لماذا أصبح الأسود رمزا لـ«داعش»؟

الأربعاء، 15 مارس 2017 02:31 م
لماذا أصبح الأسود رمزا لـ«داعش»؟
داعش
كتب - محمد الشرقاوي

تمكنت التنظيمات الإرهابية حول العالم، خاصة الدينية منها، من صنع علامات ورموز تفردت بها عن غيرها، وبالتالي أصبحت تلك الرموز «دلالية» يعرف بها المتطرفون، مثلما اختص داعش بالزي والراية السوداء، كذلك القاعدة.

في دراسة لمركز المستقبل للدراسات المتقدمة، أعدتها الدكتورة فاطمة الزهراء عبدالفتاح، بعنوان «سيميوطيقا داعش: دلالات استخدام الإرهابيين للرموز والشعارات على الإنترنت» - سيميوطيقا علم يعني بالعلامات والأيقونات البصرية والرموز اللغوية وغير اللغوية، تعرضت الباحثة إلى الرموز البصرية التي ارتبط بها الإرهاب في عقول العامة.

وأشارت الدراسة إلى أن التنظيمات الإرهابية استطاعت خلق «هوية» مميزة باستخدام رموزها الخاصة، بسبب استغلال التطور التقني وصفحات التواصل الاجتماعي.

وتطرقت الدراسة إلى البحث في الرموز التي تستخدمها الجماعات الإرهابية كالأعلام والشعارات والأقنعة والبحث فيما تحمله من دلالات ترتبط بفكر تلك التنظيمات، وكذلك البحث في دلالات السلوكيات والطقوس والأفعال وغيرها من الرسائل الصادرة عنها.

وعن استخدام تنظيم داعش طقوس «الذبح» وسلوكيات العنف، قالت إن التنظيم تعمد عرض مقاتليه «أبطال شجعان يتسمون بالتفاني والإخلاص ويسعون إلى الشهادة، وذلك بالتوازي مع الاستخدام المضاد لرموز الأعداء لإثبات القوة وكسر هيبتهم بالركوع والذبح والحرق وغيرها من طرق القتل».

واعتبرت الدراسة أن ممارسة عناصر التنظيم لعمليات الاغتصاب الوحشية ليس اعتداءًا جنسيًا بقدر كونه رمزًا جنسيًا للتعبير عن الغضب والعنف والهيمنة.

وعن الرموز الإرهابية على الإنترنت، أوضحت الدراسة أن الجماعات الإرهابية تتنوع في استخدام الرموز ما بين الدينية كشعارات الجماعات الجهادية وعلم منظمة «كاخ» الإسرائيلية، والقومية مثل شعار منظمة «إيتا» الانفصالية في أسبانيا، والأيديولوجية مثل الرايات الحمراء لمنظمة الدرب المضيء في بيرو بأمريكا الجنوبية.

وتابعت: أن تنظيم داعش استدعى في مواده الدعائية المتنوعة التي يبثها عبر الإنترنت، علامات مميزة تتمثل في الراية السوداء، والشعارات الخاصة بالولايات، وأزياء المقاتلين سواء الزي الأسود المقنع أو استخدام ثياب مطبوع عليها راية التنظيم كغطاء الوجه لـ«المقاتلات» وعصابات الرأس لـ«الأطفال» المحاربين.

وأضافت أن التنظيم استخدم هذه الرموز عبر أشكال متعددة من الاستخدام الإلكتروني، وأنه يتم وضع رايات التنظيم المميزة في واجهات المواقع الخاصة به، وحسابات عناصره الذين يتعمدون وضع رايات سوداء ومقنعين على صفحاتهم بمواقع التواصل.

 كذلك يسعى التنظيم بشكل دائم إلى عرض خرائط ومناطق نفوذه كرمز للسيطرة والتوسع الجغرافي، كما أنه يستند إلى أحداث دينية وشرعية تظهر في استدعائه لرموز ذات دلالة في فجر الإسلام، ويأتي في مقدمتها الراية السوداء، بما يخلق حالة ملهمة تجتذب المزيد من المجندين للقتال، وتسهم تلك الحالة في تعزيز شعور مقاتلي التنظيم بأن ما يفعلوه هو من صميم الدين.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق