تعرف على تفاصيل اكتشاف علمى جديد قد يُنقذ مرضى السكرى من خطر انخفاض سكر الدم

الأحد، 05 أكتوبر 2025 11:37 ص
تعرف على تفاصيل اكتشاف علمى جديد قد يُنقذ مرضى السكرى من خطر انخفاض سكر الدم

في تطور علمي مثير قد يحدث نقلة في علاج مرضى السكر، كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون في جامعة كاليفورنيا - ديفيس، أن نوعًا من الخلايا في البنكرياس يدعى "خلايا دلتا"، قد يؤدي دورًا محوريًا في حماية الجسم من الانخفاض الخطير لمستوى سكر الدم، وهي الحالة التي يعاني منها العديد من مرضى السكر، خصوصًا عند استخدامهم للعلاج بالأنسولين.
 

على مدى سنوات، ركزت الدراسات على "خلايا بيتا" المنتجة للأنسولين، بينما أُهملت خلايا دلتا، التي تشكل فقط نحو 5% من خلايا البنكرياس، واعتبرت لفترة طويلة مجرد خلايا ثانوية، لكن الدراسة الجديدة، التي نُشرت نتائجها في مجلة PNAS، بينت أن هذه الخلايا تؤدي دورًا بالغ الأهمية في ضبط إفراز الأنسولين ومنع انخفاض مستوى السكر إلى مستويات خطيرة.

خلايا دلتا… مفتاح جديد لفهم توازن السكر
داخل البنكرياس تعمل خلايا مختلفة بتناغم دقيق خلايا بيتا تفرز الأنسولين لخفض السكر، وخلايا ألفا تفرز الجلوكاجون لرفعه، بينما تفرز خلايا دلتا هرمونًا يدعى "السوماتوستاتين" يعمل بمثابة فرامل تمنع الإفراط في إفراز الأنسولين.

 

لكن كيف تعرف خلايا دلتا متى تبدأ عملها؟

كشفت الدراسة أن هناك وصلات كهربائية دقيقة تربط خلايا بيتا بخلايا دلتا، عبر بروتين يسمى "كونيكسين 36"، يسمح بنقل الإشارات الكهربية بسرعة كبيرة، هذه الإشارات تهيئ خلايا دلتا لتطلق السوماتوستاتين، مما يقلل من خطر الانخفاض المفاجئ في سكر الدم.

كما تبين أن خلايا بيتا تفرز أيضًا هرمونًا إضافيًا يدعى "يوروكورتين-3"، يعزز استجابة خلايا دلتا ويحفزها على إطلاق السوماتوستاتين بعد نحو 30 ثانية من بدء انخفاض السكر، وهو ما يمنح الجسم "ضربة مزدوجة" للحماية.

ما أهمية هذا الاكتشاف لمرضى السكر؟
 

بالنسبة للمصابين بالسكر، قد تكون هذه المنظومة الدقيقة معطلة، إما بسبب خلل في خلايا بيتا، أو ضعف إشارات "اليوروكورتين-3"، أو بسبب مشاكل في الوصلات الفجوية التي تنقل الإشارات لخلايا دلتا، ونتيجة لذلك، يفقد الجسم القدرة على وقف الانخفاض الحاد في السكر، مما يعرض المرضى لمضاعفات خطيرة مثل الإغماء أو الغيبوبة.

الدراسة أشارت إلى أن تحسين وظيفة خلايا دلتا أو تعزيز الإشارات الكهربائية بينها وبين خلايا بيتا، قد يوفر طريقة جديدة لحماية مرضى السكر، دون التدخل المباشر في إنتاج الأنسولين أو الجلوكاجون.


ورغم أن الدراسة أُجريت على الفئران، إلا أن نتائجها تفتح بابًا واسعًا أمام تطوير أدوية جديدة تعيد التوازن لهرمونات البنكرياس، ويحذر الباحثون من أن أي تعديل في نشاط خلايا دلتا يجب أن يتم بدقة، لأن التوازن بين خفض ورفع السكر حساس للغاية.

ويأمل العلماء الآن في تطبيق هذه النتائج على البشر، مما قد يساعد في تقليل الاعتماد الكامل على الأنسولين، وتحسين نوعية حياة الملايين من مرضى السكر حول العالم.

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق