دراسات: الصيام يقلل الالتهابات في الجسم ويرفع المناعة

الأربعاء، 20 مارس 2024 11:43 م
دراسات: الصيام يقلل الالتهابات في الجسم ويرفع المناعة
مرفت رياض

اكتشف العلماء أن الصيام يساعد في تقليل الالتهابات بالجسم  ، حيث أن الالتهابات أحد الآثار الجانبية الضارة المحتملة لجهاز المناعة في الجسم والذي يكمن وراء عدد من الأمراض المزمنة.

ووصف العلماء بجامعة "كامبريدج " في ورقة بحثية نشرتها مجلة"Cell Reports " كيف يرفع الصيام مستويات مادة كيميائية في الدم تعرف

باسم حمض "الأراكيدونيك" الذي يمنع الالتهاب ، وعندما درس الباحثون تأثير حمض الأراكيدونيك في الخلايا المناعية المزروعة في المختبر، وجدوا أنه يقلل من نشاط الجسيم الالتهابي NLRP3 ، حيث كان يُعتقد سابقا أن حمض الأراكيدونيك مرتبط بزيادة مستويات الالتهاب، وليس انخفاض مستوياته.

وقد عرف العلماء منذ بعض الوقت أن نظامنا الغذائي، وخاصة النظام الغذائي الغربي عالي السعرات الحرارية، يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالأمراض، بما في ذلك السمنة والسكري من النوع الثاني وأمراض القلب، والتي ترتبط بالالتهابات المزمنة في الجسم .

وقد قام فريق بقيادة البروفيسور " كليربراينت " بقسم الطب بجامعة كامبريدج  والمعهد الوطني للصحة في الولايات المتحدة بدراسة عينات دم من مجموعة مكونة من 21 متطوعا، تناولوا وجبة تحتوي على 500 سعرة حرارية ثم صاموا لمدة 24 ساعة، قبل تناول الوجبة الثانية التي تحتوي أيضا على 500 سعرة حرارية.

ووجد الفريق أن تقييد تناول السعرات الحرارية يزيد من مستويات الدهون المعروفة باسم حمض الأراكيدونيك. والدهون هي جزيئات تلعب أدوارا مهمة في أجسامنا، مثل تخزين الطاقة ونقل المعلومات بين الخلايا. وبمجرد أن يتناول الأفراد وجبة مرة أخرى، تنخفض مستويات حمض الأراكيدونيك.

وأضاف البروفيسور براينت: "هذا يقدم تفسيرا محتملا لكيفية تغيير نظامنا الغذائي، وخاصة عن طريق الصيام، حمايتنا من الالتهابات، وخاصة الشكل الضار الذي يكمن وراء العديد من الأمراض المرتبطة بالنظام الغذائي الغربي مرتفع السعرات الحرارية.

والالتهاب هو استجابة الجسم الطبيعية للإصابة أو العدوى، ولكن يمكن تحفيز هذه العملية من خلال آليات أخرى، بما في ذلك ما يسمى "الجسيم الالتهابي" الذي يعمل كإنذار داخل خلايا الجسم، ما يؤدي إلى الالتهاب للمساعدة على حماية الجسم عندما يستشعر الضرر. لكن الجسيم الالتهابي يمكن أن يؤدي إلى الالتهاب بطرق غير مقصودة، فإحدى وظائفه هي تدمير الخلايا الغير المرغوب فيها، ما قد يؤدي إلى إطلاق محتويات الخلية في الجسم، حيث تؤدي إلى الالتهاب

ويقول العلماء إن هذا الاكتشاف قد يقدم أدلة على طريقة غير متوقعة تعمل بها ما يسمى بالعقاقير المضادة للالتهابات غير الستيرويدية مثل الأسبرين. وعادة، يتحلل حمض الأراكيدونيك بسرعة في الجسم، لكن الأسبرين يوقف هذه العملية، ما قد يؤدي إلى زيادة مستويات حمض الأراكيدونيك، والذي بدوره يقلل من نشاط الجسيمات الالتهابية وبالتالي الالتهاب ..

وأكد البروفيسور براينت: "من المهم التأكيد على أنه لا ينبغي تناول الأسبرين لتقليل خطر الإصابة بأمراض طويلة الأمد دون توجيه طبي، لأنه يمكن أن يكون له آثار جانبية مثل نزيف المعدة إذا تم تناوله على مدى فترة طويلة".

وأوضح " براينت ": "نحن مهتمون للغاية بمحاولة فهم أسباب الالتهاب المزمن في سياق العديد من الأمراض البشرية، وعلى وجه الخصوص دور الجسيم الالتهابي.

وما أصبح واضحا خلال السنوات الأخيرة هو أن أحد الجسيمات الالتهابية، على وجه الخصوص الجسيم الالتهابي NLRP3، مهم جدا في عدد من الأمراض الرئيسية مثل السمنة وتصلب الشرايين، ولكن أيضا في أمراض مثل مرض ألزهايمر ومرض باركنسون، والعديد من أمراض كبار السن، وخاصة في العالم الغربي".

وتابع: "من السابق لأوانه القول ما إذا كان الصيام يحمي من أمراض مثل مرض ألزهايمر ومرض باركنسون، لأن تأثيرات حمض الأراكيدونيك قصيرة الأجل فقط، ولكن عملنا يضاف إلى كمية متزايدة من البحوث العلمية التي تشير إلى الفوائد الصحية لتقييد السعرات الحرارية. وتشير إلى أن الصيام المنتظم على مدى فترة طويلة يمكن أن يساعد على تقليل الالتهاب المزمن الذي نربطه بهذه الحالات.

وتشير النتائج أيضا إلى آلية واحدة يمكن من خلالها أن يؤدي اتباع نظام غذائي عالي السعرات الحرارية إلى زيادة خطر الإصابة بهذه الأمراض

وأظهرت الدراسات أن بعض المرضى الذين يتبعون نظاما غذائيا غنيا بالدهون لديهم مستويات متزايدة من نشاط الجسيمات الالتهابية.

 

 

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة