«القبطى» صانع المنابر بقنا: «دعوت الله فى المسجد فرد لى ابنى الغائب»

أربعون عاما قضاها الرجل بين المسجد والكنيسة، يصنع منابر المساجد ويحضر قداس الأحد، أبوشنودة أو «العم كراس جرجس ميخائيل»، الذي يعيش في نجع حمادي بمحافظة قنا، قضى أغلب سنوات عمره في مهنة النجارة، واختار أعقد أجزائها وهي صناعة المنابرللمساجد، التي تحتاج لمهارة مضاعفة، لأن أغلب مراحلها تتم بشكل يدوي ولا تتوافر لدى الكثيرين، لم يكن تردد أبوشنودة على المساجد وقضاء وقته بها إلا تأكيدا على الروح الوطنية بين المسلمين والمسيحيين في صعيد مصر.

بدأ العم كراس مشواره بصناعة المنابر، حين طلب منه صديق أن يصنع له منبرا فوافق، بعدها بفترة تغيب عنه ابنه المجند وانقطعت أخباره، فأخذ يدعو الله فى المسجد أن يرد له ابنه، موقنا بأن المسجد والكنيسة كلها بيوت الله، ولكنه اعتقد أن الله لم يستجب له فكاد يوقف عمله بصناعه المنابر، لكن لم يمر وقت طويل حتى جاءته أخبار سارة تطمئنه على ابنه، فتعهد بأنه لن يرفض صنع أي منبر، ونذر على نفسه أن يتحمل ثلث التكلفة.

أبوشنودة قال لــ«صوت الأمة»: إنه يعمل بهذه المهنة منذ 40 عاما، صنع خلالها أكثر من 300 منبر في قنا وسوهاج والأقصر،
أشهرها منبر مسجد «عبدالرحيم القناوي»، كما أكد أنه خلال تلك الفترة لم يواجه أي مشاكل أو صعوبات لكونه قبطيا ويصنع منابر
المساجد، مشددا على أنه سيظل يصنع المنابر لإخوته المسلمين حتى وفاته.

تميز العم كراس بفطرته واحترامه الشديد لحرمة المساجد، كما تميز بكلمته الشهيرة: "الجميع إخوة، والدين لله وحده"، وبهذا فرض على الجميع احترامه وتقديره.