اللواء مصطفى رجائي قائد فض اعتصام النهضة يروي لـ «صوت الأمة» كواليس 30 يونيو 2013

السبت، 24 يونيو 2023 08:00 م
اللواء مصطفى رجائي قائد فض اعتصام النهضة يروي لـ «صوت الأمة» كواليس 30 يونيو 2013
دينا الحسيني

- 30 يونيو قضت على مخطط بدأ فى السبعينات على يد سيد قطب بنشر الفوضى وأخونة الدولة

- الجماعة الإرهابية فشلت في إدارة البلاد وأغرقوها في الأزمات فثار الغضب الشعبى.. والقطبيون السبب في كل الخراب

- كتيبة 95 إخوان وراء الهجوم على أقسام الشرطة في 25 يناير.. وعناصر الجماعة سهلوا دخول 12 ألف مقاتل أجنبي في عهد مرسي إلى سيناء
 
«ما حدث قبل 30 يونيو 2013 كان دافعا قويا لثورة المصريين».. بهذه الجملة استعاد اللواء دكتور مصطفي رجائي مساعد وزير الداخلية الأسبق لمنطقة سيناء، وقائد فض اعتصام النهضة المُسلح بالجيزة، ذكريات عاشها وعايشها فى مصر قبل عشر سنوات من اليوم، حينما كانت جماعة الاخوان الارهابية مسيطرة على الحكم وتحاول احكام سيطرتها على مفاصل الدولة بمنهج واستراتيجية الاخونة.
 
وأكد اللواء مصطفى رجائى أن الجماعة الإرهابية فشلت في إدارة البلاد وأغرقوها في الأزمات منها انقطاع متكرر للكهرباء لساعات طويلة وتعطل المستشفيات عن العمل، وأزمة الوقود، وأزمة رغيف الخبز وأنابيب البوتاجاز ، فبدأت الآمور تسير إلي الغضب الشعبي الجامح وأصبحت الحياة في خطر، لذلك عندما تحرك شباب حركة تمرد وجد الشعب أن الطريق الوحيد للخلاص هو الانتخابات الرئاسية المبكرة، وشعر الإخوان بإن ذلك سيعرضهم للسقوط وتدخل الفريق عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع وقتها فى محاولة لمنع الحرب الأهلية، وفازت الإرادة الشعبية وتخلصت البلاد من حكم الإخوان، بعد فترة سوداء كلفت مصر مئات المليارات من الخسائر وآلاف القتلى والجرح لتبدأ مصر عهداً جديداً  وعادت الدولة الوطنية إلي قوتها.
 
واستعاد رجائى وهو يتحدث مع «صوت الأمة» ذكريات أليمة عاشتها الدولة المصرية قبل عشر سنوات، من جرائم جماعة الإخوان الإرهابية بحق المصريين و رجال الجيش والشرطة والقضاء خلال عام من حكم محكم مرسي العياط، كما استعاد مشاهد فض الاعتصام المسلح بالنهضة، وكيف حولت الإرهابية كلية الهندسة وحديقة الأورمان فى الجيزة إلى مخازن سلاح، وربط بين كل هذا ومخطط سيد قطب الذي جر البلاد إلى حكم الإخوان، واستغلال قادة الجماعة لفرص الدولة لضمهم إلى النسيج الوطني وخانوا العهد، وكيف كشفت وزارة الداخلية ألاعيب مكتب الإرشاد خلال حكم مرسي.
 
اللواء مصطفى رجائى قال إن ما حدث لمصر قبل تلك الفترة، كان مخطط منذ سبعينيات القرن الماضي عندما حاول سيد قطب، نشر الفكر التكفيري من خلال كتابة «معالم في الطريق»، وتنامي هذا الفكر في عدة أجيال علي يد تنظيم الأخوان بنظرية الجهاد والحاكمية تأسيسا علي أفكار سيد قطب، إلى ان سيطر المتأثرين بهذا الفكر على قيادة الاخوان وهم من أطلق عليهم «القطبيون» والذين كان يمثلهم محمد بديع مرشد الإخوان عام 2010 والذي صدر ضده حكم بالسجن المشدد خمسة عشرا عاماً في قضية تنظيم سيد قطب عام 1965 التي عرفت بمؤامرة قلب نظام الحكم في عهد الرئيس جمال عبد الناصر.
 
القطبيون كما أكد مساعد وزير الداخلية الأسبق حولوا مكتب ارشاد الاخوان الى القطبية وكان الهدف الأساسي لهذا التنظيم إسقاط الدولة الوطنية في مصر وسوريا وليبيا وتونس والسودان بتعليمات التنظيم الدولي للإخوان، وكان رأس الحربة فى هذا التحرك يوسف القرضاوي مفتي الجماعة وأحد اذرعهم التمويلية، فأصبح هؤلاء الشباب من جماعة الإخوان ضحية لهذا الفكر التضليلي وهو إقامة الدولة الدينية، وسيطرت علي عقولهم أفكار الجهاد ضد الحاكم الذي اعتبروه طاغية وضد الجيش والشرطة الذين اعتبروهم طواغيت ووجب قِتالهم وقتلهم.
 
وأشار قائد فض اعتصام النهضة إلى أن المناخ السياسي أتاح للاخوان في عهد الرئيس أنور السادات بداية من عام١٩٧١ عندما "تصالح الرئيس السادات مع "عمر التلمساني " مرشد الإخوان، اتاح لهم العودة إلي قوتهم المالية والإدارية والسياسية والاقتصادية والتنظيمية ونجحوا في الانتشار والتوسع وضم عدد كبير من الشباب من جميع فئات الشعب المختلفة إلي الجماعة، وقد سيطر سعد الكتاتني عضو مكتب الإرشاد علي جامعة المنيا ونجح في ضم أعدد هائلة من الطلاب، وأصبحت المنيا أقوي محافظة للإخوان في الصعيد ،أما محافظة أسيوط فقد أصبحت أحد مراكز الجماعة الإسلامية التي أسسها ناجح إبراهيم ،وكرم زهدي، وعاصم عبد الماجد، كما تمدد انتشار هذه الجماعة في محافظات" بني سويف  والفيوم" وهي أحد روافد الإخوان وهدفها نفس الهدف وهو إسقاط الدولة الوطنية وإقامة الدولة الدينية.
 
 واكمل اللواء مصطفى رجائى حديثه بقوله: «تحركت هذه الجماعات التكفيرية الخطيرة في ظل تأمين الدولة لهم في عهد أنور السادات حتي انقلبوا علية وقتلوه في 6 أكتوبر 1981 وكاد حادث المنصة أن يسقط الدولة الوطنية بمصر، ولكن جهاز الشرطة نجح في إفشال المخطط عندما قبضوا علي عناصر الإخوان والجهاد والجماعة الإسلامية وحماية مبني التلفزيون في ماسبيرو من السقوط في يد عصام القمري الذي كان يستعد للهجوم علي المبني لإذاعة بيان قيام الثورة الإسلامية وإعلان جمهورية مصر الإسلامية بعد قتل السادات في المنصة.
 
وواصل مساعد وزير الداخلية الأسبق سرد جرائم الإرهابية قائلا: «فشلت الجماعة الإسلامية في صباح 8 أكتوبر 1981 في إسقاط مديرية أمن أسيوط والسيطرة علي المحافظة بعد معركة شرسة ضاع فيها أكثر من 118 قتيل من الشرطة، وتم القبض علي عناصر تنظيم الجهاد والجماعة الإسلامية وقدموا للمحاكمات، وجاء الرئيس الأسبق مبارك إلي الحكم فتصالح مع جميع التنظيمات الإسلامية وتسلل الإخوان إلي جميع مراكز القيادة في مصر «مفاصل الدولة» وحصل الإخوان علي 88 مقعدا في مجلس الشعب، ثم حدث الغزو الفكري الذي بدأ في عهد مبارك في القنوات الفضائية الإعلامية التي امتلكها ما يعرف بالدعاة مثل "الحويني، أبو يعقوب، وحسان" فنشروا فكر التكفير في المجتمع وأصيب المجتمع بمرض عضال، وأغرقوه في الحلال والحرام بفتاوي كاذبة باطلة، كما نشروا فكر التعصب الديني ضد الأقباط وأصبح المجتمع جاهزاً للانفجار ضد الحكام والجيش والشرطة، كما شكك هؤلاء الدعاة في قيم الدولة الوطنية فرفضوا الدستور واعتبروه دستوراً علمانياً كافر، وكان هذا هو المناخ الحقيقي قبل أحداث 25 يناير".
 
