قاعدة تمثال التحرير المنحوسة.. مطمع رؤساء مصر من نجيب لمبارك

الخميس، 02 مارس 2017 02:22 م
قاعدة تمثال التحرير المنحوسة.. مطمع رؤساء مصر من نجيب لمبارك
قاعدة تمثال التحرير
شريف على

منذ عام 1951 وحتى أوائل الثمانينيات، نصبت فى ميدان التحرير (الخديو إسماعيل سابقاً) قاعدة تمثال لم يعرف أحداً حينها سبباً لوجوده. وسرعان ما تبين فى أواخر عهد فاروق أنه تمهيد لنصب تمثال للخديو إسماعيل جد الملك فى منتصف الميدان الذى سمى بإسمه. كان التمثال ضمن خطة طموحة بدأها فاروق ولم يتمكن من إتمامها كانت تقضى بإنشاء مسجد كبير بإسم مسجد فاروق ومجمع للمصالح الحكومية (مجمع التحرير حالياً) وطريق واسع مماثل لطريق الشانزلزيه يمتد ما بين قصر عابدين وما صرنا نعرفه اليوم بميدان التحرير، وإن تراجع عن الفكرة الأخيرة لأنها كانت تقضى بهدم كافة المبانى بين شارعى التحرير والبستان وهو أمر بدا شبه مستحيل. وكانت الخطة تقضى بنصب تمثال أخر للملك فؤاد أمام قصر عابدين ونصبت بالفعل قاعدة لهذا التمثال وظلت تلك القاعدة فى مكانها ويشغله حالياً حديقة تم تطويرها مؤخراً أمام مبنى محافظة القاهرة ثم أزيلت خلال السنوات الأولى من ثورة يوليو 1952. لم يمهل الوقت فاروق كى ينصب تمثال جده إسماعيل فى الميدان.


حيث قامت ثورة يوليو 1952 ولكن أبقت حكومة الثورة على قاعدة التمثال فى ميدان التحرير وباتت كاللغز بالنسبة للناس الذين صاروا يعتبرون تلك القاعدة تمثالاً فى حد ذاته. وخلال الأشهر الأولى للثورة طالب البعض بتحويلها لنصب للجندى المجهول وكتبت بعض الأقلام بضرورة نصب تمثال للرئيس محمد نجيب "حبيب الشعب" كما كان يطلق عليه خلال فترة حكمه القصيرة. ومع رحيل نجيب عن الحكم وتولى الرئيس جمال عبد الناصر، ظلت قاعدة التمثال كما هى ومع أرتفاع شعبية الرئيس ووإنجازاته العديدة على المستويات السياسية والأقتصادية والتعليمية والصحية والأجتماعية، عادت الأقلام فى الصحف الحكومية على أستحياء تطلب تجميل ميادين مصر بتماثيل لرموز الحركة الوكنية المصرية وطالب البعض صراحةً بنصب تمثال لجمال عبد الناصر فى ميدان التحرير غلى قاعدة التمثال الخالية، وتراجعت تلك المطالبات بعد نكسة 1967 إلى  أن جاء الرئيس الراحل محمد أنور السادات للحكم فى أواخر عام 1970. وخلال سنوات حكم السادات وتحديداً بعد أنتصار السادس من أكتوبر 1973 عادت الأقلام لتكتب قاعدة التمثال، التى أسماها الكاتب الصحفى الراحل أنيس منصور "الخازوق" الذى لا معنى له مع تلميحات منه ومن كتاب أخرين بنصب تمثال لبطل الحرب والسلام على قاعدة ميدان التحرير. ولم يمهل القدر السادات حيث أغتيل فى أكتوبر 1981 أثناء أحتفالات أنتصارات أكتوبر فى حادث المنصة الشهير. وأستمرت قاعدة التمثال الجرانيتية فى مكانها خلال السنوات الأولى من حكم مبارك إلى أن أزيلت مع بدء أعمال الحفر الخاصة بمترو الأنفاق. ومكان تلك القاعدة المنحوسة اليوم هو نفس مكان النصب التذكارى المؤقت لشهداء ثورتى 25 يناير و30 يونيو والذى تعرض للتخريب من قبل مجهولين فى 19 نوفمبر 2013 بعد يوم واحد من أفتتاحه. واليوم يرتفع علم مصر على نفس مكان تلك القاعدة التى كانت مطمعاً للرؤساء ولم ينلها أحداً منهم.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق