معرض علي سلمان «مُدن الظلال».. غدًا
الخميس، 04 فبراير 2016 02:08 م
يُفتتح غدًا الجمعة، السادسة والنصف مساءًا، في «دار الندوة»، معرض علي سلمان الذي اختار له صاحبه عنوان «نور الظلال». يضم المعرض حوالي 40 عملًا بأحجام متوسطة وصغيرة، نُفِّذت جميعها بألوان الأكريليك، مع بعض الإضافات التقنية المتعلقة بنسيج اللوحة، وذلك بحسب انتساب العمل إلى هذا النوع الفني أو ذاك.
وفي ما يختص بمسألة النوع المذكورة، يمكن ملاحظة حضور ثلاث فئات من الأعمال: فئة أولى استلهمت أجواء المدينة ومؤثراتها، وفئة ثانية اتخذت من البورتريه موضوعًا لها، أما الفئة الثالثة فهي ذات طابع تجريبي، وتشتمل على مشاهد طبيعية أو على بعض الموتيفات ذات العلاقة المباشرة، أو غير المباشرة، بالطبيعة والمحيط. شاء علي سلمان أن تكون لوحات المدينة ممتدة أفقيًا وقليلة الارتفاع، وكأنها تنزع نحو مشهد بانورامي يختصر المدينة في سلسلة من عمارات متلاصقة ومتداخلة، وبارتفاعات متفاوتة، تشكّل صفًا يحتل الحيز الوجهي من العمل، حيث تتكون الخلفية، بدورها، من عمارات أخرى لا تتزاحم في ما بينها كزميلاتها على البعد الأول، بل تبدو أكثر ضبابية وتمازجًا مع الأفق السماوي.
إذا كانت لوحات المدينة أفقية المنحى، فإن الأعمال المخصصة للبورتريهات هي، على عكس ذلك، ذات أنماط عمودية، تقلّ عرضًا بحيث يصبح البورتريه محصورًا ضمن إطار ضيّق لا يتسع لأية إضافات أخرى. علاوة على ذلك، لن نلحظ لدى علي سلمان اتجاهًا نحو إثقال البورتريه بمناح تشخيصية، بقدر سعيه نحو الاختصار من خلال تثبيت الملامح العامة للشخصية في خطوطها الدنيا. وفي هذا الإطار يمكن ملاحظة عمل واحد ينفرد عن باقي الأعمال بحجمه الأقرب إلى المقاسات الكلاسيكية، وبمضمونه الذي اجتمعت فيه «رؤوس» عديدة متلاصقة وذات ملامح متباينة.
كما لابد أن نلاحظ، عمومًا، نزعة علي سلمان نحو اعتماد التعاكس اللوني والتنقل الحاد بين الحار والبارد، وخصوصًا في الأعمال المكرّسة للمدينة مع بيوتها المتراوحة بين البساطة والتعقيد في ارتقاءاتها التشكيلية. وهذا الأمر ينعقد أيضًا على ضرب من العفوية يمكن رصده في مجمل الأعمال، التي لايخلو بعضها من ضربات حرة ومنفردة، لا تعمل على تكريس الخطوط العامة للرسم، بل تشير، كما يبدو، إلى نواح سيكولوجية، وتنسجم مع المناخ النفسي الذي نُفذت ضمنه غالبية اللوحات، التي يقول علي سلمان إنه رسمها من دون الاستناد إلى إضاءة باهرة للمكان، بل في ما يشبه الظل الذي تعتمل فيه أضواء خفيفة، لينتج من ذلك مجموعته الحالية المسماة «نور الظلال».
يستمر المعرض حتى 11 فبراير في «دار الندوة» ـ الحمراء، خلف البيكاديلي