من كل ما سبق يرى اللواء مصطفى رجائى أن مخطط إسقاط الدولة الوطنية الذي قاده الإخوان وقيادتهم بدأ بنا على هذه القاعدة في الميدان في يناير 2011 ، بتجهيز الكتيبة "95" وهو التنظيم المسلح للإخوان الذي قاده "محمد كمال " فأحرقوا 102 قسم شرطة في وقت واحد بالقاهرة والجيزة فقط، وكان الهدف إسقاط الأعمدة الصلبة للدولة وهي الجيش والشرطة والقضاء وبدأوا بإسقاط الشرطة في واقعة اقتحام السجون في وادي النطرون وتهريب قيادات الإخوان المحبوسين إحتياطيا، كما هاجم الإخوان جميع السجون في مصر وقاموا بتهريب أكثر من ١٠٠،٠٠٠ألف مجرم جنائي لإشاعة الفوضى في البلاد، لكنهم فشلوا في محافظة الصعيد والعديد من المحافظات، وتزامن ذلك مع تحرك عناصر الاخوان لمهاجمة أعمدة الدولة الصلابة الأخري فأحرقوا بعض المحاكم ووضعوا المتفجرات أمام منازل رجال القضاء والنيابة كما هاجموا العمود الثالث الصلب وهو الجيش بمسيرات وترويج شائعات وغيرها، كما قام طلاب الإخوان بجامعة الأزهر بالاعتداء علي أعضاء هيئة التدريس، وهتفوا ضد الجيش كما هجموا على مشيخة الأزهر فى سابقة لم تحدث في تاريخ مصر، كما هاجموا الكنيسة الكاتدرائية بالعباسية في مشهد يمثل العار علي الإخوان وعلي فكرهم، ثم هاجموا مدينة الإنتاج الإعلامي لإسقاط السلطة الرابعة وهى جهاز الإعلام المصري.
 
هنا اعاد اللواء مصطفى رجائى حديث الفريق عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع حينها، بقوله أن القوات المسلحة المصرية لن تسمح بترويع الشعب المصري وأن الجيش المصري سيقوم بالدفاع عن الشعب في كل مدن وقري مصر ولن يسمح لهؤلاء تدمير أو ترويع المنشأت والسكان، وبدأ الجيش المصري التحرك ونزل إلي جميع الميادين في كل مدن مصر لحماية المصريين.
 
 وعن فترة  30 يونيو 2013 وما تلاها من أحداث أكد اللواء رجائي أن الإخوان ارتكبوا جميع أنواع الجرائم ضد الشعب المصري و أبشع الأفعال الانتقامية ضد الشرطة المصرية في مذبحة قسم شرطة كرداسة حينما اغتالوا اللواء محمد جبر والعميد عامر الدسوقي ومثلوا باجسامهم بوحشية وبشاعة، كما قتلوا نائب مأمور مركز شرطة مطاي وهو يصلي بوحشية وغير إنسانية، وظهر قادة الإخوان والجماعة الإسلامية علي شاشات الفضائيات يهددون الشعب المصري بالقتل والذبح وأشهرهم المجرم الخطير عاصم عبد الماجد الذي توعد اعضاء حركة تمرد بالذبح، وهدد حينها خيرت الشاطر و سعد الكتاتني بأنهم سيجلبون إلى مصر كتائب مقاتلة من الشيشان وباكستان وأفغانستان وغزة إلي سيناء لمقاتلة الجيش المصري، وبالفعل وصل إلي مصر في هذه الفترة أكثر من 12000 مقاتل أجنبى إلى سيناء برعاية ودعم وتمويل إخوانى، وبإشراف خيرت الشاطر ومحمد البلتاجي.
 
واكمل اللواء مصطفى رجائى حديثه بقوله: «تجرأوا بوحشية على رجال الجيش والشرطة في تلك الفترة انتقاماً من انحياز المؤسسات الوطنية للإرادة الشعبية ومطالب عزل الإخوان عن الحكم، وقام عادل حباره بقتل 30 مجندا من الأمن المركزي أثناء عودتهم من الأجازة، وهاجم هشام عشماوي نقطة الفرافرة بتعليمات مكتب الإرشاد وقتل 25 فردا من القوات المسلحة، وتدبير حادث اغتيال النائب العام الراحل الشهيد هشام بركات، ومحاولة اغتيال وزير الداخلية الأسبق محمد إبراهيم، واغتيال ضابط الأمن الوطني المقدم محمد مبروك».
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق