عن النكبة

السبت، 18 مايو 2024 01:19 م
عن النكبة
حسام الدين على

النكبة لمن لا يعرف هي الحدث الذي وقع في عام 1948، حيث تم تشريد مئات الآلاف من الفلسطينيين واستيلاء إسرائيل على أراضيهم.

في ذكرى قيام دولة الاحتلال، ومع كل تلك الأحداث التاريخية وتأثيرها المستمر على الشعب الفلسطيني، تلك الذكرى تستحضر العديد من المشاعر، بما في ذلك الحزن والغضب والأمل في استعادة الحقوق المفقودة.

كلمة النكبة في التاريخ الفلسطيني الحديث تعني الهزيمة والكارثة التي تعرض لها الفلسطينيين، وحدثت خلال الحرب العربية الإسرائيلية في عام 1948، حيث تم تشريد مئات الآلاف من الفلسطينيين وتدمير العديد من القرى الفلسطينية، هذا الحدث أدى إلى تغير كبير في المجتمع الفلسطيني وتشكيل هويتهم الوطنية بشكل جديد، حيث تذكرهم بفقدان الأراضي والممتلكات والتشرد الذي أصابهم بينما تعتبر ذكرى قيام دولة الاحتلال الإسرائيلية في 14 مايو 1948، عندما أعلن ديفيد بن غوريون قيام دولة إسرائيل التي يعتبره الإسرائيليين يومًا مهمًا في تاريخهم

تقديرات عدد الفلسطينيين الذين تم تشريدهم في النكبة وإعلان الدولة العبرية تتراوح بين 700 ألف إلى مليون شخص، وهذه الأعداد ليست مجرد إحصائيات، بل وراء كل رقم كانت هناك قصص حياة مؤثرة ومأساوية يتوارثها اجيال الشعب الفلسطيني المتتالية.

وكرد فعل النكبة تباينت مواقف دول العالم تجاه ما حدث، فالدول العربية تعبيرًا عن دعمها للفلسطينيين، قامت العديد منها بإرسال قواتها إلى فلسطين خلال حرب عام 1948، ومنها مصر ومع ذلك فشلت الجهود العسكرية العربية في منع تأسيس إسرائيل وتم تكبيدها خسائر كبيرة، وبعد الحرب استمرت الدول العربية في دعم القضية الفلسطينية لكن سياسيًا وماليًا فقط، بعد أن امتد الصراع المسلح مع دولة الاحتلال ليصل إلي داخل عمق الدول العربية كما حدث في 1956 و1967 و1973، وأصبح المتاح هو دعم قرارات الأمم المتحدة التي تطالب بتحقيق حل عادل للصراع، اما الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي وقتها فقد كانت لهما أدوارا مهمة في دعم الجانبين المتصارعين، فالولايات المتحدة كانت تؤيد وتدعم دولة إسرائيل، بينما كان الاتحاد السوفيتي يدعم الفلسطينيين. ومع تصاعد الصراع البارد بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي أدى إلى تصاعد الصراع بين الأطراف المتحاربة في المنطقة.

اما الأمم المتحدة فقد اصدرت قرارًا عام 1947 يقضي بتقسيم فلسطين إلى دولتين، دولة للفلسطينيين والأخرى لليهود، وبالرغم من ذلك، فإن قرار التقسيم لم يتم تنفيذه أبدا، مما أدى إلى اندلاع الحرب في عام 1948 وإلى نكبة الشعب الفلسطيني، ومنذ ذلك الحين، اتخذت الأمم المتحدة مواقف متعددة تجاه الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، ودعمت جهود التسوية السياسية لكن دون فعالية كبيرة.

بقي أن أشير إلي تأثير ذلك على تقوية نفوذ الحركات الإسلامية بشكل كبير في المنطقة والعالم كله، ويمكن تفسير ذلك من عدة جوانب، فقضية فلسطين لها أهمية كبيرة في الثقافة والدين في العالم الإسلامي، لما لها من مكانة مقدسة للمسلمين، والصراع حولها يُصوّر عادة بمنظور ديني، فاستغلت الحركات الإسلامية هذه الأبعاد الدينية وحققت تأييد أوسع في الشارع الإسلامي لأهدافها وجهودها، كما استخدمت مفاهيم الجهاد والمقاومة في تسويق ونشر رسالتها وتقوية نفوذها في ظل الغبن والظلم والجرائم التي عجزت منظومة الأمن العالمي عن وقفها، وبدا جليا المعايير المزدوجة الغربية والغطاء السياسي والدعم العسكري والاقتصادي المستمرين علي حساب القضية والشعب الفلسطيني، فنظر البعض للحركات الإسلامية كوسيلة للمقاومة والتصدي للقوى الغربية المنحازة، والوسيلة الوحيدة المتاحة التي تسعى لتحقيق أهداف الشعوب العربية في عالم لا يعرف إلا لغة القوة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق