المفاوض المصري سر النجاح.. ما تحقق في قمة المناخ شهادة دولية بقدرة مصر أن تقود وتفاوض

الأحد، 27 نوفمبر 2022 12:00 ص
المفاوض المصري سر النجاح.. ما تحقق في قمة المناخ شهادة دولية بقدرة مصر أن تقود وتفاوض

14 يوماً بالتمام والكمال، محصلة مؤتمر المناخ cop27 الذى لملم أوراقه فجر السبت الماضى، بعد مفاوضات ماراثونية كان المفاوض المصرى هو البطل.
 
قبل الانطلاق الرسمي للمؤتمر بالشق الرئاسي يومى 7و8 نوفمبر الجارى، كانت هناك شهور من التنسيق والإعداد سواء بين الرئاسة المصرية والبريطانية لمؤتمرات المناخ وبين الرئاسة المصرية للمؤتمر وجميع الدول والأطراف المشاركة أملا في الوصول لإجراءات تنفيذية خاصة بعد استنفاد جميع النقاشات المرتبطة باتفاقية باريس للمناخ.
 
قبل المؤتمر قالوا أنه سيكون مثل سابقه، مؤتمر إجرائى لا آمال أو توقعات من ورائه، لإن الخلاف كان المسيطر بين الدول الغنية والنامية، لكن مع افتتاح المؤتمر ودوران عجلة العمل بدأت التوقعات تزداد يوماً وراء الاخر، خاصة بعدما نجح المفاوض المصري في إدراج ملف تمويل الخسائر والأضرار على أجندة المؤتمر، وهو لم يكن سهلاً، فقد استغرقت المفاوضات اجتماعات ونقاشات، استطاعت مصر خلالها أن تقنع الدول المتقدمة بالتراجع عن موقفها السابق بطرح الأمر دون أن تكون هناك أي كلمة تشير إلى التعويض وأن يظل الأمر في إطار الإسهامات.
 
وبعد النجاح المصرى المبدئى قيل أن هذا هو نهاية الشوط، لكن لم تقف مصر عند هذا بل خاضت معركة جديدة بالنص على إنشاء صندوق مستقل لتمويل الخسائر والأضرار، ومواجهة كل الدعاوى الغربية بإن إنشاء الصندوق يحتاج وقتاً طويلاً، والأفضل وضع تمويل الخسائر تحت مظلة أي من صناديق مشروعات التكيف، لكن وقفت مصر وفى ظهرها الدول النامية (مجموعة 77+ الصين)، ودخلت في تفاوض مع الأمين العام للأمم المتحدة ليتولى زمام الأمور واقتراح مسودة تم إعدادها طوال الجمعة قبل الماضية وعرضها على الدول الأعضاء، لتنجح رئاسة المؤتمر في تحقيق توافق دولى بعد 30 عاما على إنشاء صندوق لتمويل الخسائر والأضرار للدول المتضررة من تبعات تغير المناخ.
ما تحقق في cop27 هو شهادة دولية على أن مصر تستطيع أن تقود وتفاوض، فالدولة المصرية لديها فكر واشخاص قادرين على تليين حديد الكلمات وتحويلها إلى صياغات مقبولة.. اشخاص حولوا التشاؤم والحذر إلى خطة عمل دولية ملزمة للجميع، في سيمفونية عمل رائعة قادتها الدولة المصرية داخل وخارج الغرف المغلقة.
 
ولعل مشهد وقوف حضور المؤتمر في الجلسة الختامية لرئيس المؤتمر سامح شكرى، هو رسالة شكر دولية لمصر برجالها وسياساتها، ورسالة تأكيد أن مصر قادرة على أن تقول للعالم أجمع "لا تيأسوا طالما توجد مصر".

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق