محلل سياسى: إيران ستغير سياستها بعد الضربة.. وروسيا الرابح الأكبر من الحرب
الأربعاء، 25 يونيو 2025 01:34 م
قال الدكتور صلاح العبادي، المحلل السياسي من العاصمة الأردنية عمان، إن إيران تسعى لإعادة إنتاج نفسها سياسيًا بعد وقف إطلاق النار، وذلك من خلال فتح قنوات تواصل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وبعض الدول التي دعمتها سياسيًا، في محاولة لتخفيف الضغوط الدولية.
وأكد العبادي فى تصريحات لـ"إكسترا نيوز"، أن إيران رغم ترحيبها بزيارة الوكالة الدولية للطاقة، ستستمر في المضي قدمًا في مشروعها النووي، مشيرًا إلى أن الضربة الأمريكية الأخيرة لم توقف البرنامج، لكنها أخّرته لعامين فقط، بحسب تقديرات أمريكية.
وأضاف أن طهران تحاول العودة إلى طاولة المفاوضات من موقع قوة، لكن القوى الكبرى لديها أولويات متباينة؛ فالولايات المتحدة تركز على وقف تخصيب اليورانيوم والصواريخ البالستية، بينما تسعى إيران لرفع العقوبات الاقتصادية.
وفي سياق تحليله للمشهد، قال العبادي إن روسيا كانت الرابح الأكبر من هذه الحرب، حيث لعبت دور الوسيط الفعّال بين طهران وواشنطن، ويتوقع أن يتعاظم دورها، إلى جانب الصين، في أي تسوية مقبلة تتعلق بالملف النووي، موضحا أن الاقتراح الروسي السابق بنقل تخصيب اليورانيوم إلى الأراضي الروسية قد يعاد طرحه ضمن التفاهمات الجديدة.
وأشار العبادي إلى أن إيران فقدت الكثير من أدواتها الإقليمية خلال الفترة الماضية، في إشارة إلى تراجع دور الحوثيين وحزب الله نتيجة الضربات الأمريكية والإسرائيلية، وهو ما سيدفع طهران إلى إعادة النظر في سياستها الخارجية.
وشدد على أن الحرب الأخيرة بين إيران وإسرائيل أثبتت هشاشة الداخل الإيراني، حيث ظهرت الثغرات الأمنية بشكل واضح، وتم الحديث عن اختراق واسع من قبل الموساد، إضافة إلى تحليق الطيران الإسرائيلي لفترات طويلة داخل الأجواء الإيرانية.
وعن تقييمه للضربة الأمريكية، قال العبادي إنها كانت حاسمة وشبيهة بضربتي هيروشيما وناجازاكي من حيث التأثير السياسي والنفسي، مشيرًا إلى أن التكنولوجيا المتطورة للصواريخ الإيرانية شكلت تحديًا واضحًا للدفاعات الجوية الإسرائيلية، رغم التفوق الجوي الإسرائيلي.
وفي ما يتعلق بتفكير الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أوضح العبادي أن أولويات الإدارة الأمريكية تشمل، الملف النووي الإيراني، الصواريخ البالستية، دور إيران الإقليمي وميليشياتها، رفع العقوبات الاقتصادية ضمن صفقة تحقق مكاسب للولايات المتحدة.
وأكد أن ترامب أصبح يتعامل مع الملف الإيراني بجدية أكبر بعد الضربة الأخيرة، وأن إيران، التي اعتادت المراوغة، باتت تواجه إدارة أمريكية "تحسم أكثر مما تساوم".