عوار النظام الدولي برعاية أمريكا

السبت، 09 ديسمبر 2023 02:09 م
عوار النظام الدولي برعاية أمريكا
عصام الشريف

بفيتو أمريكي، فشل مجلس الأمن الدولي في تبني مشروع قرار لوقف الحرب في غزة، وقبل هذا لم تجد قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة أي طريق للتنفيذ لتظل مجرد حبر على ورق فقط، فأي فائدة للمنظمات الدولية سواء كانت الأمم المتحدة أو مجلس الأمن؟ وأي دكتاتورية يحملها النظام الدولي بوضع شرط الفيتو في يد 5 دول فقط تحكم مصائر العالم؟
 
ألم يكفي أمريكا تاريخها الأسود أخلاقيا بوصفها الدولة الوحيدة التي استخدمت القنبلة النووية مرتين في اليابان، ومحت آلاف البشر في ثوان معدودة، وأنها المسؤولة عن دمار أفغانستان والعراق، فضلا عن جرائمها التاريخية بحق الهنود الحمر، ألم يكفيها كل هذا لتمنع مشروع قرار من شأنه أن يحقن دماء الأبرياء في غزة؟ ألا يشعر قادتها بالعار وهم يدعمون دولة لا تفعل شيئا منذ شهرين تقريبا إلا قصف منازل المدنيين وإطلاق النار على العزل، وإزهاق أرواح الأطفال وقصف المستشفيات والملاجئ وكل المنشآت المدنية؟
 
إن عدم قدرة المنظمات الدولية على وقف الغطرسة الأمريكية يفضي في النهاية لعدم نفعها، وبالتالي قد يكون من غير المستبعد تفكك النظام الدولي الحالي كما حدث سابقا مع عصبة الأمم، التي ورثتها الأمم المتحدة، لاسيما وأن الأطراف الفاعلة في المنطقة لم تعد الدول فقط، ولكن الحركات التحررية أو ما يعرف بأذرع المقاومة، كالحوثيين وحزب الله والفصائل الفلسطينية، وهذه ليست دول يمكن التفاهم معها على طاولة المفاوضات الرسمية، وهي لا تكترث بقرارات لا مجلس الأمن ولا غيره، ومن ناحية أخرى فإن ظهور قوى عظمى جديدة مثل الصين، واستعادة روسيا مكانتها السابقة وقت الاتحاد السوفييتي، وهما قوتان داعمتان للقضية الفلسطينية وضد العدوان الإسرائيلي الوحشي على غزة، الأمر الذي قد ينهي سيطرة النظام العالمي الأوحد الذي وضعت أمريكا أسسه عقب انتهاء الحرب الباردة، ومارست بلطجتها في المنطقة منفردة، لكنها اليوم كما قلنا فالظروف تغيرت.
 
ربما كانت الأحداث في غزة بداية النهاية لهذا النظام العالمي البغيض الذي عانيا منه كثيرا في العراق وأفغانستان وفلسطين، فاليوم تبدو الولايات المتحدة في أضعف صورها منذ الحرب العالمية الثانية، ونلمح هذا من تخبط موقفها منذ اللحظة الأولى للحرب على غزة، بداية من فشلها في توقع عملية طوفان الأقصى، ثم استناد بايدن لشائعات إسرائيلية زعمت قتل الفصائل للأطفال، ثم تراجعه عنها، وكانه ليس رئيس دولة تصف نفسها بالأقوى في العالم، فأين كانت أجهزة مخابراته عندما استمع للرواية الإسرائيلية؟ أعتقد أنها مسألة وقت فقط لنهاية أمريكا وهي سنة الله في كونه ولا تبديل لها.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة