يوسف أيوب يكتب: قمتي القاهرة وأبو ظبي امتداد لخطاب التنصيب في 2014

الأحد، 22 يناير 2023 12:00 ص
يوسف أيوب يكتب: قمتي القاهرة وأبو ظبي امتداد لخطاب التنصيب في 2014

- الرئيس السيسى أول ما دعا إلى مراجعات شاملة لكافة أوجه واليات العمل العربى المشترك واتخاذ القرارات الكفيلة بتحقيق الامن العربى 
 
من القاهرة إلى أبو ظبى، كانت مصر حاضرة بقوة في ترتيبات إقليمية تستهدف تنسيق الرؤى من أجل تحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، وتعزيز آليات العمل العربى المشترك بما يسهم في تحقيق النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة على النحو الذي يخدم صالح الشعوب، وفى القلب بقيت القضية الفلسطينية في موقع الصدارة وسط هذه الترتيبات، وهى القضية التي تحمل لواءها دوماً الدولة المصرية، ورئيسها الرئيس عبد الفتاح السيسى أينما ذهب، مدافعاً عن حقوق الفلسطينين، ومطالباً بتحقيق السلام الشامل والعادل والدائم الذى يحقق للأشقاء مطالبهم المشروعة.
 
في القاهرة، وتحديداً الثلاثاء الماضى، استضاف الرئيس عبد الفتاح السيسى، العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، في قمة ثلاثية جاءت استكمالاً لمسيرة الدعم والمساندة التي تقدمها مصر للقضية الفلسطينية في مختلف مراحل التاريخ، حيث انتهت القمة إلى التأكيد على ضرورة الحفاظ على الحقوق الفلسطينية المشروعة، واستمرار الجهود المشتركة لتحقيق السلام الشامل والعادل والدائم على أساس حل الدولتين.
 
القمة الثلاثية المصرية الفلسطينية الأردنية، خرج عنها بيان مشترك أكد ضرورة الحفاظ على الحقوق الفلسطينية المشروعة واستمرار الجهود المشتركة للرئيس عبد الفتاح السيسي والفلسطيني محمود عباس والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، لتحقيق السلام الشامل والعادل والدائم على أساس حل الدولتين الذي يجسد الدولة الفلسطينية المستقلة وذات السيادة على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفق القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية.
 
وطالب القادة، وفقاً للبيان، بضرورة توفير المجتمع الدولي الحماية للشعب الفلسطيني الشقيق وحقوقه المشروعة وتكاتف الجهود لإيجاد أفق سياسي حقيقي يعيد إطلاق مفاوضات جادة وفاعلة لحل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، محذرين من خطورة استمرار غياب الأفق السياسي وتداعيات ذلك على الأمن والاستقرار، مؤكدين أيضاً ضرورة وقف جميع الإجراءات الإسرائيلية الأحادية اللاشرعية التي تقوض حل الدولتين وفرص تحقيق السلام العادل والشامل والتي تشمل الاستيطان ومصادرة الأراضي الفلسطينية وهدم المنازل وتهجير الفلسطينيين من بيوتهم والاقتحامات الإسرائيلية المتواصلة للمدن الفلسطينية، وانتهاك الوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها.
 
وأكد البيان الختامي المشترك الذى صدر عن القمة، ضرورة توحيد الصف الفلسطيني وإنهاء الانقسام الذي يعد مصلحة وضرورة للشعب الفلسطيني الشقيق، لما لذلك من تأثير على وحدة الموقف الفلسطيني وصلابته في الدفاع عن قضيته، وعلى ضرورة اتخاذ إجراءات جادة ومؤثرة للتخفيف من حدة الأوضاع المعيشية المتدهورة لأبناء الشعب الفلسطيني الشقيق في قطاع غزة، كما أشاد العاهل الأردني والرئيس الفلسطيني بالجهود المصرية المبذولة للحفاظ على التهدئة في القطاع وإعادة الإعمار مع التأكيد مجدداً على مسؤولية المانحين الدوليين في جهود إعادة إعمار القطاع.
 
واتفق القادة على استمرار التشاور والتنسيق المكثف في إطار صيغة التنسيق الثلاثية المصرية - الأردنية - الفلسطينية على جميع المستويات من أجل بلورة تصور لتفعيل الجهود الرامية لاستئناف المفاوضات، والعمل مع الأشقاء والشركاء لإحياء عملية السلام، وفقاً للمرجعيات المعتمدة، وذلك في إطار الجهود الرامية لمساعدة الشعب الفلسطيني الشقيق على نيل جميع حقوقه المشروعة، وفي مقدمها حقه في الحرية والاستقلال والدولة ذات السيادة على ترابه الوطني على أساس حل الدولتين.
 
وفى أبو ظبى، شارك الرئيس السيسى في قمة تشاورية، جمعت مصر والأردن وقادة الإمارات وقطر والبحرين وسلطنة عمان، في إطار حرص مصر على تدعيم وتطوير أواصر العلاقات المتميزة مع جميع الدول الشقيقة المشاركة بالقمة، فضلا عن التعاون بشأن تعزيز آليات العمل المشترك لصالح الشعوب العربية.
اللقاء الذى عقد تحت عنوان "الازدهار والاستقرار في المنطقة"، هدفه الاساسى ترسيخ التعاون وتعميقه بين الدولم الشقيقة في جميع المجالات التي تخدم التنمية والازدهار والاستقرار في المنطقة عبر مزيد من العمل المشترك والتعاون والتكامل الإقليمي.
 
وانتهت قمة أبو ظبى التشاورية إلى تأكيد القادة المشاركين بها على "الروابط التاريخية الراسخة بين دولهم، في مختلف المجالات، والحرص المتبادل على التواصل والتشاور والتنسيق المستمر تجاه مختلف التحولات في المنطقة والعالم"، كما أكدوا رؤيتهم المشتركة لتعزيز الاستقرار والازدهار في المنطقة وإيمانهم الراسخ بأهمية التواصل لأجل البناء والتنمية والازدهار، مشددين على أهمية الالتزام بقواعد حسن الجوار واحترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، كما شدد القادة على أن التعاون وبناء الشراكات الاقتصادية والتنموية بين دولهم وعلى المستوى العربي عامة هو المدخل الأساسي لتحقيق التنمية وصنع مستقبل أفضل للشعوب في ظل عالم يموج بالتحولات في مختلف المجالات.
 
الإطار الجامع لقمتى القاهرة وأبو ظبى، أن هناك تصميم عربى على بلورة رؤية موحدة تجاه العديد من الاحداث والمتغيرات الدولية والأقليمية، بما يعيد إلى المنطقة زخمها، لتكون صاحبة القرار، بدلاً من انتظار الحلول الخارجية، والحق إن هذه الرؤية لعبت مصر دوراً فاعلاً بل رئيسياً فيها، منذ ان طرح الرئيس السيسى رؤيته في خطاب التنصيب الذى القاه مساء الأحد 8 يونيو 2014 بقصر القبة، والذى حدد خلاله التحرك المصرى نحو استعادة الدور العربى، مؤكداً أن "مصر العربية يتعين أن تستعيد دورها وتدرك أن الأمن القومى خط أحمر، أما امن الخليج العربى فهو جزء لا يتجزأ من الأمن القومى المصرى"، مشدداً في الإطار ذاته إلى "أننا بحاجة إلى مراجعات شاملة لكافة أوجه واليات العمل العربى المشترك، لا لنجتمع ونتحدث ولكن لنتخذ القرارات الكفيلة بتحقيق امننا العربى المهدد فى العديد من دوائره، وستظل القضية الفلسطينية قضية العرب الأولى وملف اساسى من ملفات السياسة الخارجية المصرية، فمصر تعلى مصالح الشعوب العربية على صغائر جماعات ضيقة ـ مصر التى اخذت على عاتقها الدفاع عن الشعب الفلسطينى الدقيق ستواصل مسيرتها ودعمها حتى يحصل الشعب الفلسطينى على حقوقه المشروعة ويحقق حلمه وحلمنا جميعا ويكون دولة مستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشرقية".
 
كانت هذه هي الرؤية المصرية التي طرحها الرئيس السيسى في بداية رئاسته لمصر 2014، وتحولت إلى خط واضح واستراتيجية شاملة، لاقت اهتمام وإيمان قوى من كافة الاشقاء العرب، الذين أدركوا أن الدول العربية تمتلك من القوة والمقومات ما يجعلها قادرة على صياغة سياسة موحدة وواضحة تجاه كافة القضايا الإقليمية والدولية، وإن العرب قادرين على تحقيق ذلك بالتجمع والتضامن والتعاون.
 
لذلك لم يكن مستغرباً ان تكون مصر ورئيسها محور أي تجمع عربى أو اقليمى يستهدف تعزيز الاستقرار والازدهار في المنطقة، بل أن الرئيس السيسى، كان الداعى دوماً لمثل هذه التجمعات، التي تستهدف بلورة الرؤية الموحدة، وأول من دعا إلى مراجعات شاملة لكافة أوجه واليات العمل العربى المشترك واتخاذ القرارات الكفيلة بتحقيق الامن العربى، ولم يكتفى بالدعوة بل عمل على الأرض لتحويل الدعوة إلى خطة واضحة نرى نتائجها تتبلور اليوم في القاهرة والرياض وأبو ظبى والعديد من العواصم العربية.
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة