وقالت الموظفة، فى رواية مؤثرة لما دار بينها وبين زميلها قبل وفاته، إنها حاولت الاتصال به فور علمها باندلاع الحريق، مشيرة إلى أن وائل كان من العاملين فى إدارة الموارد البشرية، وكان يتواجد آنذاك في مقر عمله داخل المبنى.
"سألته: أنت بخير يا أستاذ وائل؟ أنت فين؟ والقطط فين؟ "كنا نتشارك في إطعام القطط التي تعيش في المبنى"، فأجاب: أنا مش شايف حاجة، لا قطط ولا بشر، إحنا محبوسين في المكتب، فصلوا الكهرباء، والدخان شديد، وخايفين نتخنق."
وأضافت: "سألته إذا كانت قوات الحماية المدنية قد وصلت، فأجاب بصوت متهدج: أعتقد جات، بس الدخان جامد، وكان بيكح بشدة، ثم انقطع الخط."
وأوضحت أنها عاودت الاتصال به مرات عدة، حتى رد عليها بصوت مختنق قائلًا: "لا، مش عارف أخرج... حاولي تقفلى... إحنا كده خلاص."
ثم سمعت صوت زجاج يتحطم، وانقطع الاتصال بشكل نهائي.
وأشارت الموظفة إلى أن تلك المكالمة كانت آخر تواصل بينها وبين وائل، مؤكدة أنه ظل حتى اللحظة الأخيرة محتجزًا في مكتبه، غير قادر على مغادرة الطابق الذي يعمل فيه بسبب كثافة الأدخنة وانقطاع الكهرباء.
وتشيع جنازة الراحل وائل مرزوق وزملائه مساء اليوم.
