تصعيد شامل في الضفة الغربية: 766 اعتداءً واقتحامات وجرائم حرق ينفذها المستوطنون

السبت، 08 نوفمبر 2025 10:34 ص
تصعيد شامل في الضفة الغربية: 766 اعتداءً واقتحامات وجرائم حرق ينفذها المستوطنون
هانم التمساح

 
تعيش الضفة الغربية المحتلة منذ فجر اليوم على وقع تصعيد ميداني واسع النطاق، بعد أن شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي سلسلة اقتحامات متزامنة لعدد من المدن والبلدات الفلسطينية، في وقت أقدم فيه مستوطنون متطرفون على إضرام النار في أحد المنازل بقرية أبو فلاح شمال شرق رام الله، ما أدى إلى احتراق أجزاء واسعة منه.
 
 اقتحامات في البيرة والقدس وبيت لحم
 
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" أن قوات كبيرة من جيش الاحتلال، ترافقها آليات عسكرية وجرافات، اقتحمت مدينة البيرة في محافظة رام الله والبيرة، وتمركزت في محيط مستشفى جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني ومبنى بلدية البيرة، وأطلقت أعيرة نارية وقنابل صوتية بكثافة، مما تسبب بحالة من الخوف بين المرضى والعاملين في المستشفى.
 
شهود عيان أكدوا أن قناصة الاحتلال تمركزوا فوق عدد من أسطح المباني القريبة، فيما نفذت القوات عمليات تفتيش محدودة في الشوارع المحيطة دون أن تسجل اعتقالات حتى الآن.
 
وفي القدس المحتلة، اقتحمت قوة عسكرية إسرائيلية بلدة كفر عقب شمال المدينة عبر حاجز قلنديا العسكري، مستخدمة آليات مصفحة وسط إطلاق عشوائي للرصاص الحي وقنابل الصوت. وأفاد شهود أن المواجهات اندلعت بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال، التي ردت بإطلاق النار والغاز المسيل للدموع، ما تسبب بحالات اختناق في صفوف الأهالي.
 
أما في محافظة بيت لحم، فقد اقتحمت قوات الاحتلال بلدتي الدوحة والخضر، وتمركزت في أحياء صبري والجامع الكبير وحارة دار صلاح. ونصبت القوات حاجزًا عسكريًا مفاجئًا في منطقة عقبة حسنة قرب قرية نحالين، حيث أوقفت المركبات وفتشتها بشكل دقيق، مما تسبب في اختناقات مرورية وإعاقة حركة المواطنين المتجهين إلى أعمالهم.
 
  مستوطنون يحرقون منزلًا في قرية أبو فلاح
 
وفي حادثة وُصفت بأنها من أخطر اعتداءات المستوطنين منذ بداية الشهر الجاري، اقتحم عدد من المستوطنين المتطرفين فجر اليوم أطراف قرية أبو فلاح شمال شرق رام الله، وأضرموا النار في منزل المواطن باسل الشيخ المكون من طابق واحد.
 
وأفادت مصادر محلية بأن المستوطنين كتبوا شعارات عنصرية بالعبرية على جدران المنزل قبل انسحابهم، في مشهد يعيد إلى الأذهان جرائم “تدفيع الثمن” التي نفذتها مجموعات المستوطنين خلال السنوات الماضية.
الحريق أدى إلى احتراق أجزاء من المنزل ومحتوياته بالكامل، بينما تدخل أهالي القرية لمحاولة إخماد النيران قبل وصول طواقم الإطفاء الفلسطينية.
 
وعقب الحادث، اقتحمت قوات الاحتلال المنطقة، وأطلقت الرصاص الحي وقنابل الصوت والغاز لتفريق المواطنين الذين احتشدوا في محيط المنزل، ما أدى إلى إصابة عدد من الأهالي بحالات اختناق دون تسجيل إصابات مباشرة بالرصاص.

تصاعد لاعتداءات المستوطنين
 
ووفقًا لتقرير صادر عن هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، فإن شهر أكتوبر الماضي شهد 766 اعتداءً للمستوطنين في الضفة الغربية، تراوحت بين إحراق منازل ومركبات، واقتلاع أشجار زيتون، واعتداءات جسدية على المزارعين، ورشق بالحجارة على الطرقات.
 
ويؤكد مراقبون أن هذه الاعتداءات تتم غالبًا تحت حماية مباشرة من الجيش الإسرائيلي، الذي يكتفي في معظم الحالات بإبعاد الفلسطينيين أو اعتقالهم بدلاً من ملاحقة المستوطنين المعتدين.
 
أجواء توتر وتحذيرات من انفجار ميداني
 
تأتي هذه التطورات وسط حالة من الاحتقان الشديد في مدن وقرى الضفة الغربية، مع استمرار الاقتحامات الليلية والاعتقالات اليومية، بالتزامن مع تصعيد العمليات العسكرية في جنين وطولكرم ونابلس خلال الأسابيع الأخيرة.
 
وحذرت جهات فلسطينية رسمية، من بينها هيئة شؤون الأسرى والمحررين ووزارة الخارجية الفلسطينية، من أن استمرار هذا النهج الإسرائيلي قد يؤدي إلى تفجر الأوضاع الأمنية في الضفة الغربية، مشيرة إلى أن تواطؤ الحكومة الإسرائيلية مع جماعات المستوطنين يمثل “قنبلة موقوتة تهدد بانفجار شامل”.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق