فوز «ترامب».. و«وهم» ديمقراطية أمريكا (تقرير)

عكست الإنتخابات الأمريكية التي حُسِم أمرها بفوز المُرشَح الجمهوري، دونالد ترامب، على منافسته الديمقراطية، هيلاري كلينتون؛ مظاهر جديدة مُغايرة عما كانت من قبل، كشفت طبيعة سياسة أمريكية مُختلفة عما تعتقده شعوب العالم ولاسيما شعوب المنطقة العربية.

استطلاعات لتوجيه الرأى العام

بدأت ملاحظة الأمر مع ظهور المؤشرات بفوز "ترامب" وتقدُمه على "كلينتون" صباح الأربعاء الماضي، وهو ما اختلف تمامًا عما كانت تُروجه أبرز إستطلاعات الرأى الأمريكية على مدار الحملات الإنتخابية الأمريكية، والتي استمرت لحوالي عام ونصف، وحتى قبل ساعات قليلة من ظهور نتائج السباق الرئاسي. ويُعد ذلك الأمر جديدًا على الأوساط الأمريكية والغربية، التي طالما عُرفت بمُطابقة استطلاعات الرأى بها، بنتائج الإنتخابات التي تُجرى على أرضها إلى حد كبير.

إعلام غير مُحايد

هذا إلى جانب إعلان عدة صُحف أمريكية من أبرزها، واشنطن بوست، ونيويورك تايمز، ويو إس أيه توداى، وذي أتلانتيك، وفورين بوليسي؛ دعمهم لـ"كلينتون"، رفضًا لتصريحات "ترامب". ولم يتوقف الأمر عند مجرد الإعلان كعادة الصحافة الأمريكية خلال فترة الإنتخابات الرئاسية بأمريكا، ولكنها حاولت الدعم بكل ما تملُك من أساليب لـ"كلينتون"، واتضح ذلك من خلال نشر تسريبات وتسجيلات فاضحة لـ"ترامب"، وأيضًا طلب الكشف عن سجلاته الضريبي والإلحاح على ذلك.

وكانت اللافتة الأكثر وضوحًا بالنسبة للمتابعين ولاسيما الإعلاميين من مختلف أنحاء العالم، عندما قامت مجلة الـ"نيوزويك" الأمريكية الشهيرة، بسحب واستعادة ما يقرُب من 125 ألف نسخة من عدد قامت بطباعته وتوزيعه كان يحمل صورة "كلينتون" على الغلاف، على أنها الفائزة بالإنتخابات الأمريكية.

ضرب نار واعتراض على نتيجة الإقتراع

ويبدو أن التغيُرات التي شهدتها الساحة الأمريكية في تلك الإنتخابات عن مثيلتها السابقة، لم تقف عند حد مجال الإعلام، والكواليس السياسية العُليا؛ فقد امتدت ملامحها إلى الشارع الأمريكي، وبدا بعض الأمريكان غير مُتقبلين للنتيجة التي جاءت بها صناديق الإقتراع، ففور إعلان النتيجة بفوز المُرشَح الجمهوري، انطلقت تظاهرات في شوارع عدة مدن أمريكية، أبرزها نيويورك وكاليفورنيا؛ احتجاجًا على فوز "ترامب"، مُنددة بأفكاره وتصريحاته، والتي وصفوها بالعنصرية تجاه الملونين والنساء والأجانب. بالإضافة إلى إصابة 5 أشخاص أحدهم بجروح خطيرة في سياتل، بعد أن فتح شخص النار عليهم في مشاجرة، بسبب الإحتجاج على فوز "ترامب"، بحسب فرانس 24.