لقاح للسرطان يستهدف الأورام ويعزز المناعة.. قريباً

الجمعة، 27 يناير 2023 10:49 ص
لقاح للسرطان يستهدف الأورام ويعزز المناعة.. قريباً

كشف مركز «مايو كلينك» الشامل لأبحاث السرطان في فلوريدا، أن هذا النهج الجديد يأتي في ظل التقدم الكبير في الأبحاث الجينومية وتحليلات البيانات، ويحمل إمكانات لتعزيز قوة الجهاز المناعي للتعرف على الخلايا السرطانية ومهاجمتها.
 
قال القائد المشارك لبرنامج علم المناعة والعلاج المناعي في مركز مايو كلينك الشامل للسرطان في فلوريدا، والمؤسس المشارك لبرنامج اللقاح، الدكتور كيث كنوتسون: بالنسبة لبعض مرضى السرطان، قد يحفز اللقاح أورامهم على الانكماش، ويوفر مناعة طويلة الأمد ومقاومة للأورام.. تركز أبحاثنا على منع تطور السرطان. 
 
وفيما يأمل الدكتور كنوتسون أن يتم إدخال إستراتيجية اللقاح الجديد في التجارب السريرية قريباً لعلاج أنواع مختلفة من السرطانات، وكذلك للوقاية من الأمراض، أوضح أن اللقاحات الفردية للسرطان مصممة بشكل مشابه للقاحات الإنفلونزا أو فيروس كورونا، فالمكون الرئيسي هو بروتين محدد مرتبط بمرض معين. 
 
ويقول الدكتور كنوتسون: عندما يتعلم الجهاز المناعي التعرف على هذا البروتين، فيمكن أن يحفز إنتاج الخلايا التائية القاتلة لمكافحته. 
 
إستراتيجية اللقاح
 
وعن إستراتيجية لقاح السرطان العلاجية في مايو كلينك، أوضح الدكتور كنوتسون أن العنصر الرئيسي يتكون من أجزاء من طفرات بروتين الورم الفريدة لدى الشخص، والمعروفة باسم مستضدات الورم، حيث يتم صنع شظايا البروتين المجهرية من الطفرات الجينية في خلايا الورم. علماً بأن مستضدات الورم توجد على سطح الخلايا السرطانية فقط، وليس على الخلايا السليمة.  وشرح قائلاً: ونظراً لأن مستضدات الورم غريبة على الجسم، فيمكن لجهاز المناعة التعرف عليها باعتبارها من الغزاة المسببين للأمراض. وعندما يقترن اللقاح بالعلاج المناعي، فيمكن أن يساعد في توليد استجابة دفاعية قوية.  وحول فكرة اللقاح، قال الدكتور كنوتسون: نعمل على تحديد ما بين 20 و30 بروتيناً متحوراً من سرطان الشخص، فيمكننا صياغة تلك البروتينات في لقاح. ثم يمكننا تحصين الناس بشكل متكرر أثناء خضوعهم للعلاج المناعي بحصار نقاط التفتيش المناعية. 
 
تجارب
 
وفي النماذج الحيوانية ما قبل السريرية، قدم الدكتور كنوتسون وفريقه اللقاح ومجموعة العلاج المناعي لعلاج سرطان الثدي. ووجدوا أن العلاج المزدوج يطيل البقاء على قيد الحياة من دون التسبب في سمية كبيرة. ويقول: نأمل أن نكون قادرين على تحقيق تلك النتائج في البشر. 
 
وتبدأ عملية تطوير اللقاح في مركز مايو كلينك للطب الفردي من خلال عمل تسلسل جيني لخلايا الورم لدى المريض وتحليل الحمض النووي وسلاسل الأحماض الأمينية - اللبنات الأساسية للبروتينات - للعثور على مستضدات الورم المرشحة المحتملة.
 
عملية بيولوجية معقدة
 
تقوم الدكتورة يان أسمان، المتخصصة في المعلومات الحيوية في مركز الطب الفردي، وأحد مؤسسي برنامج اللقاح المخصص لمستضدات الورم في مايو كلينك، على الاختيار الدقيق للمضادات الجديدة، حيث تستخدم طرق تسلسل واسعة النطاق لاختيار ما يصل إلى 36 من مستضدات الورم، من بين المئات إلى الآلاف، والتي قد تولد أقوى استجابة مناعية. بعد ذلك، يقوم فريق الدكتور أسمان بالتحقق يدوياً من كل طفرة ودقة مستضدات الورم المرشحة الناشئة عن الطفرات.  
 
وتقول الدكتورة أسمان: نحن نبحث عدداً هائلاً من التغييرات في أنسجة الورم. إنها عملية بيولوجية معقدة للغاية لتوليد مستضدات الورم، ولكننا نعمل على أتمتتها باستخدام الخوارزميات الحسابية، بما في ذلك نماذج التعلم الآلي.  
 
وبمجرد اختيار مستضدات الورم، يقوم الدكتور كنوتسون بصياغة مكونات اللقاح لتوفير أقوى الاستجابات المناعية الممكنة لتدمير الورم بالكامل.  
 
ويقول الدكتور كنوتسون: «ثم نقوم بعد ذلك باختيار مستضدات الورم بعناية، والتي يمكن تصنيعها بسرعة لتصل إلى درجة نقاء عالية من أجل إعطائها للمريض بشكل آمن وفي الوقت المناسب».
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق