مأساة غزة لم تنتهِ بعد !

السبت، 09 مارس 2024 06:55 م
مأساة غزة لم تنتهِ بعد !
عصام الشريف يكتب:

بعد نحو 5 أشهر من اندلاع الحرب في غزة، يبدو أن ضمير العالم قد استكان تماماً للمأساة الإنسانية التي يشهدها القطاع المحاصر، معتبراً ما يحدث أمراً طبيعياً، فلم يعد أحد يتحدث حتى عن وقف إطلاق النار، بينما دخول المساعدات الإنسانية لم يعد ممكناً إلا من خلال الإنزال الجوي الذي يشير بوضوح إلى رغبة حكومة الاحتلال الإسرائيلي في تصفية سكان غزة.. فمن لم يمت بالرصاص والقنابل مات بالجوع والبرد والمرض.
 
الأحداث العالمية المتتالية بالطبع لها دور في تذيل قضية غزة وفلسطين بشكل عام اهتمام الحكومات ووسائل الإعلام العالمية، إذ إن العالم يغلي ويئن تحت وطأة أزمات اقتصادية وعسكرية واجتماعية.. إلخ؛ لكن الكارثة الحقيقية تكمن في منظمات المجتمع الدولي المنوط بها التدخل لحل النزاع، والتي لم تقدم حتى الآن إلا بيانات الشجب والإدانة والتوصيات، وحتى مع اتخاذ محكمة العدل الدولية قرارات ضد الحكومة الإسرائيلية، ظلت مجرد حبراً على ورق، وذلك في ظل عدم وجود سلطة جبرية للمحكمة تنفذ قراراتها لتصبح ملزمة.
 
وشعبياً، تراجع الاهتمام بغزة كما تراجع الزخم الشعبي بشأن القضية الفلسطينية، ويمكن رصد ذلك من خلال تتبع شبكات التواصل الاجتماعي ومؤشرات البحث، فبعد أن كانت القضية الفلسطينية في مقدمة اهتمامات العالم كله، بدأ الحديث يأتي على استحياء ودون تأثير حقيقي.
 
وللحق نقول: إن مصر وحدها هي الدولة الوحيدة التي لا تزال تأخذ على عاتقها القضية الفلسطينية، سواء على المستوى السياسي، من خلال لعب دور في المفاوضات الجارية مع الشركاء الإقليميين والدوليين لوقف الحرب، أو من خلال تقديمها دوراً إنسانياً في إدخال المساعدات للقطاع، حتى ولو في صورة إنزال جوي بعد تبجح القيادة الإسرائيلية ومنعها دخول المساعدات من معبر رفح، أو حتى إعلامياً من خلال تسخير قنواتها لتغطية المجازر الإسرائيلية اليومية في قظاع غزة.
 
من هنا.. علينا ألا ننسى أن الحرب لم تنتهِ في غزة بعد، وأن القضية الفلسطينية لا تزال معقدة ولم يصل الحديث حتى الآن إلى حل الدولتين، كما يجب ألا ننسى أن أعداد الشهداء في تزايد مستمر يوميا، وأن أطفال القطاع المحاصر يموتون جوعا، والأمراض تحاصر وتفتك بالسكان الناجين الذين ينتظرون مصير من استشهد.. كل هذا لا يجب أن ننساه حتى لا تتحول غزة وفلسطين إلى مناسبة نتذكرها لأيام ثم ننساها لشهور.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق