انشقاقات هزت الإخوان.. التنظيم السري في عهد البنا وخصام الخمسينيات.. ومجموعة الوسط بالتسعينيات..وانقلاب المجموعة المسلحة على «محمود عزت»

الأربعاء، 19 أبريل 2017 02:00 ص
انشقاقات هزت الإخوان.. التنظيم السري في عهد البنا وخصام الخمسينيات.. ومجموعة الوسط بالتسعينيات..وانقلاب المجموعة المسلحة على «محمود عزت»
اشتباكات الاخوان
كتب - محمد حجاج

مرت جماعة الإخوان، خلال الـ18 شهرا الماضية، بـ3 انشقاقات قوية، هزت الجماعة، فالأولى كانت في مايو 2015، بعد أن برزت خلافات بين قيادات الجماعة حول كيفية إدارة التنظيم لصراعه مع النظام، وتكررت الأزمة نفسها في أغسطس من نفس العام، ولم تفلح محاولات عديدة للتقريب وقتها، وفي نهاية 2015، نشبت أزمة ثالثة مع اتخاذ «محمود عزت»، قرارات بينها إعفاء محمد منتصر، من منصبه كمتحدث إعلامي وتعيين طلعت فهمي بديلا له، وتجميد عضوية قيادات أخرى، وهي الخطوة التي رفضها قياديون مؤيدون لمنتصر وشكلوا آنذاك لجنة قالوا إنها تدير الجماعة بمصر، هذه الانشقاقات ليست الأولى، أو الأخيرة للجماعة، فضربت الجماعة خلال تاريخها، لهزات قوية كادت أن تطيح بالتنظيم نهائيا.

«صوت الأمة»، ترصد في هذا التقرير أقوى ثلاث انشقاقات حدثت في تاريخ الجماعة، فبعد أن اثار اعترف عزام التميمى، القيادى بالتنظيم الدولي لجماعة الإخوان بحالة الانقسام داخل جماعة الإخوان في مصر، ووصفها بأنها عبارة عن تنظيمين وليس تنظيما واحدا، جدلا نظرا لأنه أول اعتراف رسمي من مسئول كبير بالجماعة والذي أشار إلى أن الجماعة كانت تعتمد على الولاء وهو ما أشار إلى أنه كان سببا في عدد من الأزمات داخل الجماعة، فما أبرز أسماء جبهتي الإخوان ؟ هذا ما سنجيب عنه في السطور التالية:

ففي العشرين من ديسمبر الماضي، كان بداية الإنقلاب الرسمي داخل جماعة الإخوان، وبداية تشكيل جبهتين رسميتين، داخل الجماعة، كل منها لها قياداتها ورموزها، فالجبهة الأولى، ضمت محمود عزت، القائم بأعمال مرشد الإخوان، وإبراهيم منير، أمين عام التنظيم الدولي للإخوان، ومحمود حسين، الأمين العام للجماعة في مصر، وكاتم الأسرار والمتحكم في التمويل، ويبايعها عدد كبير من القيادات القديمة للجماعة على رأسهم محمد المرسي.

وشهدت الجماعة في عهد مؤسسها، حسن البنا، العديد من الخلافات الداخلية، نتج عنها انشقاقات عدة كان أبرزها انشقاق أو فصل الرجل الثاني في التنظيم أحمد السكري، عام 1947م، وهو انشقاق لم يُعرف سبب واضح له، لكن الرواية الرسمية للجماعة، والمنشورة على موقع ويكيبديا الإخوان، تحت عنوان «فتنة السكري»، تقول أن سبب الفصل هو «التمرد، وبث الفتنة، والاتصالات الضارة بمن يُناوئون الدعوة ويريدون بها السوء، والتجسس على مخاطبات ومكالمات البنا الخارجية والداخلية، وأخذه مبالغ من جهات مختلفة باسم الإخوان لم يوصلها للجمعية».

كما شهدت هذه المرحلة أيضًا، انشقاقات أقل أثرًا مثل انشقاق مجموعة «محمد عطية خميس»، الذي أسس جماعة «شباب سيدنا محمد»، وانشقاق مجموعة محمد رفعت، وظهر خلال عهد البنا نواة لانشقاق كبير جرت وقائعه في عهد المرشد الثاني حسن الهضيبي، فالتنظيم الخاص للجماعة بدأ في التفلت من يد المؤسس البنا، في أواخر الأربعينيات، برز ذلك عندما قام النظام الخاص بعدد من العمليات، كان أبرزها اغتيال محمود فهمي النقراشي، عام 1948، وإعلان البنا التبروء من عمليات الاغتيال والتفجير، كان هذا اعترافًا بخروج النظام الخاص بقيادة عبد الرحمن السندي عن السيطرة، حسبما ذكر الكاتب حسام تمام في كتابه «الإخوان المسلمون.. سنوات ما قبل الثورة».

 

أبرز الانشقاقات التي حدثت في جماعة الإخوان، هو الانشقاق الذي حدث في عهد مرشدها الثاني، حسن الهضيبي، عندما قام قائد النظام الخاص عبد الرحمن السندي، وعدد من كبار مساعديه، بالخروج من الجماعة رفضًا لسياسات الهضيبي، وفاقم عملية الانشقاق هذه، انضمام مجموعة من المعترضين على سياسة الجماعة في العلاقة مع نظام ثورة يوليو 1952، وكان من أبرز المنشقين الشيوخ محمد الغزالي وسيد سابق وعبد المعز عبد الستار، ونجح نظام عبد الناصر في استقطاب عدد من هؤلاء وإدخالهم في مؤسسات الدولة الرسمية، مثل الشيخان محمد الغزالي وسيد سابق، وعبد العزيز كمال، الذي أصبح وزيرًا للأوقاف، بعدما كان عضوًا في «التنظيم الخاص» بالإخوان.

وشهدت التسعينات انشقاقان كبيران داخل جماعة الإخوان، كان أولهما في نهاية عهد المرشد الرابع محمد حامد أبو النصر، حيث انشق مجموعة تزيد على المائة شخص، من إخوان جامعة الإزهر، بقيادة محمد رشدي، وكان الانشقاق هو «خروج الجماعة عن الخط الإسلامي الملتزم».

 

الانشقاق الثاني حدث في بداية عهد المرشد الخامس، مصطفى مشهور، حيث خرج من الجماعة مجموعة كبيرة من القيادات الوسطى على رأسهم أبو العلا ماضي ومحمد عبد اللطيف وصلاح عبد الكريم، وتبنى هؤلاء مشروع حزب الوسط، تعبيرًا عن رغبتهم في الاندماج في الحياة السياسية.

وفي عام 2000 وحينما كان يحاكَم عدد من أعضاء جماعة الإخوان أمام المحكمة العسكرية في القضية الشهيرة بالنقابيين، وكان ثروت الخرباوي الذي بدأ حياته السياسية في حزب الوفد ثم انضم للإخوان ليصبح أحد أعضائها الذين ساهموا في نجاحات للجماعة داخل نقابة المحامين، مسئولاً عن انتخابات النقابة والمخطط الأول لها التي كانت تُعقد في تلك الفترة، ولكن الخرباوي خالف أمر جماعة الإخوان حينها وقام بترشيح سامح عاشور على منصب النقيب، ما ترتب عليه بداية خلاف الخرباوي مع الإخوان، وتحويله إلى محاكمة داخل الجماعة أدت في النهاية إلى إعلان انفصاله عنها عام 2002، وقال الخرباوي حينها: ابتعدت عن الجماعة لأنني وجدتها قد انحرفت عن طريقها الصحيح، حيث أن الخلاف كان حول سياسات وأفكار.

وفي عام 2003 وعقب خروج القيادي الإخواني مختار نوح، من السجن في قضية النقابيين، قال: لقد جمدت نفسي داخل جماعة الإخوان نظرًا لعدم وجود دور لي، وكنت عضوًا منبوذًا داخل الإخوان، ومع ذلك لم أتركهم إلا حينما شعرت أن دوري انتهى في الإصلاح داخل الجماعة.

كان ذلك بمثابة رد فعلٍ عملي عن استيائه من موقف الجماعة «المتخاذل»، حسبما يرى من دعمه والوقوف معه في أزمة سجنه، في ظل موقف محاميي الإخوان أعضاء نقابة المحامين المعارضين له، حينما كان يشغل منصب أمين صندوق النقابة، وما بذلوه من محاولات لتشويه صورته داخل الجماعة وخارجها، في وقت امتنعوا فيه عن دعمه لدرجة أن الكثير منهم لم يحضر آخر جلسات المحكمة العسكرية في قضيته، فضلًا عن امتناعهم عن زيارته تمامًا بمحبسه.

لم تشهد جماعة الإخوان انشقاقات مؤثرة منذ انشقاقات التسعينيات وحتى قيام ثورة 25 يناير 2011، حيث تلت الثورة العديد من الانشقاقات المؤثرة التي عبرت عن وجود تيارات متباينة داخل الجماعة، وكان على رأسها:

قرر المرشد العام لجماعة الإخوان محمد بديع، فصل الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح من الجماعة، بعدما قرر الأخير الترشح للانتخابات الرئاسية، ورفض الانصياع لقرار الجماعة بعدم ترشح أي من أفرادها لهذه الانتخابات، وهو القرار الذي خالفته الجماعة فيما بعد.

استقال محمد حبيب من منصبه كنائبٍ أول لمرشد الجماعة، بعد انتخابات عام 2010 التي أتت بمحمد بديع كمرشد للجماعة، حيث شكك حبيب في نتائج الانتخابات، استمر حبيب كعضو في مجلس شورى الجماعة، حتى بعد ثورة يناير، لكنه اختلف مع الجماعة وطالب بالتحقيق في نتائج الانتخابات التي جاءت بمحمد بديع في منصب المرشد العام، ثم استقال بشكل نهائي.

انشق عضو مجلس شورى الجماعة إبراهيم الزعفراني، بعد ثورة يناير، حيث لم يستجَبْ لطلبه بتعديل لائحة الجماعة، والخلط بين العمل الحزبي والعمل الدعوي والتربوي والاجتماعي، وعدم السماح لأفراد الجماعة بالاشتراك في أي حزب غير «الحرية والعدالة» الحزب الرسمي للإخوان.

واستقال الدكتور كمال الهلباوي من عضويته في جماعة الإخوان، بعد إعلان مكتب الإرشاد ترشيح نائب المرشد العام المهندس خيرت الشاطر لرئاسة الجمهورية، حيث اعتبر الهلباوي هذا تنصلًا من وعد الجماعة السابق بعدم ترشيح أحد للرئاسة.

وكان من أبرز الانشقاقات أيضًا، والتي أظهرت وجود رفض من شباب الجماعة لعدد من مواقفها، هو تأسيس عدد من شباب الإخوان لحزب «التيار المصري»، خلافًا لقرار الجماعة بتكوين حزب واحد فقط، ما أدى لاتخاذ قرار بفصلهم، بعد 25 يناير 2011.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق