50 عاما على عبور الجسر ما بين اليأس والرجاء.. 6 ساعات مصرية حطمت أسطورة الوهم ونظرية الأمن الإسرائيلي (ملف)

السبت، 07 أكتوبر 2023 06:00 م
50 عاما على عبور الجسر ما بين اليأس والرجاء.. 6 ساعات مصرية حطمت أسطورة الوهم ونظرية الأمن الإسرائيلي (ملف)

- المصريون في 1973 حرروا الأرض من العدو المحتل.. وفى 2013 استلهموا روح أكتوبر وحرروا العقول من الاحتلال الإخوانى
 
"لست أتجاوز إذا قلت أن التاريخ العسكرى سوف يتوقف طويلاً بالفحص والدرس أمام عملية يوم السادس من أكتوبر سنة 73، حين تمكنت القوات المسلحة المصرية من اقتحام مانع قناة السويس الصعب واجتياح خط بارليف المنيع وإقامة رؤوس جسور لها على الضفة الشرقية من القناة بعد أن أفقدت العدو توازنه.. في ست ساعات".
 
نعم في 6 ساعات حقق المصريين ما كان يعتبره العالم حينها مستحيلاً، كما هو عهد الجميع دوماً بالمصريين، فالمستحيل كلمة لا وجود لها في قاموس الشعب المصرى، فعلوها في حرب السادس من أكتوبر 1973، كما فعلوها في 2013 حينما طهروا مصر من جماعة إرهابية أرادت أن تحتل عقولنا، وليس فقط الأرض.
 
في السادس عشر من أكتوبر 1973، اى بعد عشرة أيام من العبور، وقف الرئيس الراحل محمد أنور السادات ليلقى بيان وخطاب النصر أمام مجلس الشعب، وقال: "وربما جاء يوم نجلس فيه معًا لا لكى نتفاخر ونتباهى، ولكن لكي نتذكر وندرس ونعلم أولادنا وأحفادنا جيلًا بعد جيل، قصة الكفاح ومشاقه مرارة الهزيمة وآلامها وحلاوة النصر وآماله. نعم سوف يجيء يومًا نجلس فيه لنقص ونروي ماذا فعل كل منا فى موقعه.. وكيف حمل كل منا أمانته وأدى دوره، وكيف خرج الأبطال من هذا الشعب وهذه الأمة فى فترة حالكة ساد فيها الظلام، ليحملوا مشاعل النور وليضيئوا الطريق حتى تستطيع أمتهم أن تعبر الجسر ما بين اليأس والرجاء…".
 
ما قاله الرئيس السادات في هذا الخطاب، هي كلمات خالدة في قلوب وأذهان المصريين على مر الأجيال، ليس فقط لانها تحمل كل معانى الانتصار المصرى على العدو الإسرائيلي، ولكن لأن صفحات التاريخ مليئة بالفخر والاعتزاز المصرى، فكما قال السادات في 1973 أنه سيجئ يوم لنتذكر وندرس ونعلم أولاجنا قصة كفاح ومشاقة مرارة الهزيمة، قاصدا حينها الانتصار على العدو الذى كان يحتل جزء غالى من التراب المصرى، فأن اليوم سيجئ أيضاً لنروى لاحفادنا كيف انتصرنا على جماعة إرهابية غاشمة، تلبسها الغرور إلى درجة اليقين بأنها لن تهزم أبداً، كما لبس الغرور العدو الإسرائيلي في 73.
 
50 عاماً مرت على انتصارات أكتوبر المجيدة، لكن دروسها لا تزال عالقة في اذهاننا، دروساً فى فنون الحرب والمعارك وبراعة التخطيط الاستراتيجي والقيادة الحكيمة التي استخلصت العبر والدروس واستخدمت عنصر المفاجأة، وحطمت نظرية الأمن الإسرائيلي، فانهار العدو معنويًا وعسكريًا رغم التحصينات والتسليح الأفضل، ليتوقف التاريخ العسكري أمام تلك الحرب، كما تنبأ الرئيس السادات حين قال في خطابه.
 
نعم، توقف التاريخ العسكري أمام خطة تلك الحرب العظيمة، فالعالم كان يرى مصر في هذا التوقيت غير قادرة على الحرب والقتال أمام التفوق العسكري الإسرائيلي وبعد أن فقدت جيشها ومعدتها عام 1967، لكن خضنا الحرب على عكس التوقعات، وأذهلنا العالم، والنتيجة لم تكن استرداد أرضنا المحتلة فقط بل وتأمين حدودنا.
 
وبالنظر إلى التوازن الاستراتيجي بين مصر وإسرائيل خلال الحرب، سنجد ثلاثة أبعاد: أولًا البعد البنائي ويتمثل في المقدرات السياسية والاقتصادية والعسكرية والاجتماعية، ثانيًا البعد السلوكي ويقاس بالعلاقات والتحالفات، وأخيرًا البعد القيمي أي الإرادة، والبعد البنائي والسلوكي لم يكنا في صالح مصر خاصة أن أكبر دولة بالعالم كانت حليفة إسرائيل وسخرت لها جسرًا جويًا لامدادها بكل ما تحتاج اليه أثناء الحرب، إلا أن البعد القيمي قد حسم المعركة لصالحنا، لأن الجندي المصري ذهب إلى الحرب وأمامه خيار من الاثنين النصر أو الشهادة ، فأرضه محتلة ولابد من تحريرها بأي ثمن ، فانطلقنا و انتصرنا.
 
 من أهم الدروس المستفادة من حرب أكتوبر بالنسبة للأجيال الجديدة هي "المثابرة على تحقيق الهدف"، وأن الغرور هو بداية الانكسار، وأن العمل هو السبيل الوحيد للتقدم والحفاظ على المكتسبات.
 
كانت هذه هي دروس أكتوبر، التي تعلمنا ولا نزال نتعلم منها، تعلمنا منها كما سبق في 2013، حينما هزمنا الاحتلال الإخوانى.. كما تعلمنا منها في مواجهة ظروف اقتصادية شديدة الصعوبة، لكن روح أكتوبر حضرت بداخلنا جميعاً، ووقفنا وصمدنا.
 
دروس أكتوبر كثيرة ومتعددة، لكن يبقى أهمها أن التلاحم ما بين الشعب والجيش والقائد، هي الوصفة السحرية للنجاح، والعبور ما بين اليأس إلى الرجاء.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق