مريض السكرى والضغط وفرحة العيد

الإثنين، 08 أبريل 2024 04:06 م
مريض السكرى والضغط وفرحة العيد
أمل محمد أمين

 
من سنوات عديدة ارتبطت فرحة العيد لدى المصريون بصناعة "الكحك"، وكان هذا أكثر ما يميز مصر عن باقي الدول العربية، وهم من أقدم الشعوب التي عرفت صناعة الكعك في مصر القديمة، أو مصر الفرعونية كما يسميها البعض، وقد أطلق عليه اسم "الأقراص"، لكونه مستدير الشكل، ربما كقرص الشمس.
 
وارتبطت هذه العادة باحتفالات وأفراح المصريين القدماء والطقوس الدينية، طوال عصر الأسر مرورا بعصر الدولة الحديثة، وطوال العصور الوسطى وحتى وصلنا الآن إلى القرن الحادي والعشرين.
 
لكن مع بهجة صناعة الكحك تدق قانوس الخطر أبواقها بالنسبة لمرضى السكري وخاصة كبار السن، لأن الأولاد يحرصون على مهاداة آبائهم بالكحك والبسكويت والبيتفور، وهو أمر محبب لكن من الضروري الانتباه لمعدلات السكر ومراجعة الطبيب المشرف على الحالة لمعرفة الكميات المسموحة بها، او الامتناع عن تناولها تماما حسب الحالة نظرا لأن الكحك يحتوي على كمية عالية من السكر، لذا يجب توخي الحذر عند التناول.
 
ومن الضروري عدم اعتبار الكحك وجبة مستقلة بذاتها أو اعتبارها بديلا عن الإفطار، بل يجب تناوله مع باقي الوجبات الرئيسية التي تحتوي على الكربوهيدرات المسموحة بها، والتنسيق حتى لا تزيد معدلات الكربوهيدرات عن المسموح بها، ويمكن لمريض السكر أن يتناول قطعة أو قطعتين من حلوى العيد في اليوم الواحد، وبالتناسب مع جرعات الأنسولين التي يتعاطاها.
 
ايضا علينا الانتباه إلى مخاطر الكحك والبسكويت والبيتي فور على  ضغط الدم، لأن استهلاكهم بكميات كبيرة يمكن أن يتسبب في ارتفاع ضغط الدم أيضا، كما يمكن أن يسبب استهلاك حلوي العيد بصورة خاطئة إلى زيادة الوزن بشكل كبير، وينصح لربة المنزل، عند تحضير هذه الحلوى في المنزل، مراعاة التحكم في المقادير أثناء التحضير عن طريق التقليل من الدهون والسكر المضاف، ومن الأفضل عدم إضافة السكر البودر على سطح الكحك، أو إضافة بعض الحشو، تجنبا لارتفاع نسبة السكر في الدم، ويفضل أن يستبدل مريض السكري حلوي العيد بتناول الفاكهة حسب الكميات التي حددها الطبيب.
 
ولا يمثل كحك العيد الخطر الوحيد على مريض السكري والضغط، فنحن الآن على أعتاب احتفالات شم النسيم، حيث يحرص المصريون على تناول الرنجة والفسيخ والملوحة بكميات كبيرة، وهذا في منتهى الخطورة على الصحة حيث أكدت العديد من الدراسات إن تناول كل من أسماك السلمون والسردين والرنجة بكمية كبيرة، يزيد من خطر الإصابة بمرض السكري بنسبة 25 في المائة، وذلك يعود إلى أن الإفراط في تناول الأسماك الغنية بالزيوت والأوميجا 3 ، يزيد من خطورة الإصابة بأمراض القلب وتتسبب في الاصابة بمرض السكري، وذلك وفقا لعلماء التغذية.
 
وأجريت دراسة على أكثر من 70 ألف شخص وجدت أن الأشخاص الذين يتناولون كميات زيادة من أسماك السردين والرنجة والفسيخ، وتسبب في زيادة خطر الإصابة بمرض السكري مقارنة مع الذين تناولوا كمية أقل من الأسماك الغنية بالزيوت و غنية بأحماض أوميجا 3 الدهنية غير المشبعة.
 
وقد يزيد تناول السمك من خطر الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري، عن طريق زيادة مستويات السكر في الدم ، حيث يتسبب في خطورة الإصابة بمرض السكري بسبب الإفراط في زيت السمك، وذلك سبب أوميجا 3 التي تتسبب في الإجهاد التأكسدي، وقد وجدت دراسة حديثة تؤكد أن الخلايا المنتجة للأنسولين في البنكرياس لا تعمل بنفس مستواها لدى الأشخاص الذين يتناولون مقدار سمكة من كل من السردين و الرنجة والفسيخ.
 
كما  يتسبب تناول الفسيخ والرنجة في الكثير من المشاكل في الدورة الدموية، خاصة لمرضى السكري ومرضى الكلى، حيث أنها تتسبب في إجهاد الكلى، ويتسبب في احتباس الماء في الجسم، ويتسبب زيادة الأملاح الموجودة في الرنجة والفسيخ إلى ارتفاع ضغط الدم في الجسم.
 
وتسبب الملوثات العضوية الثابتة التي تتعرض لها في كل من أسماك الرنجة والفسيخ وغيرها من الاسماك، والتي هي عبارة عن مواد كيميائية خطيرة والتي تشمل الديوكسينات، ومركبات ثنائي الفينيل متعدد الكلور ، وبعض مبيدات الآفات المحتوية على الكلور، وتتسبب في الكثير من المشاكل في عملية الإنجاب، وتتسبب في الاصابة بأنواع مختلفة من السرطان، وتؤكد الأبحاث أن هناك مجموعة متزايدة من الأدلة تؤكد أن التعرض لهذه الملوثات تؤدي إلى أمراض التمثيل الغذائي مثل مرض السكري.
 
وأحيانا يتسبب تناول الرنجة والفسيخ إلى الإصابة بهبوط حاد في الدورة الدموية، خاصة للأشخاص المصابين بالأمراض المزمنة مثل القلب ومرض السكري، وأصحاب الضغط المرتفع، ويؤدي إلي الاصابة بذبحة صدرية، لذلك يفضل لمرضى الأمراض المزمنة عدم تناول هذه الأطعمة، ويمكن فقط تذوقها لأنها غير آمنة على الصحة.
 
ولنتذكر أن الإفراط في الطعام بالنسبة للصحيح والعليل أمر نهى عنه النبي صل الله عليه وسلم بقوله "ما ملأ آدميٌّ وعاءً شرًّا من بطنٍ، بحسبِ ابنِ آدمَ أكلاتٍ يُقمنَ صُلبَهُ، فإن كان لا محالةَ : فثلُث لطعامِه، وثُلُثٌ لشرابِه وثُلُثٌ لنفَسِه" .

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة