تاريخ من العمالة للخارج.. نكشف علاقة «الإخوان» بأجهزة الاستخبارات الغربية

الأحد، 19 مارس 2017 06:47 م
تاريخ من العمالة للخارج.. نكشف علاقة «الإخوان» بأجهزة الاستخبارات الغربية
محمود عزت القائم باعمال مرشد الاخوان
كتب- محمد حجاج وأحمد عرفة

جون كولمان من مواليد 1935، هو مؤلف ومحلل للشؤون العالمية، وكان ضابط ووكيل المخابرات البريطانية MI6،  كتب العديد من الكتب تصل إلى 12 كتابا والأوراق العديد من تحليل بنية السلطة في العالم و النظام العالمي الجديد، وركز على مجموعة صغيرة نسبيا من الناس، منهم من قال انه يدعو «لجنة 300»، وتشكل النخبة الحاكمة الذين يتابعون هدف حكومة عالمية واحدة - عالم جديد، وتحدث عن نشأة تنظيم الإخوان، وكيف تحركه عدد من أجهزة المخابرات الدولية، وكذلك عن عملية الضغط من أجل انتشار الطوائف الدينية مثل جماعة الإخوان المسلمين، والأصولية الإسلامية، والسيخ، وإجراء التجارب للسيطرة على العقل.

الرئيس السابق لوحدة الاتصال بالمسلمين في شرطة لندن، الدكتور روبرت لامبرت، كشف في مجلة «نيو استيتسمان» في 5 ديسمبر 2011، عن علاقات لندن بالإخوان منذ نشأتها، ففي عام 1928 نشأت الجماعة في منطقة الإسماعيلية تحت سمع وبصر سلطات الاحتلال البريطاني، وبدعم من أكبر رموز الاحتلال في مصر، وهي شركة قناة السويس، التي موّلت الجماعة بـ500 جنيه في بداياتها.

 في عام 1955، وبعد إعلان عبدالناصر حظر الجماعة وملاحقة قادتها، اتخذ الإخوان من لندن مقرا لنشاطهم الدولي، ومنها إلى كثير من بلدان العالم، وبعد إسقاط نظام مرسي فى يوليو 2013 وحظر نشاط الجماعة سارع الإخوان بالعودة إلى بلدهم الأم، ليؤسسوا مقرا جديداً بشمال لندن، فلندن هي المكان الطبيعى لجماعة الإخوان، فهى بالفعل المقر الرئيسى لموقع «إخوان أون لاين» باللغة الإنجليزية منذ تأسيسه عام 2005، وكذلك مقرا لـ«مركز المعلومات العالمية» الذي أسسته الجماعة في التسعينات.

وفي وقتنا هذا لم يكن خروج حمزة زوبع، القيادى الإخواني البارز، بتصريحات على قناة «مكملين» الإخوانية منذ ما يقرب من عام يعلن فيها أن المخابرات البريطانية تتحكم في الإخوان وقياداتها بلندن صدفة، فتاريخ الجماعة المتشعب مع مخابرات دول أجنبية يؤكد علاقاتها بعدد كبير من اجهزة استخبارات دولية.

كتابات بريطانية أكدت على وجود علاقة بين الإخوان والمخابرات البريطانية منذ عهد حسن البنا، مؤسس الجماعة، وكشفت أن بريطانيا كانت ترى ضرورة أن يكون للإخوان دور في المشهد السياسى، وأنهم أرسلوا شخصية بريطانية اخترقت الجماعة واستطاعت أن تجعل التنظيم يحقق أهداف بريطانيا.

عدة دول وثقت الجماعة علاقتها بها خلال فترة السبعينيات، خاصة مع بداية وجود التنظيم الدولي للجماعة، حيث لعب كل من حسن رمضان، زوج نجلة حسن البنا مؤسس الجماعة، ويوسف ندا، مسئول ملف العلاقات الخارجية سابقا للإخوان، الذي لقب بوزير خارجية الجماعة دول في توثيق علاقة التنظيم بأجهزة مخابرات بريطانيا وإيران.

وكان ندا من مؤيدي الثورة الإيرانية، في سبعينيات القرن الماضي، وأوكلت له الإخوان مسئولية التواصل مع أجهزة المخابرات البريطانية، حيث رأى الطرفان أن كلاهما سيحقق مصالح الأخر، خاصة أن إيران سعت لاختراق التنظيم، وهذا اتضح كثيرا من الزيارات المتبادلة بين الطرفين.

«سي أي أه»، تقنع حاليا الرئيس ترامب بضرورة تفادي النزاع المسلح مع متطرفي جماعة الإخوان، وتعمل على أنها تتحكم في قياداتها، ويتم استخدامها كفزاعة للأنظمة التي لا تتعاون مع أمريكا، فمجلة «بوليتيكو»، الأمركية نقلت عن  تقرير «سي أي أه» بأن كلاً من وكالة الإستخبارات المركزية تعمل على الوقوف حائلا بين ادارة ترامب وتصنيف الإخوان كإرهابية، ورحلات قيادات الجماعة المكوكية إلى الكونجرس، وعلى رأسها عبد الموجود راجح الدرديري، مسئول ملف العلاقات الخارجية بالجماعة إلى هناك خير دليل.

ولعل تصريحات سابقة لقيادات إخوانية، خلال الأزمة الداخلية للجماعة، كشفت تلك العلاقات، خاصة تصريح حمزة زوبع ، القيادى بالإخوان فى تركيا، الذى أكد أن هناك مخابرات دول أجنبية تلعب داخل أروقة الجماعة وتتحكم في قراراتها، وخص بالذكر فى ذلك التوقيت المخابرات البريطانية.

خبراء، كشفوا تاريخ علاقة الإخوان مع أجهزة  استخبارات أجنبية، حيث تمثلت في علاقات الجماعة بمخابرات بريطانيا، وكذلك تركيا، وإيران والولايات المتحدة الأمريكية، وقطر مؤكدين أن تاريخ هذه العلاقة يبدأ منذ نشأة التنظيم الدولي للإخوان في ستينيات القرن الماضى.

في البداية قال أحمد عطا، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، إن التنظيم الدولي  لجماعة الاخوان له تاريخ طويل في التواصل مع جميع اجهزة المخابرات وذلك منذ تأسيس أول مكتب للتنظيم الدولي في سويسرا عام ١٩٦٠  برئاسة سعيد رمضان زوج  نجلة مؤسس الجماعة  وفاء حسن البنّا، و منذ ذلك الوقت والتنظيم يسعى لمشروعه العالمي وهو الاستاذية والهيمنة في أوروبا وأمريكا وأخيرا إيران.

وأضاف عطا أن أول جهاز مخابرات تفاعل وتواصل معه التنظيم هو المخابرات الانجليزية التي منحت التنظيم أول مكتب له في العاصمة البريطانية لندن وقد لعبت المخابرات الانجليزية دورا مهم ومؤثرا في هروب عدد من قيادات التنظيم بعد القبض علي سيد قضب وإعدامه عام ١٩٦٥ وبعد رحيل مؤسس التنظيم سعيد رمضان، لعب أمين عام التنظيم الدولي دورا مهم المخابرات الانجليزية وهو الملياردير ابراهيم منير، حيث كوّن فريق استخباراتي من العملاء كان يشرف عليهم، وتم تتويج هذه العلاقة مع ثورات الربيع العربي بدايتاً من الدعم الإعلامي الانجليزي لجماعة الاخوان من الصحف والقنوات الانجليزية وكان واضح تماما تحرك الاعلام الانجليزي لصالح جماعة الاخوان في مصر قبل رحيل الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك.

وتابع عطا: علاقة التنظيم الدولي وجماعة الاخوان بدأت تتفاعل بعد أن أخرج الرئيس الراحل محمد أنور السادات عمر التلمساني ومجموعته من السجون ومنحهم مساحة كبيرة لضرب التيار الشيوعي في الجامعات في سبعينيات من القرن الماضي ، فوجدت وقتها المخابرات الأمريكية أن جماعة الاخوان وتنظيمها الدولي صانع ألعاب مهم للإدارة الامريكية في مطلع السبعينيات حتي الآن في إطار مشروع الشرق الأوسط الجديد.

واستطرد: هناك أمثلة كثيرة تؤكد علي عمق علاقة المخابرات الامريكية بقيادات جماعة الاخوان منها المقالات السرية في فلوريدا بين نائب رئيس الأمن القومي الأمريكي أثناء حكم أوباما، والملياردير يوسف ندا أثناء تحرك إخوان سوريا ضد نظام بشار الأسد في هذه الفترة، و كانت المخابرات الامريكية لها دور مؤثر بدفع الثورة في الشارع السوري من خلال خطة مسبقة بين يوسف ندا ومسؤول الإخوان في سوريا، زيارة السفيرة الأمريكية لمكتب خيرت الشاطر في مدينة نصر أكثر من مرة والتي كانت تنقل إليه تكليفات رئيس الأمن القومي الأمريكي.

من جانبه قال هشام النجار، الباحث الإسلامى، إن الإخوان لها عدة علاقات مع 4 أجهزة مخابرات خارجية، تستخدم الجماعة لتحقيق مصاحها.

وأضاف الباحث الإسلامى، أن علاقات الإخوان مع أجهزة مخابرات أجنبية تتمثل في المخابرات البريطانية في المقام الأول ثم المخابرات التركية ثم المخابرات الأمريكية ثم الإيرانية ثم القطرية، وهذا تدل عليه أحداث وتطورات المشهد السياسي بالداخل العربي منذ منتصف التسعينيات إلى اليوم.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق