فى ذكرى رحيلهما.. محطات وأوجاع مشتركة فى حياة العندليب والنمر الأسود

الخميس، 30 مارس 2017 03:08 م
فى ذكرى رحيلهما.. محطات وأوجاع مشتركة فى حياة العندليب والنمر الأسود
عبد الحليم حافظ واحمد زكى
كتبت هند محمود

موهبتان فنيتان بدأت بوجع فقد وشعور باليتم، ومرض رافقهما حتى نهاية حياتهما، فأتخذ الأول من جمال صوته منبر يطرب به الأذان لينال معه لقب العندليب الأسمر، والثانى وهبه الله وجه يحمل ملامح لشخصيات متعددة ليجسد شخصية البواب ورئيس الجمهورية بذكاء حاد.
 
عبد الحليم حافظ وأحمد زكى، تقاسما أوجاع مشتركة جعلت الفنان أحمد زكى يطلب تصوير جنازته وتعرض فى آخر أفلامه العندليب، وكأنه كان يشعر أن الموت يمهله ساعات حتى يتمكن من تصوير آخر مشاهد له قبل أن يتوارى عن الكاميرات نهائيا، وهنا نسلط الضوء على محطات مشتركة من حياة العندليب والنمر الأسمر.
 
محل الولادة:
كانت محافظة الشرقية محل ولادة عبد الحليم حافظ وتحديدا فى قرية الحلوات، عام 1928، وهى المحافظة نفسها التى ولد فيها زكى عام 1949، ورغم أن الكثير من النجوم تنقطع صلاتهم بالقرى أوالمراكز القادمين منها إلا أن زكى وحليم ارتبطا بمكان ولادتهما وظل هناك حتى التحقا بالتعليم الجامعى.
 
اليتم:
بمجرد سماع صرخات العندليب الأولى فى هذه الدنيا رحل والده، وهو الشئ نفسه الذى حدث مع زكى، وقبل أن يكتمل العام الأول للعندليب رحلت الأم، فيما قررت والدة زكى الزواج بعد رحيل أبيه، ولم يكن مقدرا له العيش معها.
 
لينشأ كل منهما فى بيت أحد الأقارب، فقد ترعرع حليم بين أفراد عائلة خاله، أما زكى فكان فى بيت جده، وقد حملت البدايات صعوبة شديدة وميل إلى الوحدة بالإضافة إلى الفقر.
 
الرفض فى البداية:
لم يكن طريق النجومية وتحقيق الحلم سهلا، فكلا الفنانين جاء ليحطم معايير قديمة، ويخلق مقاييس جديدة للنجومية، فلم يكن لعبد الحليم تاريخ فنى معروف لعائلته ولم تكن لديه الرغبة فى تقديم اللون السائد وقتها، وعندما غنى "صافينى مرة" لأول مرة عام 1952 لم تلق اهتماما من الجمهور، وطلب منه أن يغنى لعبد الوهاب، وهو الأمر الذى تغلب عليه بعد سنوات من الرفض، ليصبح مطرب الجيل فى ذلك الوقت.
 
وعن تجربة زكى فلم تكن أقل صعوبة، حيث كان مرشحا فى البداية لأداء دور البطولة أمام سعاد حسنى فى فيلم الكرنك، وهو الدور الذى جسده الفنان الراحل نور الشريف، حيث كان استبعاد زكى من الدور لأسباب عنصرية ترجع لبشرته السمراء، لكنه لم يستسلم حتى أصبح واحدا من أهم ممثلى جيله، والأجيال التالية له حتى الآن.
 
الغناء والتمثيل:
حمل حليم حنجرة أسطورية خلدته فى تاريخ الموسيقى العربية، ورغم ذلك كان متعلقا بالتمثيل، حيث قام ببطولة 16 فيلم غنى فيهما جميعا، إلا أنه كان يخطط ليلعب بطولة فيلم لا يغنى فيه، وهى قصة "لا" التى كتبها مصطفى أمين، وأداها الفنان يحيى الفخرانى فى مسلسل بعد رحيل حليم بسنوات طويلة.
 
فى حين اهتم زكي كثيرا بالغناء، وقام بأداء أغنيات كثيرة فى أفلامه، حتى أنه لعب فى فيلم "هيستيريا" دور مطرب، وغنى  فيه عددا من الأغنيات القديمة، بجانب أغنيات أعدت خصيصا له.
 
المرض وشهر الوفاة:
لم تعطى الحياة لهما إلا حب الجمهور الذى ربما عوضهما عن قسوة البدايات فيما حملت النهايات مرارة أشد، حيث تملكت البلهارسيا من حليم، وأجرى عشرات العمليات الجراحية، ورحل عن عمر يناهز 48 عاما، بعد رحلة طويلة فى مستشفيات أوروبا.
 
أما زكى فقد التهمه السرطان بعد رحلة علاج طويلة لم تفلح فى السيطرة على المرض، ليرحل عن عمر يناهز 56 عاما، حينما كان يصور آخر مشاهد له فى فيلم العندليب.
 
وبعد حياة طويلة حملت تشابه فى مرارات كثيرة وموهبة ساطعة، شملت نهايتهم على تقارب أيضا حيث رحل حليم فى 30 مارس، وزكى فى 27 من نفس الشهر وذلك بعد أن التحم زكى مع حليم وجسد دوره قبل أن يلتقيا فى السماء. 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق