40 سلوكا وتصرفا خاطئا تستهدفهم "صحح مفاهيمك" لمدة عام

السبت، 27 سبتمبر 2025 10:00 م
40 سلوكا وتصرفا خاطئا تستهدفهم "صحح مفاهيمك" لمدة عام
منال القاضي

المبادرة تستهدف التدخين والمخدرات والغش في الامتحانات ورشق القطارات بالحجارة وأثر السوشيال ميديا على الأسرة

وزير الأوقاف: المبادرة ثمرة عمل جماعي استمر عدة أشهر لرصد السلوكيات الخاطئة.. واطلاقها في جميع المحافظات

 

الأحد الماضى، أطلقت وزارة الأوقاف، المبادرة الوطنية الشاملة "صحح مفاهيمك"، بالتزامن مع فعالياتها بالعاصمة الإدارية الجديدة وجميع محافظات الجمهورية، والتي تأتى ضمن جهود الدولة في بناء الإنسان الذي يمثل محورًا رئيسًا في الاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة ورؤية مصر 2023 .

وتعد "صحح مفاهيمك" مشروع وطني متكامل لتصحيح المفاهيم الدينية والسلوكيات المجتمعية الخاطئة، ومواجهة التطرف الديني واللاديني والشائعات والانحرافات الفكرية، بما يعزز قيم الانتماء والاعتدال ويكرّس الهوية الوطنية، عبر خطة تمتد لعام كامل، تشمل أكثر من 40 قضية وموضوعًا، تتناول القضايا الدينية والاجتماعية والإنسانية والسلوكيات الحياتية الخاطئة، من خلال الندوات والدروس والخطب والمحاضرات، حيث من المقرر أن تشهد جميع المحافظات فعاليات وأنشطة ميدانية للمبادرة تستهدف جميع فئات المجتمع وتناقش العديد من القضايا والموضوعات.

وتستهدف المبادرة تصحيح مجموعة واسعة من المفاهيم والسلوكيات السلبية التي تمس حياة الناس اليومية، وتؤثر على منظومة القيم الأخلاقية والدينية في المجتمع، من خلال خطة توعية وطنية شاملة تمتد لعام كامل، وتتناول المبادرة أكثر من 40 موضوعًا وقضية مركزية تم اختيارها بعناية شديدة، لتغطي جوانب متعددة من الواقع المصري، ما بين قضايا اجتماعية وإنسانية وسلوكيات حياتية خاطئة، ومفاهيم دينية تحتاج إلى تصويب وإعادة بناء، فهي لا تتوقف عند مواجهة مظاهر التطرف والغلو، بل تمتد إلى ملفات حيوية تمس حياة الناس مباشرة، وتشمل: الغش في الامتحانات، مخالفة إشارات المرور، عدم احترام كبار السن، رشق القطارات، تعذيب حيوانات الشارع، استخدام الهاتف أثناء القيادة، التدخين والسجائر الإلكترونية، تعاطي المخدرات، العنف ضد الأطفال، التوعية بخطورة ظاهرة أطفال الشوارع، الانتحار بحبوب الغلة، الألعاب غير المفيدة للأطفال، إدمان الأطفال على السوشيال ميديا، التعامل غير اللائق مع السياح، التنمر، إيذاء ذوي الهمم، التعدي على الجار، الرشوة، الانتحار، التعصب الكروي، التفكك الأسري، عدم مساعدة الزوج لزوجته  الخلافات الأسرية.

كما تضم تخريب الممتلكات العامة، إدمان السوشيال ميديا وأثره على الأسرة، الإسراف في استهلاك المياه، التوعية بخطورة العنف المدرسي، إدمان المواد الإباحية، إلقاء القمامة في الشوارع، تقديم المساعدات للمحتاجين بشكل غير لائق، غياب التواصل بين الآباء والأبناء، التحرش بجميع أنواعه، سبّ الدين، الاحتيال المالي في صورة "مستريح"، كما تشمل المبادرة محورًا دينيًّا عميقًا لتصحيح المفاهيم المغلوطة المرتبطة بالتطرف، ومنها: التنزيل الخاطئ للآيات، التدين بالحماس، مفهوم الجهاد في الإسلام، شرعنة الفحش، شرعنة العنف  الولاء والبراء  الإلحاد، التشكيك في قيمة الوطن والادعاء أن الوطن حفنة تراب، التشكيك والحيرة ونشر روح التشاؤم في كل شيء

هذه الموضوعات تُطرح من خلال خطة مدروسة تعتمد على المعالجة العلمية الهادئة، واللغة البصرية والإعلامية الحديثة، لتكون المبادرة مشروعًا وطنيًّا لبناء وعي جديد، يُعيد الثقة في القيم، ويزرع الأمل في النفوس.

الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، قال إن المبادرة تنطلق في إطار رؤية الدولة لبناء الإنسان المصري، وتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، وفي إطار برنامج عمل الحكومة، وفي إطار عمل المجموعة الوزارية للتنمية البشرية، وتهدف إلى تعزيز القيم الإيجابية ومعالجة الظواهر السلبية في المجتمع، مشيرًا إلى أن الوزارة أعدت غرفة عمليات قامت بالتنسيق مع كافة الوزارات والهيئات لمتابعة المبادرة ورصد السلوكيات السلبية ووضع خطة متكاملة لمعالجتها، وتشمل المبادرة المساجد والمدارس والجامعات وقصور الثقافة، لتغطية محافظات الجمهورية كافة تحت إشراف المحافظين.

وأشار الأزهرى إلى أن المبادرة جاءت ثمرة عمل جماعي استمر عدة أشهر لرصد السلوكيات الخاطئة وتقويمها وفق القيم الأخلاقية والدينية، وبالاستفادة من خبرات علماء النفس والاجتماع والإعلام، كما أكد أن المبادرة ستنطلق فعالياتها في جميع محافظات الجمهورية على مدار عام كامل برعاية المحافظين، ضمن خطة الدولة المصرية لبناء الإنسان وتنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي وبرنامج الحكومة.

وقال الدكتور أسامة رسلان، المتحدث باسم وزارة الأوقاف، إلى تعاون الوزارة مع أكثر من 15 جهة حكومية ومؤسسة، بما في ذلك وزارات التربية والتعليم والتعليم العالي، وكذلك المجلس القومي للبحوث الاجتماعية، في المبادرة، مؤكداً في الوقت نفسه على أهمية استخدام وسائل الإعلام الحديثة والتواصل الاجتماعي في الوصول إلى أكبر عدد ممكن من المواطنين.

وتشارك عدد من الوزارات في الحملة، منها وزارة النقل، حيث تم توقيع بروتوكول خلال الفترة الماضية بين النقل والأوقاف تحت شعار: "صحح مفاهيمك – سلامتك تهمنا"، لدعم الأنشطة التوعوية المرتبطة بأخلاقيات استخدام الطرق والمواصلات، وتنظيم ندوات ومحاضرات وورش عمل، بما يسهم في تعزيز القيم الإيجابية والمحافظة على أرواح المواطنين والممتلكات العامة، وقال الفريق مهندس كامل الوزير نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل إن المبادرة منبر يجمع الدولة والمجتمع، ونواةً لصحوة فكرية وأخلاقية، تحت رايةٍ واحدة: فهم صحيح، تعامل سليم، مجتمع واعٍ، ووطن مزدهر.

وتؤكد وزارة الأوقاف أن الحملة تتميز بأسلوبها العصري الجذاب، إذ تعتمد على تنوع الوسائل الإعلامية المستخدمة: من صور معبرة، وفيديوهات قصيرة، ومنشورات مصممة بعناية، إلى جانب برامج توعوية، ولقاءات جماهيرية، وتهدف الحملة إلى الوصول لقلوب وعقول الناس، بأبسط العبارات، وأصدق الرسائل، عبر آلاف الندوات ومجالس العلم المنتشرة في ربوع الجمهورية.

ويقول محمود الجلاد، معاون وزير الأوقاف للإعلام: تتناول الحملة عددًا من القضايا الاجتماعية والدينية المهمة التي تمس حياة المواطن اليومية، مشيراً إلى تنفيذ آلاف من مجالس العلم والذكر حول خطورة رشق القطارات بالحجارة، وعشرات من لقاءات "الجمعة للأطفال" لمناقشة قضايا مثل "من غشنا فليس منا – النصب الإلكتروني أنموذجًا"، وعشرات الأسابيع الثقافية التي نُظّمت في كل المحافظات، بالإضافة إلى مئات الندوات المدرسية بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم، بما فيها المدارس العسكرية، إلى جانب عشرات الندوات العلمية الكبرى في عدد من المساجد الكبرى، وشهدت الحملة تفاعلًا واسعًا من وسائل الإعلام المختلفة، ويشارك في دعم الحملة عدد من الوزارات والهيئات، منها وزارة الموارد المائية والري، ووزارة التعليم العالي، ووزارة الشباب والرياضة، ووزارة الثقافة، ووزارة البيئة، ووزارة الصحة، ووزارة النقل، والهيئة الوطنية للإعلام، بما يؤكد إدراك الدولة لأهمية التوعية المجتمعية المنضبطة.

وأشار "الجلاد" إلى أن حملة "صحح مفاهيمك" ليست مجرد برنامج توعوي، بل هي مشروع وعي وطني شامل، جاء في توقيت بالغ الأهمية؛ إذ تتعرض المجتمعات لموجات متلاحقة من الشائعات، والمفاهيم المغلوطة، وسوء استخدام وسائل التواصل، وانتشار السلوكيات السلبية التي تهدد بنية الأسرة واستقرار المجتمع، ومن هنا، فإن الحملة تمثل استجابة رشيدة لحاجة المجتمع الماسة إلى تصحيح المسار، وتجديد الخطاب التوعوي، وتحصين العقول والنفوس، عبر خطاب هادف، ينطلق من ثوابت الدين، ويخاطب الواقع بلغة عصرية واعية.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق