وماذا بعد؟

الجمعة، 03 مارس 2017 05:46 م
وماذا بعد؟
منى أحمد تكتب

دلالات كبيرة للزيارتين اللتين قاما بهما كلًا من الرئيس الإيراني حسن روحاني، لدولة الكويت، وسلطنة عمان، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى السعودية وقطر والبحرين، في زيارتين متزامنتين في اعتقادي أنهما بلورا الصراع بين القوتين الإقليميتين السنية والشيعية في منطقة الخليج العربي خاصة على خلفية تداعيات الربيع العربي، الذي أشرق على المنطقة وتحديدًا في سوريا واليمن والعراق، تحت عباءة الاستقطاب الطائفي، وكلا القوتين تسعى لتوطيد نفوذه وإثبات وجوده كلاعب إقليمي رئيسي له أدواته وكلًا له حلفائه.

وتاريخ من الشد والجذب للعلاقات بين الجارة الشيعية التي تمتلك قوة عسكرية نووية كبرى وبين دول الخليج التي تتوجس خيفة من السياسة الإيرانية في المنطقة سرعان ما تحولت إلى صراعات تجسدت جليا بمناطق البؤر الساخنة في سوريا واليمن اللتان تحولتا إلى ساحة لتصفية الحسابات كلًا حسب انحيازاته المذهبية والسياسية.

اكتسبت الجولة الخليجية لـ«روحاني» أهمية كبرى في إطار سعي طهران لحلحلة الموقف مع دول مجلس التعاون الخليجي. إيران تنظر للكويت على أنها وسيط موثوق به وسلطنة عمان الدولة الأقرب لها. يأتي هذا في ظل المرحلة الضبابية التي تمر بها إيران فهناك إدارة أمريكية جديدة ألمحت إلى إعادة النظر في الاتفاق النووي الإيراني الذي تم الاتفاق عليه في عهد إدارة أوباما فجاءت الزيارة لقراءة التعاطي الخليجي مع ضغوط الإدارة الأمريكية ضد طهران. هذا إلى جانب التقارب الذي شهدته العلاقة بين موسكو وأنقرة وإحداث تغيير حول بعض الرؤى المتسقة للعديد من الملفات بين الحليف الروسي التقليدي لطهران.

كما أصبح التقارب التركي الخليجي الذي وصل لحد التطابق في عدد من الملفات المهمة يمثل مصدرًا آخرًا للقلق لمنطقة ترى فيها ملالي إيران منطقة نفوذ استراتيجي وأمن قومي لهم. على جانب آخر ترى دول الخليج في الجارة السنية حائط صد في مواجهة سياسات طهران والتهديدات الأمنية والتحديات التي تحيط بالمنطقة يقابلها رغبة تركية براجماتية لإقامة علاقات سياسية واقتصادية متميزة مع الدول الخليجية بعد الفتور الذي شهدته العلاقات التركية بالحلفاء الغربيين جراء عمليات القمع الذي تمارسه حكومة أردوغان على معارضيها، كما لعبت الأزمات الاقتصادية التي تمر بها تركيا دورا كبيرا فأصبحت في أمس الحاجة لضخ المزيد من الاستثمارات الخليجية لأسواقها.

كما تحفظ لها العلاقات المتميزة بالخليج مقعدها كلاعب أساسي في معادلة الأمن الإقليمي في الخليج وتبقى الإمارات تغرد خارج السرب في معادلة المصالح، فالعلاقات الإيرانية الإماراتية يسودها التوتر للخلاف على الجزر الثلاث المتنازع عليها. أيضا هناك تحفظات في العلاقات التركية الإماراتية لخلافهما في عدد من النقاط أهمها وضع جماعة الإخوان التي تحظى بدعم أردوغان في الوقت الذي أعلنتها الإمارات جماعة إرهابية.

أثارت الزيارتان، العديد من التساؤلات حول مستقبل العلاقات الخليجية الإيرانية فهل تفتح زيارة الرئيس الإيراني صفحة جديدة في تاريخ العلاقات، وإلى أي مدى ستصل العلاقات التركية الخليجية وتأثيرها على المنطقة، وماذا عن اللاعب الإقليمي الثالث الذي يمتلك قوة وأطماع استعمارية، فهل يجلس في مقاعد المتفرجين أم ينتظر لاقتناص الفرصة أم أنه يدير اللعبة من وراء الستار؟

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق