُقِّبَت بمُسنِدة الدنيا، ومنهن مَن لُقِّبَت بمُسنِدة أصبهان، ومنهن مَن لُقِّبَت بمُسنِدة العراق، ومنهن مَن لُقِّبَت بمُسنِدة القاهرة، ومنهن مَن لُقِّبَت بمُسنِدة الشام. ومما سبق يُعلم الجواب عن السؤال.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق